2022-02-27 

قبل 7 سنوات من الغزو الروسي ..هنري كيسنجر: كيف تنتهي أزمة أوكرانيا؟

من لندن سليم الحسيني

طرح وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر رؤيته لحل أزمة أوكرانيا ح قبل ان تقرر روسيا غزو جارتها الشرقية ب 7 سنوات.

 

 

وأوضح كيسنجر في تقرير نقله موقع news day وترجمته الرياض بوست  سنة 2014" في حياتي، رأيت أربع حروب بدأت بحماس كبير وتأييد شعبي كبير، لم نكن نعرف كيف تنتهي، وانسحبنا منها من جانب واحد. إن اختبار السياسة هو كيف تُنهي وليس كيف تبدأ. ففي كثير من الأحيان يتم طرح القضية الأوكرانية على أنها مواجهة: فيما إذا كانت أوكرانيا ستنضم إلى الشرق أو الغرب. ولكن إذا كان لأوكرانيا أن تعيش وتزدهر، فلا يجب أن تكون نقطة استيطانية لأي من الجانبين ضد الآخر، بل يجب أن تعمل كجسر للوصل بينهما."

 

 

 

وأضاف كيسنجر أنه يجب أن تقبل روسيا أن محاولة إجبار أوكرانيا على أن تكون تحت إمرتها، وبالتالي نقل حدود روسيا مرة أخرى، من شأنه أن يحكم على موسكو بتكرار تاريخها من حلقات الضغوط المتبادلة مع أوروبا والولايات المتحدة. وأشار إلى أنه يجب على الغرب أن يفهم أنه بالنسبة لروسيا، لا يمكن لأوكرانيا أن تكون مجرّد دولة أجنبية. بدأ التاريخ الروسي فيما كان يسمى “كييف-روس”. ومن هناك انتشرت الديانة الروسية. كانت أوكرانيا جزءاً من روسيا لعدة قرون، وكان تاريخها متشابكاً معها قبل ذلك.

 

 

 

وأضاف " إن أسطول البحر الأسود -وهو وسيلة روسيا لإبراز قوتها في البحر الأبيض المتوسط- يستند إلى عقد إيجار طويل الأجل في “سيفاستوبول”، في شِبه جزيرة القرم. أي محاولة من جانب أحد أجنحة أوكرانيا للهيمنة على الآخر -كما كان النمط سائداً- ستؤدي في النهاية إلى حرب أهلية أو تفكُّك. إن التعامل مع أوكرانيا كجزء من المواجهة بين الشرق والغرب من شأنه أن يُفسد لعقود أي احتمال لجلب روسيا والغرب -وخاصة روسيا وأوروبا- إلى نظام دولي تعاوني." وأشار كيسنجر إلى أن أوكرانيا مستقلة منذ 23 عاماً فقط حيث كانت في السابق تحت نوع من الحكم الأجنبي منذ القرن الرابع عشر. وليس من المستغرب وفق تقديره أن قادتها لم يتعلّموا فن إبرام التسويات، ولا حتى من المنظور التاريخي.

 

 

 

 

وتوضح سياسات أوكرانيا ما بعد الاستقلال بوضوح أن جذر المشكلة يكمن في الجهود التي يبذلها السياسيون الأوكرانيون لفرض إرادتهم على أجزاء متمردة من البلاد، أولاً من قِبل فصيل ثم من قِبل الآخر وفق كيسنجر. وتابع كيسنجر " هذا هو جوهر الصراع بين فيكتور يانوكوفيتش ومنافسته السياسية الرئيسية يوليا تيموشينكو. إنهما يمثلان جناحَيْ أوكرانيا ولم يكونا على استعداد لتقاسُم السلطة. إن السياسة الأمريكية الحكيمة تجاه أوكرانيا سوف تسعى إلى إيجاد طريقة يتعاون بها شطرَا البلادِ مع بعضهما بعضاً.

 

 

 

 

ويجب أن نسعى للمصالحة وليس سيطرة فصيل على الآخر." ولم تتصرف روسيا والغرب، وعلى الأقل جميع الفصائل المختلفة في أوكرانيا، وفقاً لهذا المبدأ وفق كيسنجر فكل واحد جعل الوضع أسوأ. لن تكون روسيا قادرة على فرض حلّ عسكري دون عزل نفسها في وقت تكون فيه العديد من حدودها غير مستقرة بالفعل. و"بالنسبة للغرب، فإن شيطنة فلاديمير بوتين ليست سياسة. إنها حجة لغياب سياسة. يجب أن يدرك بوتين أنه، مهما كانت مظلماته، فإن سياسة الفرضيات العسكرية ستؤدي إلى حرب باردة أخرى. من جانبها، تحتاج الولايات المتحدة إلى تجنُّب معاملة روسيا على أنها شاذّة حتى يتم تعليمها بصبر قواعد السلوك التي وضعتها واشنطن. بوتين هو إستراتيجي خطير، بناءً على أساس التاريخ الروسي. ففهم قِيَم الولايات المتحدة وعلم النفس ليس أمراً مناسباً له كما لم يكن فهم التاريخ وعلم النفس الروسييْنِ نقطة قوة لصانعي السياسة في الولايات المتحدة."

 

 

 

 

وختم كيسنجر قائلا " يتعارض ضمّ روسيا لشِبه جزيرة القرم مع قواعد النظام العالمي الحالي.لكن ينبغي أن يكون من الممكن وضع علاقة شبيهة بجزيرة القرم مع أوكرانيا على أساس أقلّ تشدداً. ولهذه الغاية، ستعترف روسيا بسيادة أوكرانيا على شِبه جزيرة القرم. يتعين على أوكرانيا تعزيز الحكم الذاتي لشِبه جزيرة القرم في الانتخابات التي تجري بحضور مراقبين دوليين. وستشمل العملية إزالة أي غموض حول وضع أسطول البحر الأسود في “سيفاستوبول”.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه