2021-09-26 

اليوم الوطني 91

محمد بن فهيد

ما يدعونا للفخر والاعتزاز أن المملكة العربية السعودية تحتفل في الثالث والعشرين من سبتمبر في كل عام ؛بيوم توحيدها الوطني مع شعبها المعتز بانتمائه لهذه الأرض الأبية والدولة العصية، التي لم ولن تخضع لأي سلطة استعمارية أو أي وصاية دولية حتى يوم توحيد شتاتها على يد قائد وحدتها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود "طيب الله ثراه" ؛كأحد أهم الأسماء والقادة المؤثرين في الجغرافيا الحديثة الذين صنعوا التاريخ لدولتهم ولم تصنعهم تواريخ وأحداث الدول الأخرى ، فعندما أراد توحيد وطنه جاء من الداخل المجتمعي الذي ينتمي له؛ فقد أسس وطناً عربياً اًصيلاً على أسس شهادة الإسلام الذي لا يدين إلا لربه.

 

 

وهذا ما يجعلنا قيادةً وشعباً في حالة دائمة من السلام والتواصل مع الجميع ولذا نجد أن حكومة المملكة العربية السعودية على امتداد الخط السياسي وتعاقب ملوكها لم تضع في أجندتها السياسية سواء الداخلية أو الخارجية أي حسابات سواء بالعداء أو بالمحاباة كرد فعل لازم طبيعي لمحتل أو مستعمر، مما جعل لنا ثقافتنا الخالصة التي لم تخالط ثقافة أجنبية أخرى، ولنا هويتنا السعودية الأصيلة والمؤثرة والتي نتشارك بها مع محيطنا العربي والعالمي دون ضياع أو عزلة.

 

 

والناظر بإنصاف وعدل إلى سلوك السياسة الخارجية السعودية ونشاط أدواتها الدبلوماسية، سيرى الحكمة والاتزان والمبادرة ، والدخول من الأبواب الأمامية للدول التي ترتبط معها بعلاقات دبلوماسية أو مصالح مشتركة وكذلك مع المنظمات الدولية المتعددة ،وهي من أوائل الدول التي أسست وشاركت ونادت بضرورة توحيد الصف العربي ومنع التناظر السياسي الفوضوي في كل القضايا والأحداث السياسية ، فهي التي صنعت اللبنات الأولى مع الدول المؤسسة لجامعة الدول العربية، وفي نسيجها الخليجي باركت وأيدت واحتضنت مجلس التعاون الخليجي ولم تحد عنه ولم تخرج عن خط سيره وميثاق نشأته ، وكما كانت السبّاقه إلى تكوين واحتضان منظمة العالم الإسلامي لتوحيد الجهود وتشارك القضايا المتعددة في كافة المستويات والتي تهم شعوب وحكومات دول العالم الإسلامي، وهذا مؤشر موضوعي وجاد، على أن الرياض لم تتخلى يوماً عن امتداداها العربي والإسلامي والخليجي بل كانت الأكثر تأثيراً بشكل إيجابي في بنائية هذه المنظمات وفي القضايا البينية بين أعضائها والقضايا المشتركة وبما يضمن التماسك وتحقيق الأهداف التي نشأت من أجل هذه المنظمات.

 

 

وهذا يقودنا إلى المسؤوليات الكبرى التي تلقتها السعودية على عاتقها وساهمت في قيادة الكثير من المبادرات السياسية الناجحة، واحتضان المفاوضات الهادفة بين أعضاء هذه الدول، بقالب سياسي أخلاقي بعيداً عن المصالح الآحادية أو الطرق التخريبية الخفية التي انتهجتها بعض الدول في الجوار وفي الشرق الأوسط لفرض طرف على آخر أو لتقويض مشاريع وطنية أو لاستمالة حزب أو فئة ضد المصلحة الوطنية العليا في هذه الدول. إذا فهناك عدة عوامل تفاعلت تاريخياً وساهمت استراتيجياً بأن نحتفل باليوم الوطني لتوحيد المملكة لا استقلالها، ونحن في قمة الاستقرار السياسي والتأثير الإيجابي الفعّال في النسق الدولي والمحيط العربي؛ وهي النشأة والتكوين المستقلين عن الدول الكبرى المستعمرة ، والعلاقات الدولية المتوازنة بين المملكة وبقية الدول والمنظمات الدولية سواء الثنائية أو متعددة الأطراف، والسياسات الخارجية الأخلاقية والبنّاءة، وكذلك تلاحم الشعب السعودي مع أرضه ومؤسسة الحكم بالانتماء والافتخار، وأخيراً النظام السياسي السعودي الفريد القائم على الشورى والحكم الرشيد والأبواب المفتوحة، ولعل تجاوز المملكة العربية السعودية حقبة فوضى الربيع العربي دون تأثر بل كانت أكثر تقدماً وتنميةً واستقراراً بحكمة القيادة السياسية ووعي أطياف المجتمع والثقة المتبادلة مع ولاة الأمر وحبهم الثابت لهذه الأرض .

 

 

ويحتفل الشعب السعودي النبيل والحكومة السعودية الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان نائب رئيس مجلس الوزراء، ولي العهد، وزير الدفاع، باليوم الوطني السعودي الواحد والتسعين بكل تقدير وفرحة وابتهاج لهذ الوطن الطموح ومستقبله المشرق، فهمتنا السعودية التي شبهها سمو ولي العهد "بجبل طويق" هي معيار القوة والثبات للشعب السعودي دائماً.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه