2015-10-10 

انجاز دبلوماسي تاريخي لأوباما

دويتش فيله

دويتش فليه- نصر كبير للرئيس الأميركي باراك أوباما بتوقيع الاتفاق النووي مع إيران يستحق له جائزة نوبل للسلام التي نالها ولم بفعل شيء في بداية ولايته الأولى وهو لا يزال في بداية مشواره الرئاسي. وبحسب دويتش فيله أتى الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني ثمرة مفاوضات شاقة استمرت سنتين، وسيكون هذا من ابرز الانجازات في حصيلة أوباما، وهو يبعد احتمالات تدخل عسكري لم يكن من الممكن التكهن بنتائجه. وبالرغم من أن الإتفاق يثير انتقادات، سواء في الولايات المتحدة أو على الساحة الدولية، خاصة إسرائيل ودول الخليج. إلا أن الرئيس الأميركي الرابع والأربعين يرى فيه منذ الآن ثمرة لأحد المبادئ الجوهرية لسياسته الخارجية وهو إعطاء مجال للحوار، حتى مع أعداء أميركا. وكان أوباما قد قال لدى تلقيه جائزة نوبل في أوسلو ديسمبر 2009 انه يجب عدم ادخار أي جهد من اجل إيجاد توازن "بين العزلة والتعاون، بين الضغوط والحوافز"، مرددا قناعته بان "العقوبات بدون اليد الممدودة والإدانات بدون المناقشات" محكومة بالفشل. وفيما أقام سلفه جورج دبليو بوش لائحة بالدول "المارقة" راسما فيها "محور الشر" الذي بات يشتهر به، فان أوباما حاول انتهاج الانفتاح، فقام في سبتمبر 2013 بخطوة لم تكن واردة على الإطلاق ، اذ اجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الايراني حسن روحاني. وبعد 35 عاما على قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في أعقاب الثورة الإسلامية وعملية احتجاز الرهائن في السفارة الأميركية بطهران، اتفق البلدان والأعضاء الآخرون من مجموعة 5+1 على وثيقة تمنع طهران من امتلاك السلاح النووي لقاء رفع العقوبات التي تخنق اقتصادها. وقال ارون ديفيد ميلر من مركز ويلسون للدراسات انه "على مدى عقود كانت سياستنا تقوم على احتواء إيران وليس التعاون أو التعامل معها بشان اي موضوع كان وهذا تغيير جوهري" مضيفا "سواء كنتم من مؤيدي هذا الاتفاق أو من معارضيه، فهو هام". وقال تريتا باريس من المجلس الوطني الإيراني الأميركي للدراسات إن النص الذي أُقر في فيينا يشكل بالتأكيد الانجاز الأكبر في حصيلة أوباما في السياسة الخارجية قبل أن يغادر البيت الأبيض بعد 18 شهرا. ورأى انه إن كانت معاودة العلاقات الدبلوماسية مع كوبا التي أعلن عنها قبل بضعة أيام "يهم أكثر على الأرجح العديد من الأميركيين" إلا أن هذا الاتفاق مع "الجمهورية الإسلامية" ستترتب عنه "نتائج جيوسياسية أكثر أهمية بكثير". وتتجه الأنظار الآن إلى الكونغرس الأميركي. فان لم يكن مطلوبا منه إبرام النص، إلا أن بوسعه عرقلته. وفي المعركة التي تظهر بوادرها، سيكون لكل صوت أهميته. وفي حال اصدر أعضاء الكونغرس مذكرة ضد النص، سيبقى بوسع اوباما ممارسة حقه في الاعتراض عليها. غير انه يبقى بوسع الكونغرس رغم ذلك التغلب على الاعتراض الرئاسي في حال نقضه ثلثا الأعضاء. ورأت سوزان مالوني من معهد بروكينغز ان هذا "الانجاز الحقيقي" الذي جاء بعد بذل "طاقة دبلوماسية" خارجة عن المعهود يجب أن يقارن مع الاتفاقات التي أبرمت إبان الحرب الباردة ولا سيما مع الرئيس رونالد ريغان حول نزع سلاح الاتحاد السوفيتي. وأوضحت "كان الأمر يتعلق باتفاقات إستراتيجية أتاحت التعامل مع احد الأوجه الأكثر خطورة لعلاقة بين خصمين". وإذ يدرك اوباما بان نهجه لا يلقى الإجماع، فهو يضع في الوقت الحاضر كل ثقله في الميزان مراهنا أيضا على المكانة التي سيحفظها له التاريخ. وقال في نهاية ايار/مايو "ان اسمي سيكون مدونا على هذا الاتفاق" مضيفا "لا احد لديه مصلحة أكثر مني في التثبت من ان يفي بوعوده".

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه