2015-10-10 

هل ما قاله ماكين صحيح ؟!

صالح القلاب

لم يخض تنظيم «داعش» معركة حقيقية إلَّا في عين العرب «كوباني» وفي مواجهة قوات الـ»بيشمركة» في مواقع كثيرة في شمالي العراق من بينها كركوك وهو انهزم في كل هذه المواجهات وهذا يعني أنه بقي يحقق انتصارات مجانية ومع الإشارة هنا إلى أنَّ انسحابه من تكريت وتسليمها, تسليم اليد, إلى قوات: «الحشد الشعبي» بقيادة هادي العامري المحسوبة على إيران يثير أسئلة كثيرة من بينها: ماذا بين هذين التنظيمين يا ترى ومن هي الجهة المسؤولة عن العلاقات غير المفهومة بينهما ؟! كل الانتصارات التي حققها تنظيم «داعش» كانت مجانية وبدون أي قتال فمدينة الموصل استسلمت بدون أيِّ قتال لا فعلي ولا وهمي ومدينة الرمادي استسلمت بطريقة استسلام الموصل نفسها وهذا ما حصل لاحقاً مع «تدمر»التي غادرتها قوات بشار الأسد مولية الأدبار على أنغام الأناشيد الوطنية والزغاريد التي كانت تشنف آذان أهل المنطقة الذين تركوا لمواجهة المصير نفسه الذي واجهه أشقاؤهم في مناطق أخرى كثيرة. ثم وإن المعروف أنَّ مدينة «الرقة» التي تحتل موقعاً «استراتيجيا» بالفعل قد تم تسليمها من قبل قوات بشار الأسد إلى هذا التنظيم تسليم اليد وهذا يعني أنَّ هناك تواطؤاً مقصوداً وعلى أساس وضع الشعب السوري وكل المعنيين بالأزمة السورية إقليمياً ودولياً بين خيارين: «إمَّا مع هذا النظام وإما مع «داعش» وحقيقة أن هذا ما أراده الإيرانيون والروس منذ البدايات عندما طرحوا في مؤتمر (جنيف2) وبعده وقبله إنَّ الأولوية, أولوية الجميع, هي لمواجهة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية !! والمعروف أن أداء هذه الإدارة الأميركية, إدارة الرئيس باراك أوباما, بالنسبة للحرب التي يشنها التحالف الدولي على «داعش» لم يعجب الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس الأميركي بل أن السناتور جون ماكين قد شكك بهذا الأداء من أوله إلى آخره وهو قد قال في أحد تصريحاته المتعلقة بهذا الأمر وبمزيد من التهكم أن 75 في المائة من غارات هذا التحالف الجوي تعود لقواعدها دون إلقاء القنابل التي تحملها وقد قال هذا السناتور الأميركي أيضاً وبتهكم واضح أن السبب يعود لعدم وجود أيٍّ كان على الأرض و طالب واشنطن بإرسال قوات برية أميركية لمحاربة هذا التنظيم الإرهابي قوامها نحو عشرة آلاف مقاتل. وحقيقة, وبغض النظر عما قاله جون ماكين وعن الحملة التي يشنها الجمهوريون على الرئيس أوباما وحزبه الديموقراطي مع بداية معركة الانتخابات الرئاسية المقبلة, فإنَّ ما بات واضحاً ومؤكداً هو أن تنظيم «داعش», إنْ في العراق وإنْ في سورية, دأب على تحقيق انتصارات مجانية حتى على التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة وهذا يعني, لتدارك الوضع قبل أن تحدث انهيارات كارثية, إنه لا بد من مراجعة سريعة لهذه المسألة وبخاصة من قبل واشنطن فالأمور أصبحت في غاية الخطورة ولعل ما يجب أن يقال في هذا المجال هو أنَّ هناك ما يثير الشكوك فعلاً بوجود «تبادل منافع» بين طهران وما يسمى: «الدولة الإسلامية» وهو أنَّ هناك شيئاً بقي غير مفهوم في مواقف الأميركيين على مدى سنوات هذه الأزمة السورية التي غدت مستفحلة ومعقدة !! * نقلا عن "الراي" الأردنية

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه