2015-10-10 

المسيحي الوحيد بين رفاق صدام... رحل!

من واشنطن، رحمة سلامة

توفي طارق عزيز داخل مستشفى الحسين التعليمي بمدينة الناصرية بعد تردي حالته الصحية داخل أحد السجون جنوب العراق والذي أمضى أعوامه الأخيرة بداخله. وقال مدير عام صحة ذي قار سعدي الماجد ان طارق عزيز وصل الى مستشفى الحسين التعليمي عند الثالثة بعد ظهر اليوم وكان في ازمة صحية حادة جدا وتوفي بسبب تعرضه لازمة قلبية. وعانى الوزير الأسبق من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام دقات القلب. وطالبت عائلة عزيز مرارًا بالإفراج عنه نظرًا للظروف الصعبة التي كان يعاني منها في السجن. ونقلت عن محاميه في العام 2011، طلبه من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الإسراع في تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحقه، بسبب تردي وضعه الصحي. وسلم عزيز نفسه في أبريل عام 2003 لقوات الغزو الأميركية التي أطاحت بصدام، وحكم عليه بالإعدام بعدها بسبعة أعوام لإدانته بالقتل العمد وجرائم ضد الإنسانية في قضية تصفية الأحزاب الدينية في عهد صدام وحكم على عزيز، الذي كان يشتهر بتدخين السجار الكوبي، عام 2009 بالسجن 15 عاما لإعدامه 42 تاجرا عراقية اتهموا بالتلاعب في أسعار الغذاء بينما كان العراق تحت عقوبات دولية. كما حكم عليها بالسجن سبعة أعوام لدوره في ترحيل الأكراد. وشغل عزيز مناصب عدة إذ عين وزيرا للإعلام في السبعينات من القرن الماضي، ووزيرا للخارجية في 1983، ونائبا لرئيس مجلس الوزراء في 1991، وكان عضو في حزب البعث. وعزيز المسيحي الوحيد بين الأركان البارزين للنظام السابق، والحلقة الضيقة لصدام الذي حكم العراق منذ اواخر سبعينات القرن الماضي، وابرز وجوه نظامه لدى الغرب. وعرف الرجل الذي كان يتحدث الانكليزية بطلاقة ويدخن السيجار الكوبي الفاخر، بنظارتيه الكبيرتين ولباسه الأنيق. ولد طارق عزيز في تلكيف شمال الموصل في شمال العراق في 28 ابريل 1936، وهو من عائلة كلدانية، واسمه الحقيقي يوحنا ميخائيل. وتعرف عزيز على صدام حسين منذ خمسينات القرن الماضي، الا انه بقي بعيدا عن الدائرة المقربة منه والتي ارتكزت بشكل واسع على رموز من السنة لا سيما من منطقة تكريت مسقط رأس الرئيس الاسبق الذي اعدم في 2006. ويقول منتقدو الغزو ان عزيز كان سجينا سياسيا، واودع الاحتجاز بسبب مقارعته ببراعة للذرائع الاميركية والبريطانية، لا سيما منها تلك المتعلقة بامتلاك بغداد اسلحة دمار شامل، والتي مهدت لاجتياح 2003. ولم يعرف الكثير عن عزيز منذ دخوله السجن، ويتردد ان عزيز اصيب في السجن بازمتين قلبيتين، يرجح ان الثانية سببها اضراب عن الطعام استمر ثلاثة ايام، احتجاجا على ظروف سجنه. وبعد غارات اميركية وبريطانية ضد بلاده في 1998، وجه عزيز انتقادات لاذعة الى المجتمع الدولي والدول العربية و"المجرمين"، في اشارة الى الرئيس الاميركي بيل كلينتون ورئيس الحكومة البريطاني طوني بلير. وقام عزيز مطلع العام 2003 بجولة في العواصم الاوروبية، في ما بدا انها محاولة ربع الساعة الاخير لتفادي الاجتياح الاميركي لبلاده. ومنحه اتقانه اللغة الانكليزية منذ دراسته الجامعية، منفذا على الصحافة الاجنبية التي لجأت اليه لسماع وجه نظر النظام الذي عرف بالشدة والبطش والخلافات الحادة مع الغرب، وغالبا ما اعتلى المنابر الدولية للدفاع عنه والخوض في نقاشات ديبلوماسية حادة مع خصومه. وحتى بعد اعدام صدام، بقي عزيز على مواقفه، لا سيما خلال محاكمته مع ثلاثة اركان آخرين بارزين في 2007، حين شدد على ان الزعيم السابق لم يرتكب جرائم ضد الانسانية وانه عاقب فقط من حاولوا اغتياله، في اشارة الى الحكم على صدام بالاعدام في قضية مقتل 148 شخصا اثر تعرضه لمحاولة اغتيال في العام 1982. وكان عزيز بين المسؤولين عن الدعاية الحزبية في البعث العام 1963، قبل خمسة اعوام من وصول الحزب الى السلطة. وادار صحيفة الثورة الحزبية، قبل ان يعين في السبعينات وزيرا للاعلام. ونجا عزيز من محاولة قتل بقنبلة يدوية استهدفته في الجامعة المستنصرية في بغداد في العام 1980، وادت الى مقتل عدد من الاشخاص، واتهم بها حزب الدعوة الشيعي الذي يعد حاليا من ابرز الاحزاب على الساحة السياسية في العراق

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه