2015-10-10 

تقرير: التظاهر في مصر محفوف بالمخاطرة

بي بي سي العربية

كان التظاهر في ذلك البلد الذي نال حظه من الربيع العربي حقا مكتسبا لسنتين أو ثلاث، فقد كانت تهدر في العاصمة المصرية التظاهرات ضد حكومة المجلس العسرية، ثم حكومة الدكتور محمد مرسي أول رئيس منتخب بعد الثورة، لكن بعد الإطاحة بالأخير بعد مظاهرات حاشدة، تراجع هذا الحق إلى درجات متدنية، إذ وصفته شبكة بي بي سي بنشاط محفوف بالمخاطرة في تقرير لها. تشارك أم يوسف، التي تقول أنها لا تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، في المسيرات الأسبوعية للجماعة، لأن هناك نار بداخلها منذ أن تم القبض على أبنها، قائلة "الاحتجاج هو السبيل الوحيد الذي يثير انتباه السلطات". فيوسف، أو يوسف الإرهابي كما يطلق عليه في قسم الشرطة، أعتقل في سبتمبر الماضي وهو في طريقه إلى المدرسة، وبعد أربعة أيام، قضاها يوسف ذو 15 عاما في الحجز، اعترف بالتهمة المنسوبة إليه وهي تفجير كشك في المدينة. غير أنه لم يحدد موعد محاكمته حتى الآن. وقال يوسف إنه تعرض للضرب والصعق بالكهرباء أثناء التحقيقات، وتضيف ياسمين حسام الدين، محامية يوسف، التي تمكنت من رؤيته في اليوم الخامس لاعتقاله، وتظهر صورة التقطتها له وجود خدوش على وجهه. إنه لا يوجد دليل على إدانة موكلها. فيما نفى اللواء أبو بكر عبد الكريم، أحد مساعدي وزير الداخلية، لشبكة بي بي سي وجود تعذيب أو صعق بالكهرباء في أقسام الشرطة المصرية ولو حدث ذلك، فسيقدم ضباط الشرطة للمساءلة." ويعود التقرير إلى الاحتجاج في مصر الذي اعتبرته محفوفا بمخاطر جمة، وأشارت إلى القانون الذي صدر في نهاية 2013 ويلزم المتظاهرين بالحصول على تصريح من وزارة الداخلية قبل تنظيم أي احتجاج، الأمر الذي أدى إلى اعتقال المئات على خلفية هذا القانون. ومن بين المتهمين يارا سلام، وهي محامية حقوقية وباحثة في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية ألقي القبض عليها وهي تشتري زجاجة مياه من كشك بالقرب من تظاهرة، حسب والدتها، راوية صادق، ومحاميتها. وفي ظل تضييق الخناق على المنظمات غير الحكومية، تعتقد والدتها أنها قد اعتقلت بسبب عملها في مجال حقوق الإنسان. وتقول: "أغضب حقا عندما أتذكر دائما أنهم اعتقلوها بالقوة وهي بمفردها." وصدر حكم قضائي بسجن يارا و22 متهمين آخرين ثلاث سنوات والوضع تحت المراقبة ثلاث سنوات أخرى، قبل أن يخفف الحكم إلى عامين بعد الاستئناف. ويعمل المحامون الآن على تقديم استئناف أخر. ويتسم نظام العدالة في مصر بالبطء والبيروقراطية، وهو ما تسبب في مشاكل لسنوات عديدة، حسب ياسمين حسام الدين. وقالت الأم: "القفص الذي يوجد به المتهمون مصنوع من شبكة حديدية سميكة بحيث لا يمكن رؤيتهم بسهولة. رأيتها وكانت غاضبة ولم أكن أعرف ماذا أفعل. كنت أريد أن أحتضنها وأهدئ من روعها، لكنها قالت ’لا تبك يا والدتي ولا تنزعجي‘." وأضافت: "قبلت أصابعها التي أخرجتها من بين القضبان الحديدية ولم أكن أعرف ما يتعين علي القيام به." وتعتقد ليلى سويف، التي تعتقل ابنتها الصغرى سناء سيف مع يارا سلام، أن الموجة الثورية الجديدة ستكون ضد القضاء. وتقول: "يعرف الناس أن الشرطة قمعية، لكن القمع الجديد يأتي من القضاة." ويحرص اللواء عبد الكريم على التأكيد على أن النظام القضائي يعمل بشكل صحيح، قائلا: "تصدر المحكمة حكمها بناء على الأدلة والوثائق." ويضيف: "عندما يحال متهم إلى القضاء فهذا يعني أن التحقيقات أظهرت أن هذا الشخص ارتكب جريمة، وتم الإفراج عن عدد كبير بعد اعتقالهم أو محاكمتهم." وترى محامية يوسف أن هناك أمل في التغيير. وتقول ياسمين حسام الدين: "كل ما أحلم به الآن هو الإفراج عن المتهمين، كما أحلم بوجود قضاء غير مسيس. يمكن تحقيق كل ذلك إذا كان لدينا إصرار بما يكفي." وأضافت: "حتى لو تحقق ذلك في اليوم الأخير من حياتي فسوف أواصل العمل من أجل ذلك." وبالرغم من أن يارا سلام وزملائها المتهمين سيقضون عاما ونصف العام في السجن، فإنها لا تزال تشعر بالأمل، حسب والدتها التي أضافت: "تقول يارا في أحد خطاباتها: ’لا أشعر بأنني معتقلة، فقد يكون الشخص في الشارع لكنه يشعر أنه سجين وقد يشعر المعتقل بأنه حر لأنه مقتنع بأنه يدافع عن شيء صواب. الحرية لا تنتزع بأي ثمن."

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه