2015-10-10 

الرهان المصري الجديد ... قناة السويس

علي القاسمي

يحتفل المصريون اليوم بمشروعهم، الذي يُقرأ عيناً على المستقبل، ورهاناً على القدرات، وهدية مغلفة باستقطاب مشروع للعالم، سيشاهدون ناتجاً ٩١ بليون جنيه هي حصيلة عمل 365 يوماً بغية التجديد والتوسع وإعادة الحياة والدهشة إلى قناة السويس. ذكرى الـ١٩٥٩ تستيقظ من جديد، ولعل هذا الاستيقاظ يعيد ترتيب ما تيسر من الملفات المصرية، وفي التوقيت الذي تبلغ فيه مصر قمة الحاجة إلى مفردة ترتيب. بهذا الافتتاح يكون المصريون إزاء فكرة فاخرة لا تتطلب إلا الالتفاف ولو لأجل مشروع وطني متقن، التوقيت ذهبي الأبعاد، ستقترب مصر من العالم وتحضر في شكل جديد، ويصافحها كثيرون بدلاً من أن تعمد تحت تأثير الظروف أو المصالح إلى فعل المصافحة، والمهم أن مشروعها إن سار كما ترسم الأوراق والوعود فسيطلق الطاقات والكوادر والقدرات معتمداً على المسالة الأدق والأجرأ، وهي الاعتماد على الذات. يقول يوم الخميس السادس من آب (أغسطس 2015) إن «الأجداد المصريين بنوا قناة السويس قبل 150 عاماً تقريباً، وها هم الأحفاد على الهم والرغبة والنهج ذاته يعيدون الاعتبار إلى الجد والأرض بتوسيع القناة في عام واحد، وهنا تستثيرك قطعاً حكاية الجد والولد وما بينهما من مسافات العمل والأمل ومشاوير الكفاح الطويلة»، تكون المنطقة مع هذا الافتتاح على أعتاب مركز لوجستي لافت، وببركات هذه القناة ستكون مصر في موقع متقدم يفرض تغييراً مقابلاً من جهة الآخرين لطبيعة المصالح المقبلة وما تفرضه حسابات مستقبل مختلفة، المنظومة الإقليمية تأخذها حركة أعين تتطلع كثيراً إلى المستقبل، وتؤمن بأن الممر المهم بين بحرين «أحمر ومتوسط» سيكون ذا شأن جديد وخريطة مختلفة الحسابات إن علت الطموحات وسارت الصور الناصعة بلا «رتوش». ليست المساحة هنا مناسبة لتمرير الفوائد التفصيلية البحتة لقناة جديدة كان حلم تنفيذها محسوباً في خانات التخدير وبعثرة الأموال ليس إلا، لكن الإرادة السياسية كانت عالية ومتحمسة بما فيه الكفاية لتبديد الأوهام وتحقيق الحلم على رغم الحجارة التي تنثر بإتقان في الطريق، كانت أمام تحد حقيقي، ومن ينتظر تبديده على شباك الانتظار. المواطن المصري متفائل وفرح بمشروع وطني تتجه إليه أنظار المجاورين قبل أهل الدار، ولكنه منتظر مع هذا الحجم الهائل من التفاؤل وتباشير الفرح أن توظف موارد الشعب المصري البشرية في هذا المشروع، بما يبهج ويثبت الأفراح ويرمي بالصعوبات التي واجهتها مصر في الأعوام الفائتة شيئاً فشيئاً، ولن أغادر سخرية الأشقاء المصريين الذين لا يعترف جزء منهم بهذا المشروع ويركلون أهميته وينفون القول إنه لا يقل عن أهمية القناة الأصلية، الساخرون يتحدثون عن كون العمل مجرد «تفريعة متواضعة»، ولنقل إنها هكذا، فلتفرح مصر، فهي أهل للفرح، أما الكارهون والراغبون في ألاّ يفرح ولا ينجح أحد إلا بعد المرور على التوقيعات ومباركة الجماهير، مصرون على أن «طشت أم» أوسع من قناة السويس، وهنا آن لأبي حنيفة أن يمد قدميه.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه