2015-10-10 

رعب على الرمال في مذبحة الفندق بتونس

من سوسة (تونس)، طارق عمارة

رويترز - كان يبدو من لباسه المكون من سروال قاتم وقلادة وقميص قصير الكمين كأي شاب تونسي بين السائحين الألمان والبريطانيين والأيرلنديين الذين يستمتعون بحمام شمس على الشواطئ التونسية الطويلة الصفراء. وخلال خمس دقائق فقط، أشاع سيف الرزقي الرعب في منتجع إمبريال مرحبًا ببندقية كلاشنيكوف سوداء كان يخفيها في المظلة التي كان يستعملها على الشاطئ موقعًا 39 قتيلا من السائحين الذين كانوا يجلسون على مقاعد أو يستلقون على أرائك على حافة حمام السباحة. وبحسب رويترز، يقول شهود عيان إن الرزقي الذي كان يرتدي زي السائحين لم يلفت إليه الانتباه كثيرا، وفجأة فتح النار وهو يشق طريقه بين الشاطئ وحمام السباحة والفندق مستهدفًا الأجانب ومتعقبًا ضحاياه حتى من يهربون إلى الغرف. وفر السائحون الفزعون من الشاطئ وركضوا بين المظلات وسقط البعض بين الأرائك البلاستيكية البيضاء الخاصة بحمام السباحة ورفعت جثثهم لاحقا بالمناشف والمفارش، وغطت بقع الدماء الدرج المؤدي إلى الفندق. وبحسب رويترز، يقول نادل يعمل بالفندق اسمه وديع، كنت على الشاطئ عندما بدأ في إطلاق النار، الجميع هرب إلى الفندق وفي اتجاهات مختلفة ولكنه ظل يلاحق ويقتل. ويستهدف السياح الأجانب وليس التونسيين، عندما يرى تونسيا لا يطلق النار، وكان يطالب التونسيين بالابتعاد عن طريقه ويطلق النار بشكل وحشي على الأجانب. وقال سائح بريطاني يدعى نيل أثناء مغادرته سوسة مع زوجته: ما رأيناه كان رعبًا، كان يقتل بطريقة لا تصدق، كان من الواضح أنه يعرف الفندق بشكل جيد، استمر يقتل لمدة سبع دقائق. وكان يبدو شابًا عاديًا ولم يكن هناك أي دلالة على أنه متطرف. وكان هذا أسوأ هجوم من نوعه في تاريخ تونس الحديث، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم لكن السلطات تقول إن الرزقي وهو طالب (24 عامًا) لم يكن على أي قائمة إرهابيين ولم يكن معروفا عنه أنه متشدد. وبحسب رويترز قال مصدر أمني إن الرزقي كان يعرف الفندق جيدا فيما يبدو، وكان لديه الوقت لإعادة حشو سلاحه مرتين على الأقل قبل مواجهته في النهاية وقتله برصاص الشرطة خارج الفندق. وأكد رئيس الوزراء الحبيب الصيد أنّ الزرقي كان طالبًا جيدًا ومنضبطًا لا يتغيب عن دروسه، وأظهرت التحقيقات الأولية أنه لم يكن يحمل علامات التشدد وليس له علاقات مع إرهابيين ولم يكن ضمن قائمة المطلوبين أو تحت الرقابة. ويؤكد المسؤولون أن الرزقي كان طالبًا مجدًا من أسرة مستقرة، مارس النشاطات العادية كأي شاب، وأوضح مصدر أمني كبير أن الرزقي كان على اتصال برجال دين متطرفين منذ نحو ستة أشهر على غرار جهاديين تونسيين اخرين. وتقول المصادر إن مرتكبي هجوم باردو اعتنقا النهج المتطرف في مسجدين محليين على يد متشددين. وأرسلا إلى ليبيا للتدريب ولم تظهر عليهما علامات التشدد. ويعج منتجع إمبريال مرحبا بالسائحين الغربيين وكان لذلك هدفا مرغوبًا من الجماعات المتشددة التي هاجمت منتجعات في شمال أفريقيا من قبل كونها لا تمنع الكحول ويعيش فيها الناس على طريقة الغرب. فليست هذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها سوسة، في أكتوبر 2013 ، فجر تونسي شاب نفسه على شاطئ في المدينة وقتل في التفجير الذي وقع بعد منعه من دخول فندق، وألقي القبض على مهاجم يرافقه قبل أن يفجر قنبلته بين السائحين في مكان غير بعيد. وكان هجوم باردو المذبحة الأسوأ منذ هجوم 2002 على معبد يهودي في جزيرة جربا السياحية حيث قتل انتحاري ينتمي للقاعدة 21 شخصا. وكمثل الشابين اللذين هاجما الحافلة في متحف باردو يبدو أن الرزقي وقع فريسة للمتشددين خلال وقت قصير كما تقول المصادر الأمنية وأنهم أبعدوه عن دراسته. ونجحت تونس في اجتياز القلاقل التي أعقبت الإطاحة بزين العابدين بن علي في انتفاضة 2011، لكن بينما نالت الإشادة بانتقالها إلى الديمقراطية فهي تكافح أيضا تشددا إسلاميًا متصاعدًا، حيث تشهد اتساعا لنفوذ خطباء متطرفين وجماعات محافظة سيطرت على مساجد وأسست مدارس دينية في الفترة الأولى للمرحلة الانتقالية. ويقاتل أكثر من 3000 تونسي في صفوف الدولة الإسلامية في العراق وسوريا وليبيا المجاورة. وحذر بعضهم من أنهم سيعودون لشن هجمات في تونس إحدى أكثر الدول العربية علمانية.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه