2015-10-10 

أول رواية للمبخوت بالقائمة القصيرة للبوكر

من القاهرة، مختار أبو مسلم

يشعر الكاتب التونسي شكري المبخوت بأن وصول روايته (الطلياني) إلى القائمة القصيرة لجائزة بوكر العالمية للرواية العربية هو أمرا مبهجا واعترافا أدبيا كانت نرجسيته ترغب فيه، في الوقت الذي تجاوز تقييم روايته على موقع جودريدز (ومن قبل القراء) الثلاثة نجوم (من خمسة) بالكاد. تضم القائمة القصيرة 6 أعمال من ضمن 180 رواية أُختيرت للقائمة القصيرة، وهي حياة معلّقة لعاطف أبوسيف من فلسطين، وطابق 99 لجنى فواز الحسن من لبنان، وألماس ونساء للينا هويان الحسن وسوريا، وشوق الدرويش لحمور زيادة من السودان، والطلياني لشكري المبخوت من تونسوممر الصفصاف لأحمد المديني من المغرب. ويعلن اسم الرواية الفائزة بالجائزة هذا الاسبوع في أبوظبي عشية افتتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب. وحظيت رواية (الطلياني) وهي أول رواية للمبخوت باهتمام كبير منذ صدورها عن (دار التنوير) العام الماضي وحصدت العديد من الجوائز مثل جائزة الإبداع لمعرض تونس الدولي للكتاب وجائزة الكومار الذهبي للرواية التونسية. بحسب وكالة رويترز للأنباء. والمبخوت من مواليد تونس عام 1962 وحاصل على دكتوراة الدولة في الآداب من كلية الآداب في منوبة ويعمل رئيسا لجامعة منوبة. وهو عضو في هيئات تحرير عدد من المجلات منها مجلة (إيلا) التي يصدرها معهد الآداب العربية بتونس وله العديد من الإصدرات في النقد الأدبي. كما صدر له الاستدلال البلاغي، ودائرة الأعمال اللغوية مراجعات ومقترحات، وتوجيه النفي في تعامله مع الجهات والأسوار والروابط. وقال المبخوت في مقابلة مع رويترز "هناك جانب متوقع من الحظوة التي تمتعت بها الرواية لدى القراء يعود إلى رد الفعل الإيجابي للقراء الأوائل الذين اخترتهم لإبداء رأيهم في المخطوط وكان إيجابيا جدا ولكن ربما يكمن عنصر المفاجأة في أن الرواية وجدت موقعا ما ضمن القائمة القصيرة لجائزة بوكر العالمية من بين 180 عملا روائيا." والرواية رحلة في حياة الطالب اليساري (عبد الناصر الطلياني) الذي كان فاعلا وشاهدا على أحلام جيل تنازعته طموحات وانتكاسات وخيبات في سياق صراع ضار بين الإسلاميين واليساريين ونظام سياسي ينهار وفي سياق تحولات في القيم خلخلت بنيان المجتمع التونسي في أواخر عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة وبداية حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. ويقول المبخوت عن روايته "عبرت الرواية بمناخاتها وقضاياها عن الهوية التونسية .. لقد وجد التونسيون أنفسهم فيها وشعر القراء العرب بشيء مختلف من جهة وبعمق إنساني يشمل ما يعيشه العرب أنفسهم في بيئتهم المحلية." وأضاف "كما أن شخصية عبد الناصر الطلياني الفتنة الجذابة وهي مركبة معبرة عن ترددات إنسانية وهو يجوس طريقا ما نحو حريته الفردية." واستطرد قائلا "الطلياني بموضوعاتها وعوالمها المتخيلة فرضت نفسها في سياق سياسي شهدته تونس بعد الثورة حمل مخاوف ورجاء وآمالا وترددات وتوترات أعتقد أن الفن الروائي وحده قادر على التعبير عنها." ويستعد المبخوت -الذي يبدو أن نجاح روايته الأولى (الطلياني) فتحت شهيته للإبداع الأدبي- لإصدار روايتين جديدتين ومجموعة قصصية وأخرى شعرية. وتباينت آراء قراء الرواية على موقع جود ريدز ما بين التعجب من وصولها إلى القائمة القصيرة، واعتباره أمرا طبيعيا، غير أن أغلب الآراء تميل إلى عدم توقع فوز الرواية بالجائزة. وتثير جائزة البوكر العالمية للرواية العربية الكثير من الجدل كل عام باختياراتها، غير أنها تساهم في رفع مبيعات الروايات التي تختارها، خصوصا تلك التي تصل إلى القائمة القصيرة.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه