2015-10-10 

مشعل المطيري: بالدراما نحارب الإرهاب

من بيروت، غنوة سلامة

مشعل المطيري ممثل سعودي شاب، تخرج من جامعة الملك سعود عام 2000 في كلية الآداب قسم الإعلام شعبة الفنون المسرحية، وعُرف بمسلسلاته التي تحكي قصص التيارات الجهادية المتطرفة، وكان لها دور في إبراز عوالم الإرهاب الغامضة، فضلاً عن عدة أداور هامة قدمها على الشاشة الفضية وجعلت منه واحداً من أبرز النجوم الشباب في بلاده. هنا حديث معه: السؤال العاشر: من خلال مشاركتك في مسلسل "الحور العين" الشهير، كيف ترى دور الدراما في الحديث عن الإرهاب والتطرف؟ - مشاركتي في مسلسل الحور العين هي نقطة تحول مهمة في حياتي الفنية، ولازلت مقتنع أن للدراما دوراً مهماً في محاربة الارهاب، فالكثير من الأفكار لا تصل بالكتابة أو بالبرامج التوعوية المباشرة، كما أن كثير من الجمهور يتأثر بما يشاهده، ناهيك ان فئات كثيرة ليست قارئة للمقالات او مشاهدة للبرامج . لكن لابد للدراما أن تُنتج كدراما وليس كمقالات مصورة أو حتى رسائل مباشرة، لأن ذلك يُفقد الدراما قوة تأثيرها الحقيقي؛ فللدراما شروطها و معايير إنتاجها، وأسلوب كتابتها شي مختلف وخاص بها. كيف يكون ذلك؟ - مثلا لا تستطيع أن تقدم عملاً درامياً فاقداً لعنصر الترفية والتشويق؛ لأن هاتين الصفتين أهم ما يجذب المشاهد لمتابعة العمل الدرامي، وهنا لا أقصد الكوميديا فقط كما قد يعتقد البعض، فحتى التراجيديا لا بد وأن تحظى بهاتين الصفتين. هل تعاني الدراما من أزمة نصوص؟ - من دون نص ممتع و مشوق يقدم قصة إنسانية فلن يجد متابعة بل سيجد نفوراً من المشاهد .. ماذا تحتاجون إذاً؟ - نحن نحتاج أعمال ذات معايير عالية فنياً، كما يجب أن تحمل أفكار ومضامين تبعث التفاؤل في الشباب وتقدم نماذج قريبه منه، وهذا لا يعني تقديم أفكار مكررة و معلبه ومباشرة، الفن لا يعني التوجيه، ولا يعني المباشرة، ولا يعني البحث عن حلول . هل يخسر المجتمع و الوطن كثيرا بإتباع هذا النهج في الانتاج الدرامي، وأنت الذي كتبت كثيراً في هاشتاق #الفن_و_والوطن؟ -اكيد يخسر الوطن كثيراً بغياب الدراما الحقيقية والمؤثرة فالوطن يحتاج الفن الدرامي لتخليده للأجيال القادمة، والكل يعلم و مقتنع بقوة التأثير التي تحملها الدراما متى ما أنتجت بشكلها الصحيح، وتأثيرها السلبي والمدمر إذا قدمت بشكل سطحي وبلاستيكي لا روح فيه، حتى الأفكار العظيمة والجميلة قد يكرهها المتلقي إذا قدمت له بشكل سمج و سطحي لا فن فيها، نحن نحتاج الدراما الآن اكثر من اي وقت مضى .. نحتاج لهوية درامية تربطنا .. نحتاج لأعمال تقدمنا بشكلنا الإنساني الحقيقي لأنفسنا أولاً ثم للمجتمعات الاخرى ثانياً انا ضد فكرة تحسين الصورة التي يدعيها البعض وبسببها يتم تشويهنا أكثر لأن الفن لا تستطيع ان تكذب فيه والاخرين لا ينتظرون ان يشاهدوا ملائكة بل يبحثون عن بشر يشبهونهم .. ونحن قادرون على تقديم دراما حقيقة و جميلة للعالم .. - ذكرت ايضاً في بعض تغريداتك ان الدراما وخصوصاً السينما الإيرانية نجحت في ذلك هل هذا ما تقصده هنا ؟ بالفعل هذا هو كذلك بالضبط السينما ليست مجرد قصص تشاهد .. السينما مقياس وعي و ثقافة و إنسانية .. السينما هي نافذة الشعوب على الشعوب .. كما هي نافذة الشعوب على نفسها .. من خلال السينما؛ رأت شعوب العالم الإنسان الإيراني بعين مختلفة، تعرفت على أفكاره وتأثرت بقصصه وعاشت همومه.. الإيرانيون يستخدمون الفن كقوة ناعمة بشكل ناجح جداً .. رغم كل الإشكالات السياسية الإيرانية؛ لم تمنع أوساط إعلامية وثقافية عالمية موثرة من التعاطف معها لحضورها السينمائي الملفت .. للاسف حتى داعش و أخواتها يتفوقون في صناعة نماذج في إعلامها يحتذى بها ، بينما نفشل نحن إعلامياً وفنياً في صناعة وعرض النماذج والقدوات الوطنية ..والأكيد أن إعلام داعش مثلها مجرم ويحقق أهدافه الإجرامية ، لكن إعلامنا للأسف لم يحقق أهدافه الوطنية .. ماذا ينقص السعوديين ليقدموا أعمالاً سينمائية؟ -اقول دائماً إن السينما هي الحل لأنها الاقدر فنياً و درامياً على تقديم القصص الجميلة و المؤثرة .. و أنا هنا اتسأل أليس في ثنايا حياتنا قصص أعمق وأجمل و أقرب لنا تستحق ان تقدم درامياً .. صدقني بالفن الحقيقي سيجد الكل نماذج قريبه منه .. هل كل هذا حاضر في مشروعك السينمائي ( العقم ) ؟ - ( العقم ) و أقصد به ( الحاجز الترابي الذي يفصل ويحدد الحدود بين الأراضي في القرى الصحراوية ) . أتمنى ان أستطيع ان أحقق فيه كل المعايير التي ذكرتها ولدي ثقة كبيرة في ذلك باْذن الله .. ( العقم )فيلم نقدم من خلاله طرح إنساني لحالة خاصة بمجتمعنا الا وهي ( الشفاعات في القتل ) هذة الظاهرة الجميلة العادلة تحتاج الى تقديمها من خلال عمل فني راقي وليس هناك اجمل من فيلم سينمائي ومن خلال قصة إنسانية لزوجين شابين تتداخل فيها القيم والعادات فالحب يتقاطع مع عزة النفس والأخوة ، والكرامة والانتقام مع الكرم والشهامة . ماهي أبرز ملامح هذا الفيلم؟ - من خلال سيناريو يعكس بساطتنا و إنسانيتنا فالبشر ربما يختلفون في الأشكال والعادات وطرق التعبير عن قيمهم وأفكارهم لكنهم متشابهون في أعماقهم. هذا ما نريد ان نقدمه للعالم عنا من خلال عادة فريدة . فحق العفو عن القتل هو ملك لأهل القتيل رغم حرص الجميع على فعل الخير ولا يستطيع أحد ان يجبرهم على التنازل عن هذا الحق حتى لو كانوا ملوك و شيوخ وأمراء . هل من رسالة معينة يحملها الفيلم؟ - نحن من خلال هذا المشروع نحاول ان نقدم عملاً فنياً يعكس الصورة الراقية للسينما أمام المشاهد الخليجي والسعودي خاصة لأننا نؤمن أن الجمهور يحتاج ان يتصالح مع مفهوم السينما المحلية من خلال أعمال اكثر تأثيراً وعمقاً وبسيطة في طرحها.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه