2015-10-10 

هل ينجح تشدد السيسي في القضاء على الاضطرابات بمصر

من القاهرة، مايكل جورجي

رويترز ، على النقيض من نظيره السابق انتهج الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أسلوبا يعتمد على المواجهة الكاملة، واطلق قوات الشرطة والجيش بلا هواد لمواجهة معارضية منذ أنّ عزل الرئيس االمنتخب محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين المخظورة منذ 2013. واعتمد السيسي على الطائرات المقاتلة والاعتقالات الجماعية وأحكام الإعدام في التصدي للإسلاميين المتشددين في حملة قد تطيل أمد الاضطرابات. اطلق الرئيس المصري يد الجيش مخولًا له استخدام أقصى قوة لكن هذا لم يحرز نجاحًا كبيرًا فيما يبدو في شبه جزيرة سيناء، فما زالت عناصر ولاية سيناء المنتمية لتنظيم داعش ينفذون هجمات تتسم بالجرأة على قوات الأمن فتحت صفحة جديدة خطيرة في الصراع القائم منذ عقود بين الدولة المصرية والإسلاميين. وتبرهن مؤشرات متنامية على أن ضغوط السيسي المستمرة على الإخوان المسلمين شجعت بعض العناصر الشابة في الجماعة على حمل السلاح في مواجهة الدولة مما يعقد الجهود الرامية لتحسين الأمن في البلاد. فقوات الأمن في عهد السيسي قتلت مئات من أنصار مرسي في موقعي اعتصام رابعة العدوية والنهضة وألقت القبض على آلاف آخرين وصدرت أحكام على قياديين بالإخوان بالسجن لفترات طويلة أو بالإعدام في محاكمات جماعية. وهناك مخاوف متزايدة إزاء إقدام شباب الإخوان على الرد بزرع قنابل صغيرة في المدن. قال أحد فريق الدفاع عن قياديي الإخوان "تسمعون شباب الإخوان يقولون إن هذه السلمية انتهت. سأدافع عن نفسي. ستتفجر موجة عنف. هذا ما أخشاه." وأضاف "كان مبارك يستهدف الجماعات المسلحة ولم يتحرك كثيرا لما هو أبعد من هذا. أما الآن فهناك عقاب جماعي والمجتمع قد ينفجر. وإذا انفجرت مصر.. فلننس العراق ولننس سوريا." وشددت وفاء حفني الأستاذة الجامعية والعضو البارز بالإخوان المسلمين أن الجماعة مازالت ملتزمة بالسلمية لكنها ترى أن منهج السيسي ينطوي على مخاطر. وأضافت في عهد مبارك كان كل شيء يحدث بهدوء وكأن شخصًا يرتق شيئًا ولا يمكنك أن ترى الرتق. وأوضحت أنّ قياديي الإخوان الجدد الذين حلوا محل المخضرمين السجناء من أمثال مرسي يعكفون على نزع المركزية عن هيكل الجماعة. ومن شأن هذا أنّ يصعب على الحكومة تتبع الجماعة في وقت تنخرط فيه قوات الأمن في حرب استنزاف مع ولاية سيناء التي غيرت اسمها من جماعة أنصار بيت المقدس. ويقول منتقدو السيسي إنه يخاطر باستعداء المزيد في مصر حيث قتل المتشددون مئات من أفراد الجيش والشرطة منذ عزل مرسي. كانت الجماعة محظورة رسميا لكن كانت السلطات تغض الطرف عن نشاطها في عهد مبارك. وحين سمح مبارك لمسؤوليها بشغل مقاعد في مجلس الشعب كمستقلين تمكن من احتواء الجماعة. وأتاح له هذا مزيدا من الوقت والجهد للتعامل مع المتشددين الضالعين في أحداث عنف والذين استهدفوا سياحا أجانب ومسؤولين حكوميين كبارا. وفي الأسبوع الماضي نفذ حوالي 300 من أعضاء ولاية سيناء هجمات منسقة أسفرت عن مقتل 17 جنديا و100 من المتشددين وفقا للبيانات الرسمية. وهذه أعنف معارك تشهدها المنطقة منذ حرب عام 1973 مع إسرائيل. قال إتش.إيه.هليار الزميل المساعد بمركز بروكنجز لسياسات الشرق الأوسط "في التسعينات كان يمكن أن نقول إن المتمردين تربطهم صلة بجماعات أخرى على الساحة الدولية لكنها لم تكن بالقطع نفس الصلة الوثيقة التي نراها اليوم مع أنصار بيت المقدس في سيناء.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه