2015-10-10 

تقييم لإتفاق نووي مع إيران ( الجزء الأول )

معهد واشنطن

كتب مايكل سينغ وهو زميل أقدم في زمالة "لين- سويغ" والمدير الإداري في معهد واشنطن تقريرًا عن تقييم المعلومات لمعرفة ما إذا كان الاتفاق المرتقب مع إيران مقبولاً. ويقول سينغ إذا توصلت إيران ودول «مجموعة الخمسة زائد واحد» إلى اتفاق نووي هذا الصيف فيستوجب ذلك تقييم نقاط القوة أو الضعف لكل بند وفقاً لحيثياته. و يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الصورة الكلية عبر طرح الأسئلة التالية: ما هي الأهداف التي تسعى إيران والولايات المتحدة إلى تحقيقها من خلال هذا الاتفاق؟ وهل تُعدّ الأهداف التي وضعتها الولايات المتحدة صائبة لدعم مصالح الأمن القومي الأمريكي؟ ومن هنا يجيب سينغ عن أهداف إيران وهي سعي إيران لإلغاء العقوبات وإنهاء العزلة الدبلوماسية ووقف التهديد العسكري، مع الحفاظ على القدرات الضرورية لتطوير سلاح نووي . بالإضافة إلى تحصين النظام الإيراني وفرض النفوذ الإيراني وإعلاء مقام إيران . ولكن من الصعب أن تحقق إيران كل أهدافها لذلك يجب أن تتخلى عن بعض أهدافها المنشودة، خاصة أن رفع العقوبات يلزم الحد من النشاط النووي، والذي سيمنع إيران من من بلوغ عتبة سلاح نووي. كما يصعب إنتاج وقود نووي مخصص لصنع السلاح و"تسليح" هذا الوقود على شكل جهاز متفجر وتركيب هذا السلاح على ناقلة أسلحة، ربما تكون عبارة عن صاروخ باليستي. ولكن من الممكن كما يقول سينغ أن تتخذ هذه الأنشطة طابعاً سرياً، حيث أن إنتاج الأسلحة النووية محظوراً في "معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية"، وأن أي خطوة صريحة للقيام بذلك قد تؤدي إلى توجيه ضربة عسكرية أمريكية أو إسرائيلية ضد إيران. ويضيف أن معايير الاتفاق التي أُعلنت في لوزان في 2 نيسان/إبريل تركت أسئلة هامة معلقة، فإنها تزيد من احتمال رفع العقوبات بشكل ملحوظ من دون منع إيران بوضوح من اتخاذ الخطوات الضرورية للمحافظة على قدرتها على صنع أسلحة نووية وبذل جهد سري في المستقبل لتطوير سلاح فعلي. إن الاتفاق الذي يتم التفاوض بشأنه حالياً قد يترك لإيران ثلاثة عناصر أساسية لإنتاج اليورانيوم عالي التخصيب المطلوب لتزويد سلاح نووي بالوقود بشكل سري. أولاً، يترك لإيران سلسلة إمدادات كبيرة ومشرعة لصنع الوقود النووي، كتعدين اليورانيوم وتفريزه وتحويله وتخصيبه؛ ويسمح لها بصنع أجهزة الطرد المركزي والتكنولوجيا المرتبطة بها؛ وتخزين الوقود وأجهزة الطرد المركزي في مختلف مراحل استخدامها، والتي قد تحاول إيران من خلالها تحويل المواد والتقنية وطاقم العمل والخبرات إلى أي جهد سري موازٍ آخر. كما أن يتيح لإيران مواصلة أعمال البحث والتطوير حول أجهزة الطرد المركزي المتطورة. وقد يقلص ذلك إلى حد كبير من عدد أجهزة الطرد المركزي المطلوبة لإنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، مما يمكّن إيران من العمل على هذه المهمة ضمن منشأة أصغر حجماً وبالتالي يمكن إخفاؤها بسهولة أكثر. كما أن إصرار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي علناً على عدم السماح للمفتشين بالتحدث إلى العلماء النوويين الإيرانيين، بالإضافة إلى جهود إيران لتسليح الوقود ورفضها الإجابة على أسئلة «الوكالة " المتعلقة بهذه الجهود أو السماح بالنفاذ إلى طاقم عملها ومنشآتها الأساسية يثير الشكوك والريبة. ويوضح مدير معهد واشنطن أن إيران تملك أكبر ترسانة للصواريخ الباليستية وأكثرها تطوراً بين الدول التي لا تملك أسلحة نووية، ويعتقد مسؤولون أمريكيون أنها تعمل على [صنع] صواريخ باليستية عابرة للقارات. وأن خامنئي أعلن أن هذا الموضوع خارج عن سياق المحادثات النووية؛ ويبدو أن مفاوضي «مجموعة الخمسة زائد واحد» قد أخرجوا الموضوع [عن نطاق المفاوضات] منذ ذلك الحين.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه