2015-10-10 

حكومة اسرائيلية هشة تتجاذبها الخلافات ويجمعها مواصلة الاستيطان

من القاهرة، حسين وهبة

بعد حملة طويلة وفاشلة إلى درجة كبيرة خاضها بينيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي لجذب حلفاء جدد إلى تحالفه، وبعد رفض أفيغدور ليبرمان وحزبه "إسرائيل بيتنا" دخول التحالف الجديد، شكل نتنياهو ائتلافا ضيقا لا يزيد عدد أعضائه عن 61 نائبا. وحصلت الحكومة الـ34 لاسرائيل برئاسة نتنياهو على ثقة الكنيست الإسرائيلي رغم أنها تعتمد عل ائتلاف يميني هش تتجاذبه خلافات عديدة وقابل للانقسام غير أنه موحد فيما يخص مواصلة البناء الاستيطاني. وأدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليمين كرئيس لوزراء إسرائيل، بعد شهرين من فوز ساحق لحزب الليكود في انتخابات مبكرة، لكن ما كان مفاجئات لنتنياهو بعد 30 ثانية من بدء خطابه أمام الكنيست، خلال مراسم أداء اليمين، وأثناء كلمته عن الحفاظ على الأمن والسعي نحو السلام ، فصرخ أحد الأعضاء "أي سلام؟" ما أثار موجة من الضحك والهرج داخل الكنيست، قبل أن يستعيد نتنياهو زمام المبادرة ويواصل خطابه.بحسب بي بي سي وتعرض نتنياهو لإهانة لم يكن يتوقعها في الكنيست، عندما عرض يتسحاق هرتصوغ زعيم حزب العمل وقائمة "المعسكر الصهيوني" منصب وزير الخارجية الذي على نتنياهو الذي يحتفظ به." وقال هرتصوغ في خطاب شديد اللهجة من منصة الكنيست قبيل مراسم تأدية الحكومة الـ34 لليمين الدستورية، متوجها إلى نتنياهو: "إنني أنصحكم بمنح منصب وزير الخارجية لواحد من حزبكم اليميني، ولن ينضم أي قيادي ذي كرامة إلى العرض البهلواني لنتنياهو والذي أقاموه من أجل تعزيز حكمكم" ومن اللافت أن الحكومة الاستيطان الجديدة التي لا تخفي تعاطفها مع المستوطنين، تبدأ عملها في الذكرى الـ67 للنكبة ربما كان الأمر مصادفة بحتة، لكن يبدو أن نتنياهو الذي تولى منصب رئيس الوزراء للمرة الرابعة، ينوي الوفاء هذه المرة بتعهده الانتخابي بعدم القبول بقيام دولة فلسطينية وعدم تنفيذ أية انسحابات من الأراضي المحتلة. واعتبر نتنياهو في أحدث تصريحاته الإعلامية قبيل انطلاق الانتخابات البرلمانية في مارس الماضي أن قيام دولة فلسطينية أو الانسحاب من الأراضي الفلسطينية هو "ببساطة جعل هذه الأراضي عرضة لهجمات إسلامية متطرفة على إسرائيل"، واعتبر أن "هذه هي الحقيقة التي باتت جلية في السنوات الأخيرة وهو مايثير تساؤلات عن حلفاء نتنياهو في الائتلاف الحاكم الجديد حزب "كلنا" يقوده موشيه كحلون المنشق عن الليكود، الذي يهتم بالمواضيع الاقتصادية والاجتماعية، ويدعم مواقف الليكود عادة فيما يخص الشؤون الخارجية والمفاوضات مع الفلسطينيين، ويشاطر الحزب مواقف نتنياهو الداعمة للاستيطان الإسرائيلي، ويتهمه في بعض الأحيان بالتراجع عن هذه المواقف في العديد من الحالات ويتعهد زعيمه كحلون في الانتخابات بمواصلة الاستيطان في القدس والضفة الغربية، رافضا الاعتراف بوجود شريك فلسطيني يسعى لإحلال سلام حقيقي على حد قوله، ويتهم كحلون القيادة الفلسطينية بأنها لا تخفي معاداتها لإسرائيل وحصل كحلون على حقيبة وزير المالية، فيما كان منصب وزير البناء من نصيب القيادي في الحزب يؤاف غلانت، وهو قرار حافل بالدلالات، نظرا لموقف الحزب من موضوع الاستيطان، كما حصل أفي غاباي من حزب "كلنا" على منصب وزير شؤون البيئة. حزب "شاس" "شاس" حزب يهودي متشدد تأسس في عام 1984 ، يعارض أي تجميد للنشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية، ويشكك الحزب في الجهود التي تبذلها إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لاستئناف المفاوضات السلمية، ويؤكد أنه يؤمن بـ"القدس الموحدة" ويدعم خطة "أورشليم الكبرى" التي يعتبرها الفلسطينيون خطة لتهويد القدس. رغم أنه .رغم أنه في البداية كان يؤيد النهج السياسي "المعتدل" في ما يخص النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، إذ أعلن زعيمه الروحي الراحل الحاخام عوفاديا يوسف أن حياة الإسرائيليين أثمن بكثير من الأراضي، لكن منذ ذلك الحين، عدل الحزب عن مواقفه وانتقل إلى اليمين المتشدد. وحصل رئيس الحزب أريه درعي على حقيبتي الاقتصاد وتطوير النقب والجليل في الحكومة الجديدة، وصرح درعي في مقابلة صحفية مؤخرا أن هناك فجوة كبيرة تفصل بين "شاس" والقوى اليسارية، مؤكدا استعداده للعمل ضمن حكومة أمينية، وقال: "إنني لا أوافق على تقسيم القدس ولا أقبل إجلاء كتل (استيطانية) كبيرة بلا سبب "البيت اليهودي" حزب ديني صهيوني تأسس كائتلاف بين 3 أحزاب يمينية في عام 2008 ، يعارض زعيمه نفتالي بينيت تقديم أية تنازلات للفلسطينيين، وسبق أن دعا إسرائيل إلى ضم مناطق "C" في الضفة الغربية ومنح الفلسطينيين الساكنين هناك الجنسية الإسرائيلية وجدد بينيت قبيل الانتخابات البرلمانية، رفضه لقيام دولة فلسطينية، حتى إذا فرض العالم عقوبات على إسرائيل، ودعا في مقابلة مع وكالة "أ ب" الفلسطينيين للتنازل عن طموحاتهم والتخلي عن الأمل في إقامة دولة خاصة بهم، قائلا: لن نعطي لهم مزيدا من الأرض، إنه (الإقدام على تنازلات) موقف مني بالفشل. وبحسب روسيا اليوم تحدثت أنباء قبل أيام عن عقد اتفاق بين نتنياهو وبينيت تسعى على إثرها الحكومة الإسرائيلية الجديدة لشرعنة ما يسمى بالنقاط الاستيطانية العشوائية في الضفة الغربية يذكر أن بينيت هو وزير التربية والتعليم ويهود الشتات في الحكومة الجديدة، وحصل حزبه على حقيبتي العدل والزراعة . "اللائحة الموحدة للتوراة" حزب "اللائحة الموحدة للتوراة" فهو تحالف شكله حزبان يهوديان محافظان في عام 1992 ، ولا يهتم كثيرا بموضوع المفاوضات مع الفلسطينيين أو الاستيطان،إلا أنه يرفض الفصل بين الدين والدولة ويصر على تطبيق القوانين الدينية اليهودية في الحياة اليومية بشكل صارم ولم يحصل الحزب في الحكومة الجديدة إلا على حقيبة واحدة، هي منصب نائب وزير الصحة الذي حصل عليها يعقوب ليتزمان. حزب الليكود تضم الحكومة الجديدة 14 وزيرا من حزب الليكود، جميعهم حلفاء لنتنياهو، ومن اللافت أن المفاوضات بين رئيس الوزراء ووزير الداخلية السابق جلعاد أردان فشلت بشأن دخول الأخير في الحكومة مجددا. وكان كثيرون يتوقعون بأن يحصل أردان على أعلى المناصب في الحكومة الجديدة، بعد أن جاء في المركز الثاني بعد نتنياهو في الانتخابات الداخلية بحزب الليكود، لكن رئيس الوزراء رفض منحه حقيبة وزير الخارجية، التي يفضل الاحتفاظ بها شاغرة في الوقت الراهن وكانت حقيبة وزيد الدفاع من نصيب موشيه يعلون، ليشغل إيلي بن دهان من "البيت اليهودي" منصب نائب الوزير وحصل سيلفان شالوم على منصبي وزير الداخلية والنائب الأول لرئيس الوزراء، أما يسرائيل كاتس فاحتفظ بمنصب وزير المواصلات، كما منحه نتنياهو منصب وزير شؤون الاستخبارات، ويشغل يوفال شتانيتس منصب وزير الطاقة والبنى التحتية احتفظ نتنياهو بحقائب الخارجية والاتصالات والتطوير الإقليمي والصحة، ويبدو أنه ينوي استخدامها لجذب مزيد من الحلفاء إلى ائتلافه الحاكم الهش. وبالتزامن مع الإعلان عن الحكومة الإسرائيلية الجديدة، طرحت وزارة الإسكان الإسرائيلية، الخميس مناقصات لبناء 85 وحدة استيطانية ستعمل على توسيع مستوطنة "غفعات زئيف" شمال غرب القدس كما طرحت مناقصات أخرى لمعاينة أراضي تقع غرب جبل المكبر جنوب شرق القدس، ستخصص لبناء غرف فندقية يبلغ عددها ما يقارب 1500 غرفة جدير بالذكر أن خطط البناء في مستوطنة "رمات شلومو"، التي تضم أغلبية من اليهود المتدينين، تسببت بأزمة دبلوماسية مع الولايات المتحدة عند إعلانها للمرة الأولى في العام 2010 تزامنا مع زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن للقدس ولقائه كبار المسؤولين الإسرائيليين آنذاك لإحياء محادثات السلام

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه