2015-10-10 

بيوت الله لم تسلم من ظلمهم

علي أبو الريش

وماذا بعد؟ المخالب السوداء تطال المساجد في الكويت، وتقتل وتجرح، ثم تعلن وبوقاحة، عن تبنيها هذه الجريمة النكراء.. القتلى والجرحى في مسجد الإمام الصادق في الكويت، مشهد يؤكد من جديد أن الأهداف واضحة والنوايا صريحة، ولا تحتاج إلى محلل أو مفكر.. ما يجري هو مؤامرة على هذه المنطقة، وعلى أمنها واستقرارها وحضارتها، لأنه من يفكر في إشعال فتنة بين أبناء الشعب الواحد، ليس إلا «كائن جهنمي» يحمل في جيناته العقائدية رغبة عارمة وصارمة لتهديم البيت الواحد، وتهشيم جدرانه، وتحطيم نوافذه، لإبقائه مشاعاً للخراب والدمار.. فقد تكفهر وجنات البعض من كلمة مؤامرة، ولكننا على يقين من أن ما يحصل هو نتيجة أجندة معدة، وجاهزة للتنفيذ في أي مكان متى ما شاءت الظروف لذلك نقول: يجب أن نعي جيداً، من أن قطع دابر هذه الأحقاد يبدأ من تصفية الأواني من المياه الضحلة والاعتناء جيداً فيما تقدمه وسائل الإعلام والمؤسسات الدينية، حتى لا يقع أحد في مغبات الضلال لأن الهجمة شرسة، والنوايا حارة جداً، والمحافظة على الأوطان تبدأ بسلوك الناس وثقافتهم وشفافيتهم وقدرتهم على استيعاب الآخر وإمكانياتهم على رفض الحقد وأشكاله وأنصافه، والوقوف كتفاً بكتف ضد أي شائن ونمام، ومشاء بنميم، فالأوطان الإنسانية لا تحتمل السكوت على من يزرعون الفتن، وعلى من يخوضون في رمال متحركة، وعلى من يغوصون في مياه ضحلة، وعلى من يعتلون المشهد الديني والإعلامي، ويصدحون ويصرخون، ويصمون الآذان بشعارات صفراء معادية للإنسان ومناوئة للأوطان، شعارات خربة جيء بها من عصور بغت وطغت وانتهت، فهؤلاء الحاقدون يحيون العظام الرميم، ويريدونها أن تصير أوتاد إمبراطورياتهم البائسة.. ما حدث في الكويت يحتاج إلى وقفة، والتوقف عنده يفرض على كل إنسان في هذا الكون أن يساند ويعاضد الكويت ضد هذا العدوان البربري

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه