2015-10-10 

اسرائيل عقبة في عودة العلاقات الألمانية الإيرانية

من طهران، فرهاد علي

بعد فرح إيران الكبير بالإتفاق النووي يبدو أن طريق فرحتها مليء بالأشواك واللعنات فبعد أن أخذت ألمانيا وإيران خطوات مبدئية يوم الاثنين 20 يوليو ، لإعادة العلاقات التجارية بينهما توقعًا لرفع العقوبات الاقتصادية التي يفرضها الغرب على طهران إثر التوصل إلى اتفاق نووي. أكد نائب المستشارة الالمانية وزير الاقتصاد سيغمار غابريال في خطاب في العاصمة الايرانية الاثنين أن أمن اسرائيل يشكل شرطا لعلاقات جيدة بين ايران والمانيا وهو ما رفضته طهران على الفور وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية. وقال غابريال الذي كان يتحدث بحضور وزير النفط الايراني بيجان نمدار زنغنة "يجب ان تدركوا انه بالنسبة لنا نحن الالمان، امن اسرائيل يرتدي اهمية كبرى. ادرك مدى صعوبة النقاش ونحن في المانيا نعتقد ايضا ان الفلسطينيين لهم الحق في اقامة دولتهم". واضاف غابريال ان "علاقات جيدة مع المانيا تعني انه يجب عدم تهديد امن اسرائيل". وبعد ذلك اكدت الناطقة باسم الخارجية الايرانية مرضية افخم مجددا على المواقف المختلفة للبلدين بخصوص اسرائيل. وقالت كما نقلت عنها وكالة الانباء الطلابية "بالطبع سنعبر عن قلقنا بخصوص التهديدات القائمة بما يشكل تهديدات النظام الصهيوني" خلال المحادثات مع غابريال الذي سيلتقي الرئيس الايراني حسن روحاني ورئيس مجلس الشورى علي لاريجاني. وبحسب وكالة رويترز للانباء قال وزير الاقتصاد الألماني سيغمار غابرييل الذي أصبح أول مسؤول حكومي ألماني رفيع المستوى يزور طهران خلال 13 عاما إن اجتماعا وزاريا للجنة الاقتصادية الألمانية الإيرانية سيعقد أوائل العام القادم في طهران بعد فترة طويلة من عدم النشاط. ويصحب غابرييل معه وفدا من ممثلي الشركات الألمانية الراغبة في العودة إلى السوق الإيرانية ولا سيما قطاع الطاقة. وكانت الصادرات الألمانية إلى إيران بلغت 4.4 مليارات يورو في 2005 لكنها انخفضت إلى 1.8 مليار بحلول 2013 مع قيام الغرب بتشديد العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي، لكن الاتفاق المبرم بين إيران والقوى العالمية الست ومن بينها ألمانيا يفتح المجال لرفع العقوبات. وتجاوز إنتاج النفط الإيراني يوما ما حجم الإنتاج السعودي واستطاع البلد استخراج ستة ملايين برميل يوميا في السبعينيات، لكن الإنتاج تراجع دون أربعة ملايين برميل يوميا على مدى السنوات العشر الأخيرة بسبب العقوبات ونقص الاستثمار. ووفقًا لوكالة روسيا اليوم للأنباء أشار وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه إلى دور ألمانيا في المفاوضات النووية، معربا عن أمله بأن تشهد العلاقات الاقتصادیة بين البلدين الازدهار بعد فترة عانت فیها من الرکود والانکماش. ووصف زنغنه ألمانیا بأنها شريكة جديرة بالثقة، مضيفا أن إيران تملك احتياطيات غازية ونفطية كبيرة لذلك هي قادرة على لعب دور فاعل في تزويد العالم بالطاقة. وقال زنغنه: "لا يوجد بلد آخر في العالم تتوافر فيه البتروكيماويات بهذه السهولة وبهذه التكلفة المنخفضة.. آمل أن تستطيع الشركات الألمانية والإيرانية التواصل فيما بينها". هذا وارتفعت الصادرات الألمانية إلى إيران العام الماضي لتسجل 2.4 مليار يورو توقعا لاحتمال تخفيف العقوبات، لكن اتحادات الشركات الألمانية تقول إنه يمكن زيادة الرقم لأربعة أمثاله إلى عشرة مليارات يورو خلال سنوات قليلة. ومن المرجح أن تصبح شركات صناعات الآلات والسيارات والكيماويات والرعاية الصحية والطاقة المتجددة الألمانية هي الأكثر استفادة من فتح السوق الإيرانية. وقال فولفجانج بوشيليه الرئيس التنفيذي لمجموعة الغازات الصناعية الألمانية لينده إن الطلب الأكبر سيكون في قطاع النفط والغاز. وأبلغ مجلة دير شبيجل الألمانية "سيكون بوسع مهندسي المصانع والميكانيكا الألمان الاستفادة من ذلك بشكل خاص" مشيرا إلى أن منتجي السلع الاستهلاكية الألمان سيستفيدون في مرحلة لاحقة.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه