2015-10-10 

الأنبار العراقية في قبضة داعش

رويترز

كشفت مصادر أمنية أنّ مقاتلي تنظيم داعش حاصروا اليوم الأحد قاعدة رئيسية للجيش على أطراف مدينة الرمادي، واجتاحوا أحد آخر الاحياء التي تسيطر عليها القوات الحكومية في عاصمة محافظة الأنبار العراقية. وأصبحت الرمادي على شفا السقوط في يد التنظيم المتشدد، بعدما تراجعت القوات العراقية الخاصة التي كانت تقاوم في حي الملعب إلى منطقة شرقي المدينة بعد أن تكبدت خسائر بشرية كبيرة وبحسب رويترزاستولى المتشددون على أغلب مناطق الرمادي، ورفعوا رايتهم السوداء على مقر الادارة المحلية في وسط المدينة. وستكون الرمادي أول مركز حضري كبير يستولي عليه المتشددون في العراق منذ بدأت قوات الأمن وجماعات مسلحة صد زحفهم العام الماضي. واتهم عضو مجلس محافظة الأنبار عذال الفهداوي، المسؤولين المحليين بالموافقة على نشر الجماعات الشيعية المسلحة في المحافظة التي تمثل معقلا للسنة، واصفا الوضع في الرمادي بأنه "انهيار كامل" . ولعبت الجماعات الشيعية المسلحة دورا بارزا في استرداد المكاسب التي حققها التنظيم المتشدد في أماكن أخرى بالعراق لكنها أبقيت حتى الآن على الهامش في الأنبار بسبب المخاوف من اشعال العنف الطائفي. وأكد ضابط بالجيش داخل القاعدة العسكرية أنّ مقاتلو داعش في كل شارع تقريبا، الوضع تسوده الفوضى والأمور تخرج عن السيطرة، قائلا: الرمادي تسقط في ايدي داعش. وأشار إلى أنّ الوقت فات لارسال تعزيزات حيث يطبق المسلحون المتشددون على قيادة عمليات الأنبار باتجاه الغرب. وناشد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي المساعدة، قائلا: نحن محاصرون الان داخل قيادة العمليات من قبل داعش وقذائف المورتر تنهال علينا. ونقلت روسيا اليوم عن وكالة الأنباء الفرنسية سيطرة مسلحي داعش على مقر قيادة عمليات الأنبار غربي العراق وذلك في معارك تشهدها المحافظة بوتيرة متسارعة منذ أيام. ودعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قوات الحشد الشعبي إلى المشاركة في تحرير الأنبار استجابة لنداءات حكومتها المحلية وبعض عشائرها الذين طالبوا العبادي بإدخال قوات الحشد الشعبي لتحريرالمحافظة. وفي سياق متصل أحبطت القوات الأمنية العراقية هجوما لداعش ناحية الوفا، مما كبد التنظيم خسائر جسيمة أجبرته على سحب قتلاه وجرحاه باتجاه ناحية المحمدي في الأنبار. وأعلنت وزارة الدفاع العراقية في وقت سابق من اليوم الأحد سيطرتها الكاملة على حي المخابرات في الرمادي، بينما أكدت قوات سوات العراقية سيطرتها على 75% من منطقة الملعب في نفس المدينة. وبينت الوزارة أن العملية العسكرية شارك فيها وحدات مختلفة من الجيش من ضمنها جهاز مكافحة الإرهاب وقوات سوات والشرطة باستخدام أسلحة مختلفة. ومن جانب آخر قال مصدر أمني إن قوات عراقية مشتركة طهرت مناطق شرقي مدينة بيجي شمال العاصمة العراقية بغداد. وأضاف أن القوات الأمنية، بمساندة الحشد الشعبي بدأت باستعادة قرية وجزيرة البعيجي شرق مدينة بيجي، التي تعد أحد أهم معاقل تنظيم داعش في المدينة. وأكد المصدر أن تقدم القوات كان بسهولة من دون مقاومة من عناصر داعش، وأنها الآن تتقدم إلى قريتي الهنشي وجريش باتجاه مصفاة البترول بيجي صرح نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي، بأن تنظيم داعش قتل 503 أشخاص خلال الأيام الماضية. وأعرب نائب رئيس المحافظة عن قلقه إزاء الوضع الحالي بمدينة الرمادي لاسيما وأن التنظيم قتل 503 أشخاص منذ سيطرته على أغلب أجزاء المحافظة. وطالب العيساوي الحكومة المركزية في بغداد، بإرسال المزيد من القوات لتجاوز الأزمة، مشيرا إلى وجود حاجة ملحة إلى الإسناد الجوي من قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. أفادت المنظمة الدولية للهجرة بنزوح ما لا يقل عن 8000 شخص من مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار غرب العراق، جراء المعارك الدائرة بين القوات العراقية وتنظيم داعش. وقالت المنظمة إن أعداد النازحين في تزايد، وسجل نحو ألف و300 عائلة أي قرابة 7 آلاف و776 شخصا نزحوا على مدى يومين، منذ بدء تنظيم داعش هجوما واسعا على المدينة مساء الخميس، وتمكنه من السيطرة على مناطق إضافية وسط المدينة التي كانوا يسيطر على أجزاء منها منذ مطلع عام 2014. وأشارت المنظمة إلى أن النازحين انتقلوا إلى بلدة عامرية الفلوجة شرق الرمادي، لكنهم منعوا من عبور جسرعلى نهر الفرات لدخول بغداد. وهي المرة الثانية خلال أسابيع تسجل فيها موجة نزوح واسعة من الرمادي، بعدما نزح قرابة 113 ألف شخص منها في النصف الأول من شهر أبريل اثر هجوم سابق للتنظيم على أحياء في المدينة. وتقول المنظمة إن عدد النازحين داخل العراق تجاوز عتبة 2.8 مليون شخص منذ مطلع 2014، خاصة مع تقدم التنظيم في عدة مناطق شمال البلاد وغربها.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه