2015-10-10 

ورحل جاسم الخرافي... رجل الأمة

من الكويت، ضحى سلام

وصفه مجلس الأمة الكويتي برجل الاعتدال، ووصفته وكالة الأنباء الكويتية أحد رجالات البلاد الأوفياء الذي ساهم في نهضة البلاد على اكثر من صعيد لاسيما الصعيدين الاقتصادي والبرلماني. رحل ابن الكويت البار، الذي ولد عام 1940 في منطقة القبلة، مساء أمس. جاسم محمد عبدالمحسن الخرافي، رئيس مجلة الأمة الكويتي السابق، وزير المالية والاقتصاد سابقا. لم تبدأ علاقته مع الحياة النيابية في الكويت بتوليه رئاسة مجلس الأمة سنة 1999، ولا عندما حاز عضويته لأول مرة سنة 1975، ففى عام 1967م تفاعل الخرافى مع انتخابات الفصل التشريعى الثانى، وقاد الحملة الانتخابية لوالده محمد عبدالمحسن الخرافى- رحمه الله- مرشح الدائرة الثانية فى ذلك الوقت عن مناطق ( القبلة- المرقاب- الصالحية ) الذى فاز فى الانتخابات وحصل على المركز الثانى بين النواب الخمسة الذين يمثلون الدائرة. وقرر الخرافي الترشح لانتخابات مجلس الأمة عام ١٩٧٥عن الدائرة الثانية (القبلة - المرقاب - الصالحية) والتي جرت في ٢٧ يناير ١٩٧٥ وذلك بعد مشاورة والده الفقيد محمد الخرافي وقاعدته الشعبية وحصل على ٥٩٢ صوتا شكلت 20.2% من الأصوات وهي نسبة مرتفعة بالنسبة لمرشح جديد على الساحة الانتخابية نظرا لكونه الأصغر سنا بين الفائزين الخمسة في الدائرة. وحاز الخرافي عضوية مجلس الأمة في أعوام 1975 و1981 و1985 و1996 و1999 و2003 و2006 و2008 و2009 وتولى رئاسة مجلس الامة منذ عام 1999 حتى عام 2011. وحصد الخرافي رئاسة مجلس الأمة لأول مرة في ١٧ يوليو ١٩٩٩ بعد فوزه بـ ٣٧ صوتا وبفارق عشرة أصوات عن منافسه النائب أحمد السعدون الذي حصل على ٢٧ صوتا فقط وذلك بعد استبعاد ورقة واحدة لبطلانها. وقال الموقع الإلكتروني لمجلس الأمة إن الخرافي قد أدى الدور الوطنى المعتدل الذي سار به إلى قيام الحكومة دعوته إلى المشاركة فى لجنة تنقيح الدستور التى شكلتها للنظر فى تعديل بعض مواد الدستور، الا ان الخرافى رفض ذلك انطلاقاً من قناعة راسخة لديه بأن اى تعديل للدستور يجب أن يتم ويبقى فى اطار ما نص عليه الدستور. وفي مجلس الأمة ١٩٨١ عرف الخرافي بين زملائه اعضاء المجلس بلقب 'الاطفائى' نظراً لاتباعه سياسة التهدئة، وتمسكه بمبدأ العقلانية فى التعامل مع القضايا الخلافية بين اعضاء المجلس من جهة ، وبين الحكومة والمجلس من جهة أخرى ، وذلك حفاظاً على استمرار الديمقراطية، واستمرار الرقابة الشعبية على الاداء الحكومى فى مناخ ايجابى. وحرص على تطبيق الدستور على الجميع تطبيقاً كاملاً، وعدم تجاوز بنوده مهما كانت الامور، واستطاع ان يحقق توافقاً بين اعضاء مجلس الامة للتمسك بالدستور واعتباره الفيصل لحسم اى خلاف. وأعلن الفقيد الخرافي اعتزاله العمل السياسي في النواحي الرسمية في الأول من أبريل 2013، وفي تصريح له دعا إلى لمّ الشمل وتوحيد الكلمة، ووضع مصلحة الكويت فوق كل اعتبار. وولد الفقيد جاسم محمد الخرافى فى حى القبلة عام 1940م وتلقى تعليمه الأولى فى مدينة بومباى الهندية وفى روضة المثنى بالكويت ثم التحق بكلية فيكوريا بمدينة الاسكندرية وبسبب ظروف العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 عاد إلى الكويت ودرس فى ثانوية الشويخ ثم اكمل تعليمه الجامعى فى كلية مانشيستر فى بريطانيا حيث حصل على دبلوم فى ادارة الاعمال. وفي عام 1962 وبعد استكمال مسيرته التعليمية عاد الفقيد الخرافي إلى الكويت، وعمل فى القطاع الخاص وتقلد العديد من المناصب منها العضو المنتدب فى شركة الفنادق الكويتية، عضو مجلس الادارة بالشركة الاهلية للتأمين، العضو المنتدب لشركة الالومنيوم، القنصل الفخرى لجمهورية باراغواي فى دولة الكويت وغيرها من المهام والمسئوليات فى القطاع الخاص.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه