2015-10-10 

طالبو اللجوء يموتون برا وبحرا على أبواب أوروبا الموصدة

دويتش فيله

لا يبدو أن البحر الأبيض المتوسط هو المتآمر الوحيد مع أوروبا ضد طالبي اللجوء، فالبر أيضا له ضحاياه. أكثر من 14 لاجئا لقوا مصرعهم على خط للسكك الحديدية في مقدونيا منذ عدة أيام. وكما يحارب اللاجئون القادمون من جحيم الشرق الأوسط وأفريقيا الأمواج جنوبي أوروبا، يقطع آخرون الأميال مشيا شرقي القارة العجوز. ويمشي المهاجرون الذين لا يحملون أوراق رسمية الأميال مستعينين بسكك القطارات وبالطرق السريعة، لتدلهم على الطريق باتجاه غرب أوروبا. غير أنهم يتعرضون للنهب والاعتداء. بحسب تقرير أعدته شبكة تلفزيون دويتش فيله الألمانية. في العام الماضي فقط لقي 30 شخصا على الأقل مصرعهم نتيجة مثل هذه الحوادث، كما يقول توربن ستويانوفسكي، مدير المبادرة المحلية للهجرة واللجوء في مقدونيا ( MARRI ) "مقدونيا تشكل طريقا مهما لعبور اللاجئين باتجاه غرب أوروبا". من جهته يؤكد متحدث بوزارة الداخلية المقدونية أن اللاجئين يأتون عبر اليونان إلى مقدونيا من إفريقيا ومن منطقة الشرق الأوسط وأفغانستان وليس في حوزتهم أوراق رسمية. وبما أن وضع اليونان لايسمح باستقبال لاجئين فهم يتوجهون باتجاه الغرب عبر مقدونيا وصربيا والمجر. ومن هذه الدول ينطلقون مرة أخرى بأمل الوصول إلى فرنسا وبريطانيا أوألمانيا، مستعينين بخطوط السكك الحديدية أو بطرق السيارات في التوجه إلى الغرب. مخاطر هذا الطريق كثيرة حيث تتحدث الأخبار عن أعمال نهب وسلب وإساءات تقوم بها عصابات في حق اللاجئين، في مقدونيا وصربيا، دون وجود حماية لهم من طرف السلطات والمؤسسات الرسمية. ويتحدث مارك ميليس، من منظمة اللاجئين pro Asyl، عن أوضاع لا تطاق في مراكز اللجوء بالعاصمة المقدونية سكوبيه، حيث "يتم احتجاز اللاجئين بالإكراه لأسابيع وأشهر. كما لا تستطيع المراكز تحمل أكثر من طاقاتها. وهناك نقص في الأكل والشرب، ناهيك عن الأوضاع الصحية المزرية، كما لا يحصل اللاجئون على استشارات قانونية". لم ينتفض زعماء أوروبا، حيال الحادث الأخير، كما حدث نهاية الشهر الماضي أثر حادث غرق ما يربو على 750 لاجئ في البحر المتوسط، وسط اتهامات بتقصير الاتحاد الأوروبي في تقديم يد المساعدة لهم. في النهاية ترى منظمات دولية معنية بحقوق الإنسان أن حتى تلك الانتفاضة، التي كللت بعقد قمة على مستوى زعماء القارة، لم تسفر عن حل جذري لمشاكل الهجرة غير الشرعية. كما حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أحدى تلك الحلول التي طرحت على طاولة المفاوضات وهي التدخل العسكري ضد عصابات التهريب بليبيا، الأمر الذي قد يشكل أزمة أنسانية أخرى في البلد المنكوب.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه