2015-10-10 

لماذا لا تستضيف إيران الحوثيين؟!

بدر بن سعود

مادامت إيران مهتمة بأمر الحوثيين فلماذا لا تقوم باستضافتهم في طهران مثلما فعلت إسرائيل، فقد كانت اعداد اليهود في اليمن تقترب من 60 ألف، بينما لا يتجاوزون بحسب احصاءات 2015 الـ 90 شخصاً، وكانوا يستقرون في صعدة وعمران وهذه مفارقة، لأن الحوثيين يقيمون في الأماكن نفسها. واستنادا لما قاله الرئيس هادي في ختام مؤتمر إنقاذ اليمن مساء الثلاثاء، فإن الحوثيين يشكلون ما نسبته 10 في المئة من اجمالي سكان صعدة، أو 47 ألف من أصل 470 ألف، والمعنى أنهم أقل من يهود اليمن أيام تواجدهم المكثف. وبإستطاعة دولة الملالي استقبالهم وإعطائهم جنسيات وبيوت، كما هو الحال في الاثنيات المشابهة لهم في إيران، والتصرف سيدعم موقف إيران ويثبت أنها حريصة علي مصالحهم وأمورهم الحياتية، وسيحيد فكرة الاطماع و الطموحات السياسية أو التوسعية في المنطقة. وبالمقارنة والمقاربة، يسكن في إيران 80 مليــــــونا، وفي إسرائيل ثمانية ملايين، وتتفـــــوق الدولة الفارسية في المساحة بفارق كبير، وتحتل المرتبة الثامنة عشــــر عالميا، بينما تتوقف إسرائيل عند المرتبة مئة و واحد وخمسون، ما يعني ان استيعاب الحوثي سيتم بسلاسة ولن يرتب مشاكل جغرافية اطلاقاً. و يستطع الحوثيين التكيف مع أشد الظروف المعيشية قساوة قياسا على اوضاعهم في اليمن، واقول ما قلت من باب الملاطفة والطرفة بطبيعة الحال، وأتمنى ألا يعطى حمولة إضافية. الحوثيون يفكرون باسلوب عصابات المافيا واصحاب الهلاوس والوساوس القهرية، بينما يحترم اليهود حقيقة أنهم أقلية ويتحركون على هذا الاساس، والتاريخ يؤكد بأن اليهود يصلون إلى أهدافهم في كل مرة، والدليل انهم مسيطرون على الاقتصاد والاعلام والسياسة في عاصمة القرار الدولي، ويفعلون ما يفعلون ونسبتهم في العالم أقل من نصف في المئة. ولن اسأل عن الربيع المزعوم وتصدير الديموقراطية وتلفيق الادانات لاحتلال العراق في سنة 2003، واحتمـــــالات اعادة سيناريو الحرب الطائفية القديمة في لبنان، أو القبول بمجازر الأسد وحزب الله وإيران في سوريا، أو العلاقة المنتهية بين إخوان مصر والولايات المتحدة، وشهر العسل القائم بين واشنطن وطهران، أوالفاتورة المكلفة لتغطية تكاليف حفل زفاف "العم ســـــام" على زوجته الفارسية. ولن أفترض بـــــأن دخول السعوديين الى مفاوضات النووي المقبلة مع إيران وبمعادلة 5+2 أو الدول الخمس والمملكة والمانيا، سيفيد في اثبات حسن النوايا الأمريكية، لو سلمنا بوجودها من الأساس، فالأمر لا يحتاج الى مراسيل واحاطات يومية، الا اذا كان الاتفاق مشبوه ومحل اعتراض! وقوف المملكة الى جانب اليمن في محنته مستمر بالتأكيد، وقد جاء هذا منقولا على لسان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في مؤتمر انقاذ اليمن، وما قيل لا يعني تفويض دول التحالف العربي أو مجلس التعاول بحل مجمل القضايا اليمنية المعلقة. والواجب ان يواجه اليمنيون مشاكلهم ويعملوا على حلها بالاتفاق في ما بينهم، و يحاولوا استعادة من جند في صفوف الحوثيين، وتحديدا من تم اغراءه بوجاهة اجتماعبة مصنوعة من نوع "قائد ميداني" وبرواتب لا تقل عن الف وخمسمــــائة دولار، ومعرفة مصادر تمويلهم واساليب دخولها، ومؤتمر الإنقاذ وفق تماما في رســــــم خريطة طريق بمقاييس ومواصفات يمنية وبدون إملاءات، وفيه حفظ لاسباب العدالة والمواطنة المتساوية بين الشمال والجنوب. و أرى والخطأ وارد بأن اقتراح تأسيس قوة عسكرية مشتركة من الدول العربية منــــاسب ومطلوب، خصوصا وانها ستكون تحت مظلة الأمم المتحدة والجامعة العربيـــــــة ومجلس التعاون، وبشرط تمركزها في مدن صنعـــــاء وعدن وصعدة، والأخيرة تمثل أولوية سعودية، في إعتقادي، لارتباطها بحدود مع المملكة من جهتين. والقيادة اليمنية اتخذت قرارا حكيما برفضها الديبلوماسي لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة، عندما طلب عقد مؤتمر سلام حول اليمن في جنيف نهاية الشهر الحالي، فالمتوقع ان يضم المؤتمر بجانب من شاركوا في الرياض، الحوثيين وايران وربما روسيا، ومرجعية الرفض مدروسة ومؤدبة جداً، فلابد أولا من الاستجابة الكاملة لمقررات القرار الأممي رقم 2216 اضافة لما جاء في وثيقة إعلان الرياض ثم يكون الحضور والتفاوض.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه