2015-10-10 

الرياض.. والحاجة للمتنفس

أيمن الحماد

المشروعات الضخمة التي نشهدها اليوم في الرياض توحيّ بمستقبل مشرق للعاصمة السعودية، فالعمل يجري على قدم وساق في أحياء المدينة لتأسيس وتجديد البنى التحتية، مع مبادرات تحديثية تقودها الأمانة وهيئة التطوير. ويعد مشروع المترو العلامة البارزة وهو الذي قيل عنه كثيراً إنه سيغير من شكل المدينة وطبيعة الحياة فيها، وطريقة عيش سكانها. ويتفاعل الجميع اليوم مع المشروعات وقد بدأوا يتكيفون على خطط النقل التي يجب أن نستفيد منها لمرحلة ما بعد المترو، فتجربتنا الحالية بتحويل العديد من الشوارع أو إغلاقها يمكن أن تكون مناسبة لمعرفة حاجات المارة ومستخدمي الطرق، إذ وعلى الرغم من أن المترو سيسهم كثيراً في تخفيف وانسيابية الحركة إلا أن الرياض مدينة تنمو بسرعة، وعودة ازدحامها واردة بعد فترة قصيرة من الانتهاء من المترو وتشغيله. وتظل العاصمة الرياض مدينة جادة شأنها في ذلك شأن عواصم العالم، وهذا يجعل سكانها غالباً ما يبحثون عن متنفس عند أول قطرة مطر ليخرجوا هنا أو هناك أو يحزموا أمتعتهم بحثاً عن شاطئ قريب شرقاً أو غرباً أو يسوقهم الحنين إلى المدن الصغيرة أو القرى التي تجاور الرياض، وهذا من شأنه دفع المسؤولين عن المدينة أن يبحثوا فرص تطوير المرافق الترفيهية في العاصمة التي يسكنها ستة ملايين نسمة. مؤخراً تم تحويل حي البجيري في الدرعية إلى مقصد ومتنفس لسكان المدينة، وقد بدا الحي التاريخي الذي يرقد على ضفاف وادي حنيفة يستقطب ويحتضن الشباب والعائلات على حد سواء الذين رأوا فيه شيئاً آخر مختلفاً عما يرونه في شوارع العاصمة الحديثة، وعلى الرغم من صغر المساحة إلا أن الجميع يبدو مستمتعاً في تلك اللحظة التي يعيشها أبناء الرياض الذين يطغى الشباب على أعمارهم وهم في حالة انسجام واضحة مع الحالة التراثية والتاريخية لهذا الحي. نحن بحاجة اليوم إلى مشروعات تطويرية أخرى في العاصمة تتناسب مع حرارة الأجواء التي تغلب على أيام السنة فيها، والتجارب التي نراها في بعض المدن الخليجية والقريبة مدعاة للتفكير والمحاكاة، وقطاع الترفيه في المملكة والرياض تحديداً يحظى بمستقبل واعد في ظل شح المتنفسات وقلتها

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه