2015-10-10 

بالمختصر المفيد: جيش العراق.. أرقام على ورق!

دويتش فيله

لماذا لا نسمع عن إشتباكات ما بين القوات العراقية وتنظيم الدولة الإسلامية الذي استولى على مساحات شاسعة من شمال البلد الذي تطحنه أزمة طائفية؟ خبراء عسكريون يوضحون لدويتش فيله موقع الجيش العراقي الذي يقدر بمليون جندي مسلح، في المعركة التي يتولى القسط الأكبر في المواجهة مع داعش السلاح الجوي العائد للولايات المتحدة والحلفاء أولا، وقوات البيشمركة وحزب العمال الكردستاني التركي ثانيا – وبرز دور هذا الحزب في منطقة سنجار- والميلشيات الشيعية العراقية التي حققت بعض الإنجازات ثالثا، بحسب الصحفي الألماني شتيفان بوخن، المتخصص بشؤون الشرق الأوسط. في الماضي كان جيش العراق، تحت قيادة الرئيس الأسبق صدام حسين، خاض العديد من الحروب على جبهات متعددة، لكن الوضع تغير الآن، إذ غزى صفوف هذا الجيش الفضائيون. ذلك التعبير الذي يتندر به العراقيون أنفسهم، ويعنون بذلك، عناصر مسجلة رسمياً في الجيش، مرتبطة بعقود عمل مؤقتة في الغالب، وتتقاضى مستحقات مالية تتقاسمها مع قادتها وضباطها بمختلف المستويات كـ (رشاوى)، مقابل أن تغيب عن الميدان والمعسكر بشكل دائم. أو أسماء لأشخاص وهميين يُسجلون بمستمسكات مزورة وتذهب مستحقاتهم المالية إلى قيادات عسكرية بعينها، فهو جيش فضائي وهمي إذن. وكان قد أعلن رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي في نوفمبر 2014 عن وجود 50 ألف جندي (فضائي) وهمي وأعلن إلغاء درجاتهم، بعد أن سبقت ذلك فضيحة عن صفقة أسلحة مع روسيا بقيمة 5 مليارات دولار عام 2012. يقول الخبير العسكري د. مهند العزاوي مدير مركز صقر للدراسات الإستراتيجية "هناك هشاشة في بناء هذا الجيش قبل أن تدخل داعش إلى الموصل، هشاشة تدريبية وهشاشة في العقيدة العسكرية"، ومضى العزاوي إلى القول "إن تنوع العقائد التدريبية يخلق مشكلة أخرى. في الجانب الآخر من تحليل مشكلة الجيش العراقي، يلحظ المراقب بسهولة، أنه تنظيم يفتقر إلى اتفاق العراقيين على هويته، وعن ذلك يقول شتيفان بوخن "هو جيش لا يحظى بدعم شعبي وسياسي يؤهله لتمثيل كل ألوان الطيف العراقي. وهناك دوائر واسعة من أهل السنة في العراق تعتبر أنّ الحكومة العراقية وجيشها تمثل مصالح الشيعة في العراق حصراً". ويشيع في العراق مصطلح "الاحتقان والتخندق الطائفي"، ويتحدث المختصون غالبا عن عجز الجيش الحالي عن الخروج عن حدود هذا المصطلح، وهذا يشكل تحدياً سياسياً خطيراً يواجه رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، الذي يحاول أن يعيد بناء قوات خفيفة سريعة ليزج بها في "معركة تحرير الموصل"، وهو ما أشار إليه الخبير العسكري مهند العزاوي، إلا أنّه لفت الأنظار إلى ما يراه سبباً مباشراً لضعف الجيش وتشتت قواته مشيراً بالقول" العقل العسكري المخطط في العراق غائب، وأهل مكة أدرى بشعابها. المشكلة هنا أن كلّ الخبرة العسكرية قد جرى استنزافها، وجرى تفكيك القوات المسلحة ومطاردة العقول والإمكانات التي تقود الجيش. وهكذا فقد رست السفينة العسكرية على بعض الأشخاص الذين لم يمتلكوا خبرة الميدان".

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه