2015-10-10 

لكم فقط... هذه أفضل دول العالم للمغتربين

بي بي سي

كثير من الذين يسافرون لخارج أوطانهم ، تكون البيئة المناسبة لتربية أطفالهم أكبر مشاكلهم ، فإذا كان الأطفال سعداء، سيكون حال الوالدين كذلك. ولذلك قامت "بي بي سي كابيتال" باستطلاع أسر وافدة مع أطفالها تعيش في أربعة بلدان لمعرفة أماكن يرتاح لها الأطفال أكثر من غيرها. وتقول "كيت بيرغر"، وهي عالمة نفس بمدينة أمستردام ومختصة بأطفال العائلات الوافدة.أنه يمكن للانتقال للعيش خارج الوطن أن يكون مثيراً ومرعباً في نفس الوقت بالنسبة للأطفال، لكن غالباً ما يكون هناك توازن بين ذلك وبين الاحتكاك الفريد بثقافات وعادات جديدة بالنسبة للأسرة بأكملها. إن الأطفال الذين يعيشون خارج أوطانهم ينمّون مهارات تجعلهم أكثر تكيّفاً من نُظرائهم الذين يعيشون داخل الوطن. تقول بيرغر: "ينمّي هؤلاء الأطفال، بشكل افتراضي، مجموعة مهارات تجعلهم متأهلين بشكل متميز لتبوء مراكز قيادية." وغالباً ما يكونون أكثر انفتاحاً من أقرانهم. ويمكن أن يجدوا أنفسهم فجأة في وضع جديد، ومع ذلك سيجدون مخرجاً للتعامل معه. وحسب استطلاع لآراء المغتربين أجراه بنك "إتش.إس.بي.سي." عام 2014 وشارك فيه 7000 مغترب، تصدّرت نيوزيلندا قائمة الدول الأفضل لتربية الأطفال، وسبقت جمهورية جنوب أفريقيا، وألمانيا. الذين وضعوا هذا البلد على رأس القائمة أعربوا عن إعجابهم البالغ بالأمان المتوفر لأطفالهم، وبالنمط الصحي للعيش في الهواء الطلق. فيحظى البلد بتصنيفٍ مرتفع فيما يخص نوعية الهواء والماء. أضف إلى ذلك تركيز البلد على تربية أطفال بصحة جيدة، ونظام تعليمي فعال، مع أنه لا يشجع كثيراً على المنافسة. وإستناداً إلى استطلاع لآراء أولياء الأمور، قال 60 بالمائة منهم إن تربية أطفالهم هناك كانت جيدة. يختار معظم المغتربين الذين يرتحلون للعيش هنا لفترة وجيزة أن يرسلوا أطفالهم إلى مدارس خاصة. وتكلفهم هذه المدارس نحو 39,819 دولار نيوزيلندي (30,000 دولار أمريكي) سنويا، حسب قول ليبي سفينسن، المختصة بمشروعات إعادة التوطين، والمقيمة بمدينة أوكلاند في نيوزيلندا. وبالرغم من التنظيم الصارم لمناطق المدن، فإن المدارس الحكومية يمكن أن تكون وسيلة جيدة لاستقرار الوافدين. تقول سفينسن: "يميل الأطفال الذين يذهبون إلى مدارس حكومية محلية إلى إقامة علاقات صداقة مع الأطفال في مناطقهم، ويجد أولياء الأمور سهولة أكبر في اللقاء مع المواطنين المحليين." وتقول سينثيا كيلر، البالغة من العمر 29 عاما التي تعيش في فيينا منذ أربعة سنوات: "بسبب النظام الاجتماعي الموجود هنا، يتوفر الكثير من الدعم لأولياء الأمور." وتضيف كلير تحصل جميع الأسر على منحة شهرية خاصة لتغطية مصاريف رعاية الطفل حتى يبلغ 18 عاماً. وتتراوح تلك المنحة ما بين 100 إلى 200 يورو (110-210 دولار أمريكي)، وفقا لعمر الطفل، وعدد أطفال العائلة. يبلغ ابن كيلر الآن عامين، ويأخذونه إلى روضة أطفال خاصة حيث يتعلم هناك ثلاث لغات. وتدعم الحكومة هنا رياض الأطفال مثلما تدعم العديد من المؤسسات التعليمية الخاصة. وتكلف روضة الأطفال العائلة 200 يورو (210 دولار أمريكي) شهرياً. وتوجد مدارس عالمية كثيرة في المدينة، وهي تعج بأطفال الدبلوماسيين (للأمم المتحدة هنا واحدة من أكبر أربع مواقع لها في العالم). توصف مدنٌ زيوريخ وجنيف وبازل منذ زمن طويل على أنها ملاذآت آمنة للوافدين من كافة أنحاء العالم. إن تربية الأطفال في هذا المركز المالي، حيث ينطقون باللغتين الألمانية والفرنسية، هي بنفس الدرجة من الرضى للوافدين من أصحاب العائلات. وفي الاستطلاع الذي أجراه بنك "إتش. إس. بي. سي." لآراء المغتربين (ويحمل اسم ’إكسبات إكسبلورر‘)، تصدرت سويسرا قائمة الدول ذات أفضل نمط شامل للحياة بالنسبة للوافدين. ويحصل هذا البلد باستمرار على أعلى الدرجات من حيث الأمان، والتعليم، وإمكانية العيش بصحة وعافية. ويحصل النظام التعليمي السويسري على درجات متقدمة على النطاق العالمي، إلا أن 25 في المئة فقط من الأطفال يواصلون تعليمهم ليحصلوا على شهادات جامعية. . أما المرتبة الرابعة من ناحية تربية الأطفال فجاءت مدينتي طوكيو وكيوتو في اليابان ويوصف البلد بشكل منتظم على أنه أكثر البلدان أماناً بالنسبة للأطفال. وذكر 9 من بين كل 10 من المغتربين المشاركين في ذلك الاستطلاع أن مستوى سلامة أطفالهم تحسن عند انتقالهم للعيش في هذا البلد. أضف إلى ذلك، يحصل البلد بانتظام على درجات عالية من جميع النواحي؛ بداية من جودة الأطعمة ومرورا بالتربية، والبنية التحتية، إلى وفرة الحدائق العامة. و تضم حدائق كثيرة جداً. انتقل تودّ مَسغروف، وهو مدير عام لإحدى وكالات التسويق الرقمي في اليابان، إلى طوكيو قبل أربع سنوات قادما من مدينة شيكاغو الأمريكية. يقول مَسغروف، وهو أب لولدين عمرهما ثلاث وست سنوات: "ثقافة المجتمع تحمي الأطفال إلى حد كبير." ويُشجَّع ابنه، الطالب بالصف الأول الابتدائي، على أن يسير على الأقدام الى المدرسة بصحبة مجموعة من أصدقائه. ويقول مَسغروف إن هذا أمر روتيني لم يعرفه في وطنه الأم، الولايات المتحدة الأمريكية. بالنسبة للعديد من المغتربين، يمكن للتأقلم مع هذا المجتمع المتجانس الذي يضم عددا قليلا من الأجانب أن يكون أصعب مما في هونغ كونغ أو سنغافورة القريبتين، حيث تجد فيهما أعداداً كبيرة من الوافدين.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه