2021-03-12 

المشاريع العملاقة ترسم مستقبل #الشرق_الأوسط

الرياض بوست

 

كشف تقرير صدر مؤخراً عن شركة استراتيجي آند الشرق الأوسط، وهي جزء من شبكة شركات "بي دبليو سي"، أنه ينبغي للمشاريع التطويرية العملاقة، وهي أكبر المشاريع الإنشائية والتنموية في الشرق الأوسط، أن تأخذ بعين الاعتبار عند إطلاقها تبني مفهوم إنشائي متماسك قابل للتكيف، يركز بشكل رئيسي على العملاء، وذلك حتى تتمكن من تحقيق النجاح والإيفاء بوعود التنمية الاجتماعية والاقتصادية على نطاق واسع. 

ويلقي التقرير الذي صدر تحت عنوان "المشاريع التطويرية العملاقة في الشرق الأوسط: تحديد المفاهيم الناجحة التي تجتاز اختبار الزمن" الضوء على هذه المشاريع التنموية متعددة الاستخدامات والتي تمتد على مئات الآلاف من الأمتار المربعة. حيث يتم اللجوء إليها في مختلف أنحاء العالم كما في الشرق الأوسط، لدفع عجلة التطور والتنمية وفق أجندة اجتماعية واقتصادية واسعة النطاق، والإسهام في تحقيق الطموحات الوطنية الكبرى. وتشمل الأهداف المنشودة تقديم رؤى وخطط جديدة ومحسنة لتطوير المجتمعات العمرانية بهدف تحسين مستوى حياة السكان بشكل عام، وإعادة إحياء المناطق المهملة أو غير المستغلة بالشكل الكافي، وتطوير قطاعات اقتصادية معينة كالسياحة، والتصنيع، والخدمات المالية، وإلقاء الضوء على الثقافة الغنية للبلاد لتعزيز مكانة الدولة على الصعيد العالمي.

ففي دولة الإمارات العربية المتحدة على سبيل المثال، تم تحويل قطعة أرض فضاء قاحلة إلى وجهة سياحية عالمية وواحدة من أكثر المناطق السكنية جاذبية في المدينة، وهي ما أصبحت تعرف اليوم بوسط مدينة دبي. ويعد وسط مدينة دبي مثالاً ناجحاً على المشاريع القابلة للتكيّف. إذ وعلى الرغم من انتهاء تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع في العام 2009 خلال فترة الركود الاقتصادي، فقد حقق هذا المشروع نجاحاً ساحقاً للشركة المطورة، والمستثمرين، والمقيمين فيه، ولملايين الزوار الذين لا زالوا يتوافدون عليه من كل حدب وصوب. من ناحية أخرى، يضمّ مركز دبي المالي العالمي، الذي يعدُّ مركزاً رائداً للخدمات المالية في الشرق الأوسط، أكثر من 2,200 شركة مسجلة يعمل فيها أكثر من 24 ألف موظف.وإظهاراً لمرونة المفهوم الأولي، يتوسع المركز حالياً لجذب شركات التكنولوجيا المالية والخدمات المهنية المختلفة.

وفي معرض تعليقه على هذه النقطة، قال كريم عبد الله، وهو الشريك في استراتيجي آند الشرق الأوسط، والمسؤول عن المنصة العقارية في الشركة "إن المشاريع العملاقة كتلك التي نراها في دبي، أو حتى مشروعكاناري وورف في لندن، قادرة حال نجاحها على تحقيق أثر مستدام. إلا أن تحقيق هذا النجاح ليس بالأمر الأكيد على الإطلاق. ومع احتياجها إلى رؤوس أموال هائلة، وعموماً إلى أكثر من عقد من الزمن لتنفيذها، فمن الضروري أن ترتكز هذه المشاريع منذ البداية على مفهوم يهيء لها الأرضية اللازمة للنجاح في المستقبل، ويتيح لها التكيف مع أية أحداث ليست في الحسبان، كوباء كوفيد-19 الحالي على سبيل المثال".

وبغية ضمان النجاح المستدام، حدد تقرير استراتيجي آند ثلاثة مبادئ توجيهية محددة، وهي:

  1. الانسجام مع السياق العام للمشروع

المبدأ الأول هو الانسجام مع السياق العام للمشروع. ويعني هذا من الناحية العملية البدء بفهم واضح وشامل للسياق الخارجي للمشروع، بما في ذلك القيود المفروضة عليه. وهذا من شأنه أن يسمح لمختلف الأطراف المعنية تحديد الفرص المتاحة بشكل مناسب بهدف تلبية الطلب المتوقع وتعزيز المفهوم.

وفي هذا الإطار، قال رامي صفير، الشريك والمسؤول عن قطاعات الأعمال العائلية، والاستثمارات المتعددة القطاعات، والعقارات وأسواق المستهلكين في استراتيجي آند الشرق الأوسط: "تكمن أهمية المباشرة بمبدأ الانسجام مع السياق في فهم مصالح واحتياجات وتفضيلات أصحاب المصلحة الرئيسيين، بما في ذلك المستخدمين النهائيين الذين يحدِّدون الطلب الأساسي، والشركاء الذين يستثمرون في الأصول، ويطورونها، ويشغلونها، والهيئات التنظيمية، والموظفين، والمجتمع الأوسع".

2. الوضوح والتماسك والتركيز على العملاء

يقضي المبدأ الثاني الذي من شأنه أن يضمن النجاح بتبني مفهوم يتّسم بتركيز واضح وأولويات محددة جيداً، وهو ما يتناقض إلى حد كبير مع المقاربة التي يتم اللجوء إليها في العادة وهي "كل شيء يناسب الجميع"، مما يؤدي في كثير من الحالات إلى مفاهيم سيئة التحديد، ومشاريع باهتة لا تتّسم بالجاذبية ولاتتمتع بأية مزايا مختلفة. ويتعين على المعنيين عند تبني نهج يركز على العملاء في أي مشروع عملاق أن يطرحوا على أنفسهم عدداً من الأسئلة الهامة: من هي الشريحة المستهدفة بالمشروع؟ ما العناصر التي يحتاج إليها المشروع للمضي قدماً؟ ما الذي يتعين بناؤه بالضبط؟ وماهو المنتج النهائي الذي ينبغي تقديمه؟

 

تعليقاً على ذلك، قال سامي خواجة، المدير الأول في استراتيجي آند الشرق الأوسط: "عادة ما تتميز المشاريع العملاقة الأكثر نجاحاً في العالم، باتساق الرؤية، والفئات المستهدفة، وعروض القيمة، وعناصر المشاريع مع السياق العام للمشروع، وتماسكها التام في ما بينها، وهذا ما يضمن بالتالي تنفيذ هذه المشاريع على الوجه الأمثل وتسليمها بأكثر الوسائل فعالية".

  1. المرونة

المبدأ الثالث والأخير هو التحلي بالمرونة، خصوصاً في مواجهة التغيرات الحتمية التي تطرأ على السوق والتذبذب في تفضيلات العملاء. وللتحلّي بالمرونة، يمكن أن يحرص المطورون على أن تتضمَّن مشاريعهم العملاقة وسائل تضمن تحقيق تدفقات إيرادات ثابتة وكبيرة ومتكررة قادرة على تغطية النفقات التشغيلية وتوفير مصدر تمويل للمراحل اللاحقة في حال جفاف التمويل.

وأضاف كريم عبد الله :"في استطاعة المطورين أيضاً اللجوء إلى نماذج شراكة جديدة تتمتع بمزيد من الكفاءة في تخصيص الأموال المتاحة وإدارة المخاطر والحد منها. وفي حالة تجار التجزئة والشركات التجارية على سبيل المثال، قد تسمح التزامات المستأجرين المسبقة للمطورين بتكوين صورة معقولة عن حجم الطلب المتوقع، في حين أنه في حالة الأصول السكنية، يمكن الاعتماد على المبيعات المسبقة في تعزيز التدفقات النقدية للمشروع. ومن شأن التحول نحو استخدام مطورين من الباطن أن يسهم أيضاً في الحد من النفقات الرأسمالية والمخاطر".

وتجدر الإشارة إلى أن تبني نهج مرن سيحتِّم على المطورين أيضاً اختبار توقعاتهم المالية في ظل سيناريوهات مختلفة، فضلاً عن اعتماد إجراءات مؤسسية قادرة على ضمان استمرارية المشاريع وإنشاء هيئة تنظيمية متخصصة يمكنها وضع مبادئ توجيهية ومقاربات مصممة خصيصاً لمشروع بعينه.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه