2015-10-10 

سوبر جدل

مصطفى الآغا

لا أعتقد أن مباراة سعودية نالت هذا النصيب من الجدل والنقاش والحديث، إن كان عبر وسائل الإعلام التقليدية أو وسائل التواصل الاجتماعي، كمباراة الهلال والنصر في نهائي السوبر السعودي، وهي التي نالت الحيّز الأكبر من النقاشات التي وصلت حد السجالات. النقاشات انقسمت على فترتين، الأولى ما قبل السوبر والثانية ما بعده. فقبل السوبر تباين الرأي وانقسم الشارع والمحللون الرياضيون وأصحاب الشأن حول موضوع إقامة المباراة في لندن، فسماها البعض بطولة VIP وأنها ستكون لفئة من الناس، هي الفئة التي تستطيع دفع ثمن تذاكر الطائرة والإقامة في دولة غالية ومكلفة مثل بريطانيا وعاصمتها لندن تحديداً، وسعر البطاقة الذي وصل إلى 500 ريال، وبعضهم انتقد (صغر الملعب) وأرضيته حتى من دون أن يعرف فعلاً هل الأرضية جاهزة أم لا، خصوصاً وأنهم في بريطانيا ليست لديهم أرضيات ملاعب غير جاهزة، وهناك من تخوّف من الحضور الجماهيري وتصرفات بعض الشبّان بالنزول للملعب لعدم وجود حواجز تفصل بين المدرجات، وهناك من أيّد الفكرة من دون تحفظات وأنها نقلة ثقافية اجتماعية حضارية ورياضية وتواصل مع العالم، خصوصاً وأن السوبر الإيطالي مثلاً أقيم في الصين وقبله في ليبيا، والسوبر المصري سيقام في الإمارات، وبالتالي فالفكرة ليست (اختراعاً حصرياً) للاتحاد السعودي، وأن المباراة ستقدم صورة اللاعب السعودي ومستواه لوسائل إعلام غير عربية أو لجمهور غير عربي مهما كان حجم وعدد المهتمين، إضافة إلى أن من سيحضرون المباراة ليسوا بالضرورة سعوديين، بل جاليات عربية من المحيط إلى الخليج يستهويها أن تذهب إلى الملعب لمشاهدة فريقين عربيين على أرض إنكليزية، وهو ما شهدناه فعلاً عبر الشاشة ولو بأعداد ضئيلة، وتابعنا أن الملعب على رغم أنه صغير ويتسع لـ18 ألف و439 شخصاً إلا أن الكثير من مقاعده كانت خالية، ولكن الحاضرين أضفوا الكثير من الحماس والتشجيع الراقي ولم نشهد حادثة واحدة لا على المدرجات ولا حين نزل الجمهور أرض الملعب، ولكن النقد والنقاشات حدثت على نوعية الحضور، لا بل لاحظت عبر تويتر أن النقاشات لم تتركز على الفنيات بقدر ما دارت حول مكان المباراة ومن حضرها وهو أمر مفهوم طالما بقي النقاش ضمن الأطر المقبولة، ولكن أن يتم تحميل الاتحاد السعودي وزر أمور لا علاقة له بها فهذه أوضحت أيضاً أن أحمد عيد سيتعرض لضغوط جماهيرية وربما إعلامية كبيرة لاحقاً كواحدة من تبعات السوبر، الذي يمكننا أن نطلق عليه بكل واقعية «سوبر جدل».

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه