2015-10-10 

مباحثات جنيف مجرد بداية... والتحالف يقصف الحوثيين

من صنعاء وجنيف، محمد الغباري وتوم ميلز

رويترز - انتهت المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في اليمن يوم الجمعة دون أي اتفاق بينما واصلت طائرات التحالف الذي تقوده السعودية قصف الحوثيين والمتحالفين معهم بما في ذلك قوات الحرس الجمهوري. وقتل أكثر من 2600 شخص منذ بدأ التحالف الذي تقوده السعودية تنفيذ ضربات جوية في 26 مارس آذار في محاولة لمنع الحوثيين المتحالفين مع إيران من بسط سيطرتهم على بقية أجزاء اليمن وإعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى منصبه. وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بعد محادثات على مدى خمسة أيام في جنيف إن الجانبين اتفقا من حيث المبدأ على الحاجة إلى وقف إطلاق النار وسحب القوات بما يتفق مع قرار الأمم المتحدة رقم 2216. وأضاف في مؤتمر صحفي "لمسنا في المحادثات تعاملا إيجابيا من كل الأطراف ونحن متأكدون انه من الممكن البناء على هذه الروح الإيجابية في المشاورات المقبلة. لاشك أن هناك أرضية جاهزة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار مصحوب بالانسحاب" تنفيذا للقرار. وتابع "لم يكن هناك أي شكل من الاتفاق لأن الاطراف بقت على مواقف متباعدة فيما يتعلق بالاتفاق الاصلى... لكن انا أرى من خلال المشاورات ومن خلال النقط التى اثيرت هنا وهناك كانت هناك مشاورات على بعض النقط وانفتاح على قرارت مجلس الأمن على قضية وقف إطلاق النار والانسحاب وحصلنا على اقتراحات من الطرفين التى بإمكاننا أن نبني عليها في الأيام القادمة للحصول على اتفاق نهائي." وقال ولد الشيخ أحمد إنه سيغادر جنيف ويتوجه إلى نيويورك يوم الأحد لإحاطة مجلس الأمن الدولي بما تم في المحادثات إذ تحتاج القوى الكبرى أيضا إلى الاتفاق على خططه لإنشاء فريق من المراقبين المدنيين لمراقبة أي وقف لإطلاق النار والانسحاب في اليمن. لكن رياض ياسين وزير خارجية هادي قال إن المحادثات لم تحقق أي تقدم وتعهد بإجراء المزيد من المناقشات في المستقبل على الرغم من أنه لم يحدد موعدا لأي محادثات مستقبلية. وطالبت حكومة هادي بأن ينسحب الحوثيون المتحالفون مع وحدات في الجيش اليمني موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح من المدن التي سيطروا عليها منذ سبتمبر أيلول كشرط مسبق لوقف إطلاق النار. وقال يحيى دويد من حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده صالح إن لديهم ما يدعو للأمل والتفاؤل لاجتماعات يوم الجمعة وإنهم استمعوا لاقتراحات الأمم المتحدة لكن ما تقدمه ليس ما يتطلعون إليه. وقال حمزة الحوثي رئيس الوفد الحوثي في المحادثات في مؤتمر صحفي مساء يوم الجمعة "لا نقول ان مؤتمر جنيف فشل لكنه كان خطوة أولى وكانت هناك أعمال عرقلة واضحة ومنتظمة استهدفت ضمان الا يخرج عن هذا المؤتمر نتائج واضحة." ." واضاف ان هذه العرقلة تهدف إلى منع توصل اليمنيين إلى حلول واضحة". وقال الحوثي أن قضية القاعدة وتوسعها في اليمن "تم تجاهلها تماما." وفي واشنطن قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي إن محادثات السلام اليمنية في جنيف بداية مفيدة. وأضاف كيربي للصحفيين في إفادة صحفية "نرى ذلك بداية مفيدة... علينا أن نتوقع أنها قد تكون عملية طويلة." * اضطرابات ويشهد اليمن صراعا طاحنا منذ أن خرج الحوثيون من معقلهم في صعدة بالشمال وسيطروا على العاصمة صنعاء في سبتمبر أيلول في خطوة قالوا إنها تهدف إلى اجبار هادي على إشراكهم في الحكومة. لكن الحوثيين المدججين بالسلاح الذين ينتمون إلى الطائفة الزيدية الشيعية سرعان ما اجتاحوا وسط وجنوب اليمن بما في ذلك مدينة عدن الساحلية مما اضطر هادي وحكومته للانتقال إلى السعودية وممارسة عملهم من هناك. وينفي الحوثيون الحصول على دعم عسكري من إيران ويقولون إنهم يشنون حملة ضد الفساد ومتشددي تنظيم القاعدة الذين اكتسبوا قوة في الجنوب خلال انتقاضة عام 2011 التي أدت إلى الإطاحة بصالح. وتدخلت السعودية عسكريا بدافع من القلق مما تعتبره نفوذا إيرانيا متزايدا في شبه الجزيرة العربية لكن التحالف لم ينجح حتى الآن في حرمان الحوثيين من مكاسبهم التي حققوها. وفي صنعاء قال سكان إنهم سمعوا ثلاث غارات جوية على معسكر السودا بجنوب صنعاء حيث يوجد مقر قيادة قوات الحرس الجمهوري المتحالفة مع صالح والحوثيين. وأفادت تقارير بشن ثلاث ضربات جوية على منطقة خولان جنوب شرقي صنعاء وست ضربات على معسكر للواء 115 مشاة بمنطقة الحزم في محافظة الجوف وثلاثة مواقع أخرى للحوثيين على مشارف مدينة عدن بجنوب اليمن. ولم يذكر السكان تفاصيل عن الخسائر البشرية لكن الحوثيين قالوا إن تسعة مدنيين قتلوا في ضربات جوية على منطقة رازح في محافظة صعدة بشمال البلاد وهي معقل تقليدي للحوثيين وتتاخم السعودية. وأطلقت الأمم المتحدة يوم الجمعة أيضا نداء إنسانيا لجمع 1.6 مليار دولار لمساعدة عدد كبير من اليمنيين الذين تقطعت بهم السبل أو نزحوا من ديارهم بسبب الصراع. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ينس لاركه خلال مؤتمر صحفي "هناك أكثر من 21 مليونا أو 80 بالمئة من السكان يحتاجون الآن لشكل من أشكال المساعدة الإنسانية أو الحماية."

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه