2015-10-10 

داعش وإيران يحركان الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة السورية

بي بي سي

تتحرك كل الأطراف الدولية المعنية بنشاط غير مسبوق مستهدفة تسوية الصراع في سوريا، وشهدت الأسابيع القليلة الماضية نشاطا دبلوماسيا مكثفا بين إيران، والسعودية، والولايات المتحدة، وروسيا في إطار ما يمكن تسميته بتنسيق الجهود من أجل كسر الجمود على صعيد الصراع في سوريا. حيث عقدت محادثات ثلاثية لمناقشة الشأن السوري بين وزراء خارجية الولايات المتحدة، وروسيا، والسعودية، في الدوحة، وزار وزير الخارجية السوري عُمان، ثم انتقل إلى طهران للقاء عدد من كبار المسؤولين في إيران وروسيا. ووردت تقارير بشأن اجتماعات سرية بين مسؤولي مخابرات سعوديين وسوريين بعيدا عن الأضواء الإعلامية لكنها كانت حاسمة في استكشاف سبل جديدة باتجاه البحث عن حل للصراع في سوريا. وزار موسكو في الفترة الأخيرة عدد من كبار المعنيين بالصراع السوري من بينهم وزير الخارجية السعودي ومختلف أعضاء المعارضة السورية. كما قام وزير الخارجية الإيراني بجولة في الشرق الأوسط وجنوب آسيا للترويج لخطة سلام جديدة تقول إيران إنها سوف تتقدم بها للأمم المتحدة. ويدور جدل حول المحرك الأساسي لهذا النشاط الدبلوماسي المكثف ويرجح عدد من الخبراء أنّ هناك عددة اسباب تدفع لهذا الحراك في مقدمتها الاتفاق النووي الذي وقعته القوى الدولية مع إيران، والذي دفع جميع الأطراف باتجاه سباق لتحديد المواقع التي يفترض أن يحتلها كل طرف. وبحسب بي بي سي فإيران الآن دخلت إلى دائرة الضوء مرة ثانية بعد سنوات طويلة من العزلة، ولا تطيق صبرا حتى تثبت للقوى الدولية أنها الدولة الشيعية الرائدة في الشرق الأوسط والمفاوض الرئيسي في أي اتفاق سلام سوري. وبدأ السعوديون في التقرب من روسيا لإحداث توازن في الموقف الراهن، وحتى يثبتوا للولايات المتحدة أنهم لن يدينوا لها بالولاء دون مقابل بعد الآن علاوة على التصدي لمحاولات إيران تبوؤ موقع السيادة في المنطقة. فضلا عن توفر مخاوف روسية حيال المحور الأميركي الإيراني الجديد،يبحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طوال الوقت عن طريقة يثبت بها للأمريكيين أنهم ليسوا اللاعب الأكثر تأثيرا في مجريات الأمور في العالم. وبحسب بي بي سي سعى في الفترة الأخيرة إلى التقرب من السعودية، وتعزيز العلاقات مع إيران، ومحاولة تملق المعارضة السورية المنقسمة على نفسها أثناء حديثه الموجه إلى نظام الأسد في دمشق. في غضون ذلك، تريد الولايات المتحدة التأكد مما إذا كان الاتفاق النووي مع إيران بإمكانه حل اللغز السوري وتعزيز العلاقات الأمريكية مع إيران وروسيا. من المرجح أن السبب الثاني لعودة النشاط الدبلوماسي المكثف إلى المشهد الحالي هو صعود ما يُسمى داعش ونشاطه الملحوظ في سوريا والعراق. وتتفق القوى الدولية على أن هناك حاجة ماسة إلى التصدي لصعود تنظيم الدولة. فإيران لا تطيق صبرا حتى يستئصل هذا التنظيم من المنطقة أو يتم احتوائه بأي طريقة كانت. فالتنظيم يقف حجر عثرة في قناة الاتصال بينها وبين حزب الله حليفها في لبنان. تحول تنظيم الدولة من خطر إقليمي إلى خطر دولي بعد هجماته الأخيرة في السعودية وتركيا وبعض دول أوروبا، ويشكل خطرا على المصالح الإيرانية في العراق، إذ يسيطر على ثلث البلاد تقريبا ويشكل تهديدا للوجود الإيراني هناك، خاصة بعد حالة الوهن التي حلت بحليفها في سوريا بشار الأسد. ويثير النهيار الكامل لنظام الأسد مخاوف جديدة، من أنّ تدخل البلاد في حالة من الفوضى العارمة، وهو ما قد يسمح للجهاديين بإحكام قبضتهم على البلاد بالكامل. وهذا هو الكابوس المفزع الذي يوحد الولايات المتحدة، والسعودية، وإيران، وروسيا، ولو نظريا، لكن تظهر خلافات حادة بين جميع الأطراف حول ما إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد يمثل جزءا من الحل السياسي أم لا. وبينما ترى روسيا وإيران أن الأسد شريك شرعي في مجابهة تنظيم الدولة، تصر دول الغرب والسعودية على أنه جزء من المشكلة، وليس جزءا من الحل. كما يمكننا رؤية الأطراف المختلفة وهي تحاول تقريب وجهات النظر المتضاربة. فروسيا، على سبيل المثال، لا تزال تصر على أن تأييدها ليس لشخص بعينه، إنما للشرعية في سوريا. في المقابل، لم تعد الولايات المتحدة وغيرها من قوى الغرب تعلن صراحة أن "الأسد لابد أن يرحل" قبل البدء في أي تسوية سياسية.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه