2015-10-10 

هل تنجح خطة العبادي الاصلاحية؟

دويتش فليه

دويتش فليه، على خلفية التظاهرات الحاشدة في العراق، وإعلان رئيس الحكومة حيدر العبادي عن إصلاحات كبيرة بشكل مفاجئ ، قام مجلس النواب العراقي في سابقة نادرة بتمرير حزمة من الإصلاحات وغيرها من الاقتراحات بالإجماع، غير أن التساؤلات كثيرة. أكد الخبير القانوني والقاضي السابق زهير كاظم عبود لدويتش فليه أنّ الشعب ينتظر إصلاحات جذرية عميقة ويأمل في أن يتمكن العبادي من تحقيقها موضحًا أنّ تطبيق الإصلاحات مرهون جدًا بالتطبيق القانوني والدستوري الدقيق، وهي فرصة للبرلمان لتصحيح مساره، وللعبادي الذي التزم الآن بجزء من مطالب الشعب، وهذه الحزمة التي أقرت الآن هي ليست كل مطالب الجماهير. بعض متابعي الشأن العراقي عزوا هذه التطورات غير المنتظرة والمتسارعة من السلطة التنفيذية والتشريعية إلى وجود مخاوف من تزايد الضغط الشعبي، معتبرين أنّ الإجراءات التي أقرّت لا تكفي، وأن الجميع بانتظار إجراءات أهم وأكثر مساسًا بمصالح الناس. وأشار باسم العوادي إلى أنّ قبول الشخصيات التي جرى تنحيتها وأيضا كتلها لهذا القرار أمر جيد ولكنه يدعو إلى الاستغراب،لكن المهم في المقام هو أنّ الشارع العراقي ما زال منتفضًا، وما زالت التظاهرات حاشدة، ومن خلال متابعتي لاحظت أن الرأي العام العراقي متنبه جدًا إلى أنّ هذه الإجراءات لا تكفي وحدها ولابد من الاستمرار في الإصلاح. وبدوره اعتبر الخبير القانوني زهير كاظم عبود أنّ الجماهير الآن تطلب إصلاحًا حقيقيًا، وتطلب عودة لحياة مدنية، وتطلب إنعاش وضع العراق المالي والسياسي والاجتماعي، وهو ما يحتاج إلى حزمة إصلاحات، وسيتمكن العبادي من تنفيذها إذا سلخ نفسه من شرنقة حزبه، حزب الدعوة الذي فشل في إدارة العراق. ولفت مراقب الشأن العراقي إلى أن العبادي بحزمة إصلاحاته سيكون في مواجهة مع الأحزاب الدينية الشيعية ومن بينها حزب الدعوة الذي ينتمي إليه. وعزا كثيرون قدرة العبادي للتصدي لمطالب الأحزاب الشيعية خاصة باستناده إلى الدعم المعلن من المرجعية الدينية الشيعية في العراق لخطة إصلاح حقيقية، وهو دعم لا يرتبط بالضرورة بالأحزاب الشيعية . وأوضح الخبير باسم العوادي، أنّ المرجعية أكدت أنها ستوفر الحماية للعبادي في حال تنفيذه للإصلاحات، وهذا الدعم جاء منسجما مع التظاهرات، كما أنّ ما يجري في الشارع العراقي من حراك هو أخطر من مجرد مظاهرات، فهناك استعداد جماهيري شعبي لما يشبه الإنتفاضة" أشار العوادي إلى أنّ المرجعية مُلزِمة للتحالف الوطني العراقي وهو كتلة الأحزاب والقوى الشيعية، ورغم ان مكونات الكتلة السنية والكردية تكن للمرجعية الاحترام والتقدير فقد صرح أعضاء من الكتلتين أنهم ملتزمون مع الحكومة ليس وفقا لرأي المرجعية، بل بموجب وثيقة الاتفاق السياسي التي تم التوقيع عليها مع الحكومة، وبموجب الاتفاق مع العبادي وزعوا المناصب. وأضاف الخبير العوادي الذي عمل فترة مستشارا إعلاميا لرئيس المجلس الأعلى الإسلامي ( الشيعي) في العراق: " كان هذا واضحا فيما قاله النجيفي بعد اجتماعه بكتلة تحالف القوى الوطنية التي يرأسها، معلنا أنّ إلغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية ونواب رئيس الوزراء يعد خرقا للدستور". ويشار هنا إلى أنّ الدستور العراقي ينصّ على أنّ لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء نائبا واحدا. أشار الخبير القانوني زهير كاظم عبود إلى أنّ " أكثر من نصف أعضاء البرلمان ليسوا منتخبين من قبل الشعب، بل معينون من قبل أحزابهم بموجب المحاصصة الطائفية والسياسية التي يلزمهم بها قانون استبدال الأعضاء". المتظاهرون الغاضبون يطالبون بإلغاء المحاصصة والتوافق وبعضهم يطالب بحل البرلمان، فيما يزعم أغلب السياسيين أن العملية السياسية قائمة على هذين المبدأين. ويطرح ذلك سؤالا حول مدى قدرة رئيس الحكومة حيدر العبادي على الوصول إلى حل وسط. وفي الإجابة عن ذلك يقول القاضي السابق زهير كاظم عبود " الحل الوسط يتحقق إذا كان العبادي يؤمن حقيقة بأنّ الجماهير لن تخذله". لكن التساؤل الأصعب هو الى أي حد يمكن أن يمضي العبادي في خطة الإصلاح؟ وكالة الأنباء الفرنسية نقلت اليوم قوله، إنه سيواصل الإصلاح "وإن كلفني ذلك حياتي". و في نفس هذا الاتجاه، أشار الخبير في الشأن العراقي باسم العوادي، "الحل الوسط هو أن يمضي العبادي في خطة الإصلاحات بدعم المرجعية ويراهن على الوقت خلال الفترة القادمة كي يستطيع تمرير حزمة الإصلاحات الثانية". وفي استنتاج شخصي يعتبر الخبير أن"العراق يمضي قدما باتجاه الانتخابات المبكرة خلال الأشهر الستة القادمة

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه