2015-10-10 

مطلوب للجهات الأمنية

علي القاسمي

كشف بيان وزارة الداخلية بالأمس أن «الشباب» حطب الإرهاب والسطر الأبرز والأهم في مخططه الدموي القذر، فمعدل الأعمار الصغير للهالك ومن في القائمة، يشعرك غسل الدماغ والتجييش والحقن والتأليب صرخات يرددها من هم في الجحور على حساب من يكون حظه سيئاً فيقع في أحضانهم فجأة، حرب الإرهاب المسمومة باتت تذهب اليوم بشاب مسالم وديع هادئ حالم ليمتطي حزاماً ناسفاً ويفخخ ما تيسر من جسده، لينثره في أي مكان بذريعة أنه مندوب من السماء، وأن خُطاه وحدها هي المباركة والمأجورة وعربون الحور العين. خيبة كبيرة حين يلتهم الإرهاب هذه الأجساد المسكينة، وحسرة هائلة حين تتحول مشاريع استثمارية صغرى مثلهم لمآسي تفجير وتدمير وتخريب وسعي للإفساد في الأرض، واستهداف الوطن وأهله، الطريق ليس قصيراً تجاه ملاحقة هؤلاء الصغار، وإن أعطتهم اللحى كاريزما الوقار والهيبة، ومنحتهم مسميات عائمة كـ«الشيخ» انطباعات ثقة وأمان، الحق أن انطباعنا العام عن هذه الوجوه صار مخيفاً مقلقاً، وذاكرة المواطن تجاه هذا القلق ستكون في استعدادها الأقصى للتركيز على من لا يفكر إلا في النار والدم ومعبأ بالتفكير والكراهية والخيانة والذل حد الرغبة في تفجير ذاته ومن حوله. الإرهابيون الجدد والدواعش المختفون والضالون سيظلون على لسان كل مواطن محترق على ما يفعلونه وما ينوون فعله، سيدعي عليهم كل مسلم عاقل بأن يسهل الله سبل القبض عليهم وكشفهم، ويدعو الله مراراً أن نراهم مستسلمين أو نرى فيهم عجائب قدرته، سنرفع الأكف أن يكون هؤلاء بين أيدي الأمن الوطني من دون أن يُسفك دم أو يُستنزف جهد، ويفترض أن يذهب الجمعة القادمة لدعاء خاص وعام كما يتحمس مع أي طرح آخر لا يوازي هذا الخطر مطلقاً. من أهم الجمل التي تستحق أن تكون في واجهة اليقظة جملة «مطلوب للجهات الأمنية»، فالوطن أهم من كل شيء، والمواطن هو العين الأمنية النابهة الساهرة واليقظة وبين يديه الآن الأسماء والوجوه والصور، المشروع الإرهابي يكشف لعبته بوضوح، لا سيما من خلال القراءة المتأنية لأسماء المطلوبين وتواريخ الميلاد، الاستهداف الحالي للصغار والصغار جداً، تحويلهم لدمى مفخخة بات شيئاً سهلاً وسريعاً، فالوقت المستقطع لتحويلهم إلى هذه المساحات الملغمة والمضي إلى وحل الإرهاب ومستنقعات الجريمة وقت سريع ومربك ومدروس بعناية على صعيد التخطيط والتنفيذ، ما يمارس على الصغار جريمة غسل مقززة لأدمغة غضة طرية، هذه الخناجر الصغيرة والمتوسطة السامة تتفاوت في التجربة والخبرة وكميات الجرعات الخائنة المسكوبة في الجسد، لكنها تتفق في طعن البلد من الظهر وجرح اليد التي مدت لها بالحب والتسامح والعفو، هؤلاء شوهوا صورة الإسلام والمشوار شاق وطويل لتحسين هذه الصورة، فمن القسوة أن نلامس التطرف والغلو والتكفير ونحن في سعة من هذه المفردات الموجعة وبالقدرة المصاحبة في أن نكون بصورة بهية متسامحة نقية، لن نذهب الآن إلى الأسئلة الدقيقة في الوجوه والصور والأسماء ومشاوير النفي والإثبات، لكن باب الرجوع مفتوح كما أن بوابة الهلاك في انتظارهم، بيد أن المسألة في عهدة الوقت ليس إلا.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه