2015-10-10 

سياسة اردوغان المتهم الرئيسي في حادث سوروج

دويتش فليه

فيما تتوالى الإدانات الدولية للعملية الإرهابية التي هزت مدينة سوروج التركية والتي راح ضحيتها أكثر من ثلاثين شخصًا، وفق آخر حصيلة رسمية، يتساءل البعض عما إذا كان ذلك سيدفع بأنقرة إلى تغيير سياستها في المنطقة؟ فبالرغم من أن تنظيم داعش لم يعلن عن مسؤوليته للعملية، إلا أن الحكومة التركية تتهم التنظيم علنًا بالوقوف وراء هذا الهجوم الدامي، معتبرة أنه يحمل بصماته. ورغم وجود تنظيم داعش في مناطق محاذية لحدودها ظلت تركيا لفترة طويلة بمنأى عن الهجمات الإرهابية المنتشر في مناطق واسعة من العراق وسوريا، ، فيما شهدت عدة دول عربية وغربية عمليات إرهابية دامية، فهل تعبر العملية على مدينة سوروج التركية عن توجه جديد لداعش إزاء أنقرة أم أن هناك رغبة لإضعاف شوكة الأكراد؟ وبحسب دويتش فليه فإن مجلة "دير شبيغل الألمانية" أكدت أنّ العملية الإرهابية هي آخر دليل وأوضحه على أن سياسة الحكومة التركية إزاء سوريا، منيت بفشل ذريع، لافتة إلى أنّ أنقرة غضت الطرف طويلًا عن تنامي قوة تنظيم داعش في سوريا، خوفًا من قيم دولة كردية . وأوضحت أنّ المقاتلين كانوا يعبرون الأراضي التركية باتجاه سوريا دون أية مراقبة، فضلًا عن أنّ مسلحوا التنظيم كانوا يسوّقون النفط عبر تركيا، في الوقت نفسه، منعت القوات التركية انضمام أكراد ومتطوعين للقتال في سوريا ضد التنظيم كما وجب على اللاجئين الأكراد على البقاء عالقين لأيام طويلة على الحدود السورية-التركية. وأضافت المجلة الألمانية "عندما رفرفت الأعلام السوداء على بلدة تل أبيض الحدودية لم يحرك الجيش التركي ساكنًا،ولكن عندما استعاد المقاتلون الأكراد السيطرة عليها، دق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أجراس الخطر، مشددا على أن بلاده لن تسمح أبدا بقيام كيان كردي مستقل في شمال سوريا. يرى الخبير في الشؤون الكردية والتركية هوشينك أوسي أن العملية الإرهابية استهدفت الأكراد. ويقول في حديث مع دويتش فليه أنّ الحكومة التركية تحاول أن تسوق لنفسها بأنها مستهدفة من قبل تنظيم داعش الإرهابي، ولكن الواقع على الأرض يظهر أن التنظيم الارهابي لم يطلق خلال العامين الماضيين ولو رصاصة واحدة داخل المدن والبلدات الداخلية في تركيا، لافتًا إلى أنّ عمليته الأخيرة كانت في بلدة كردية. ويتهم أوسي الحكومة التركية بالتواطؤ مع تنظيم داعش لإضعاف شوكة الأكراد، مضيفًا تركيا تنهج نفس السياسة الإيرانية المبنية على خطة الحرب عن بعد من خلال استخدام حزب الله اللبناني كذراع طويلة وضاربة في المنطقة، وتركيا بدورها تحاول أن تستخدم مثل هذه الورقة. وتابع يبدو أن إيران نجحت في ذلك وتركيا تريد أيضا اتباع نفس التكتيك، لاسيما أن ملف الصراع التركي الكردي لم يغلق بعد، مشيرًا إلى محادثات السلام التي بدأت عام 2012 في تركيا مع حزب العمال الكردستاني المصنف في قائمة الإرهاب والتي تسعى لإنهاء الصراع المستمر منذ ثلاثة عقود والذي قتل فيه أكثر من 40 ألف شخص. في الشهور الأخيرة المحادثات تعثرت وأصبحت قائمة على أرضية هشة. وحذر الخبير في الشؤون التركية الكردية، من تكرار مثل تلك العملية ضد الأكراد، ملاحظا أن ذلك سيدفعهم للرد بشكل عنيف، فتنزلق فيه تركيا في حرب أخرى ضد أكرادها. وبحسب دويتش فليه شددت صحيفة فرانكفورته ألغيماينه تسايتونغ أنّ ثمن هذه السياسة قد يكون باهضًا، قائلة : إذا كان الرئيس رجب طيب أردوغان يعتبر أن سياسته إزاء سوريا ستقيه شر تنظيم داعش فعليه الآن أن يتأقلم مع الواقع الجديد. العملية الإرهابية في سوروتش تؤكد تخمينات سابقة مفادها أن داعش تحوز على عناصر مستعدة لتنفيذ أي عملية إرهابية دموية في أي وقت. هذا وترى الحكومة التركية أن العملية جاءت ردًا على الإجراءات المشددة ضد تنظيم داعش، حيث كتبت صحيفة "صباح" الموالية للحكومة في افتتاحيتها أن "هذا الهجوم الارهابي هو عمل انتقامي ضد التزام تركيا لمكافحة الارهاب، وغذته الفوضى التي تسود المنطقة. خلال الأسابيع الاخيرة، قامت الشرطة التركية بسلسلة عمليات استهدفت بشكل واضح للمرة الأولى شبكات للتدريب على أراضيها والتي تسمح بمرور أعداد من المجندين وخصوصا الأجانب، إلى "الجبهة" السورية.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه