2015-10-10 

أبو سياف الذي خاطرت القوات الأميركية لقتله

سي ان ان

كشف باحث عراقي متخصص في الكتابة عن تنظيم داعش، أن أبو سياف القيادي في التنظيم الذي قتل في العملية العسكرية الأميركية، واعتقلت زوجته، يدعى نبيل صادق أبو صالح الجبوري. وأكد الكاتب العراقي هشام الهاشمي أنّ أبو سياف مساعد مقرب من المتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني. وذكر المسؤولون في الولايات المتحدة أنّ أبو سياف كان مسؤول عن تنظيم قطاع النفط والغاز لدى داعش، ويحمل الجنسية التونسية، ويكنى بأبو سياف بينما يطلق على زوجته اسم أم سياف. وأوضح مسؤول أميريكي رفيع لـCNN، أن العملية كانت تستهدف اعتقال أبو سياف لكنه قُتل خلال الاشتباك الذي وقع أثناء العملية التي نفذتها وحدة من القوات الخاصة في عمق الأراضي السورية الليلة الماضية. وأشار المصدرالذي طلب عدم الكشف عن هويته أنّ القوات الأميركية أبلغت الحكومة التونسية بشأن العملية، التي جرى تنفيذها في أحد الحقول النفطية بالقرب من مدينة دير الزور، شرق سوريا، وأسفرت عن مقتل 10 على الأقل من مسلحي التنظيم المتشدد. وبدوره وصف وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر، مقتل أبو سياف، بأنه صفعة قوية لداعش، لافتاً إلى أنه العملية نفذت بناءً على تعليمات من الرئيس باراك أوباما. وأضاف كارتر أنّ أبو سياف كان أحد المشاركين في قيادة العمليات العسكرية لتنظيم داعش، وكان له دور في إدارة العمليات المالية للتنظيم، وكان لزوجته التي تُلقب بـ أم سياف دور هي الأخرى ضمن قيادة التنظيم، والتي اعتقلت خلال العملية وتم نقلها إلى العراق. روت مصادر عسكرية أميركية بعض التفاصيل الخاصة بعملية قتل القيادي في تنظيم داعش، بعد اقتحام مقره في "حقل العمر" السوري النفطي واعتقال زوجته "أم سياف" مشيرة إلى مشاركة قوات دولية ووقوع مواجهة نارية قاسية مع العناصر المسلحة. وقالت المصادر إن قرابة مائة عنصر من القوات الخاصة المتعددة الجنسيات، بينهم مجموعة من وحدة "دلتا" للعمليات الخاصة الأميركية شاركوا في العملية التي وقعت داخل الأراضي الخاضعة لسيطرة داعش في سوريا. وأنزلت مروحيات القوات الخاصة في الموقع، وجرت مواجهات وجها لوجه بين المقتحمين والعناصر المتشددة التي كانت تتولى الدفاع عن الموقع في باحاته الخارجية، لتتقدم مجموعات العمليات الخاصة إلى مبنى لجأ إليه أبوسياف. وفجرت القوات الخاصة جزء من حائط جانبي داخل المبنى، لتدخل منه إلى المبنى حيث كانت مجموعة أخرى من عناصر داعش تتحصن داخله، وقد حاولت العناصر المدافعة استخدام دروع بشرية والتحصن خلف نساء وأطفال كانوا بالمبنى، ولكن القوة المهاجمة نجحت بقتل المسلحين دون إلحاق الأذى بالمدنيين. تعرضت إحدى المروحيات من طراز بلاكهوك التي استخدمتها القوات المهاجمة لطلقات نارية اخترقت هيكلها خلال المواجهات، ولكنها تمكنت مع ذلك من التحليق والعودة بسلام إلى قاعدتها. ورافق أحد المترجمين العرب القوة المهاجمة التي صادرت معدات اتصال استخدمها أبوسياف قبل مقتله، فضلا عن مجموعة من الآثار والعملات التاريخية التي كانت بالموقع وهي تخضع للفحص الآن. تباينت آراء المحللين حول أهمية وجدوى العملية العسكرية التي نفذتها القوات الأميركية، إذ شكك البعض بفاعليتها في ضوء تراجع دور الموارد النفطية للتنظيم، في حين رأى البعض الآخر أنها ستكشف كامل بيانات المسلحين المالية. وبدوره أكد مايكل ويس، المحلل المتخصص في الشؤون الأمنية ومؤلف كتاب "داعش: من داخل جيش الرعب" أن أبوسياف ليس شخصية معروفة على نطاق واسع، حتى بالنسبة للخبراء الذين يراقبون عمل التنظيم عن كثب، ما يثير التساؤلات حول دوره الحقيقي وسبب مجازفة الولايات المتحدة بتنفيذ العملية. وتابع ويس، بالتعبير عن شكه في إمكانية أن تجازف واشنطن فعلا بحياة مجموعة من أفراد قواتها الخاصة من أجل القبض على أبوسياف، إذا كان فعلا المسؤول عن العمليات النفطية الخاصة بداعش، إذ أن التقارير الأمنية تؤكد أن التنظيم بات محروما من العوائد المالية الناتجة عن النفط بعد الضربات الجوية الأميركية المواجهة لبنيته التحتية النفطية. واستدل ويس بتصريحات سابقة للناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية "بنتاغون"أكد فيها أن النفط لم يعد مصدرا رئيسيا للتمويل بالنسبة لداعش. واعتبر ديريك هارفي العقيد السابق في الجيش والمخابرات العسكرية الأميركية أن المجازفة مبررة تماما قائلا: أهم ما في العملية ليس القبض على أبوسياف، وإنما الحصول على البيانات والوثائق التي يحتفظ بها. وأضاف هارفي، أن أبوسياف كان أحد أبرز العاملين بمجال التمويل لدى داعش، ومن المؤكد أنه لديه بيانات حول هوية المتبرعين للتنظيم والحسابات المصرفية التابعة له وشبكات التهريب.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه