2021-02-26 

بداية أم انتظار؟ ​

رندا الشيخ

 

البدايات. تلك الكلمة اللذيذة التي تغرينا بالإقدام والإندفاع نحو ما نريد، مهما كان الطريق إليه وعراً. لكنها رغم ذلك، قد تسمح للتسويف أن يخدّر عزائمنا ويخدعها!
قد نعقد العزم على البدء، وقد لا نحظى أحيانا ببداية صريحة تفصح عن وجودها، ولا ندرك أننا بدأنا في الأساس إلا حين نلمح محطة الوصول وهي تلوح لنا من بعيد، فنكتشف فجأة أننا ودون أن نشعر.. عشنا أجمل البدايات! تلك التي تأتي دون أدنى سعي منا، وتنطلق بنا نحو رحلة لم ندفع ثمن تذاكرها، أو نحزم حقائبنا استعدادا لها. فنجد أنفسنا مستمتعين بالتفاصيل دون أن يزعجنا التساؤل القلق الذي يلازم التخطيط: "ماذا لو؟".
لكن يا قارئي العزيز، ماذا لو لم نكن ممن كتب له أن تأتيه تلك البدايات طارقة بابه؟ من يتحمل حينها مسؤولية تخاذلنا المرّ الذي يوهمنا بأننا نمسك بإحكام بيد الوقت؟
الحقيقة هي أننا نظلم أنفسنا كثيراً حين نتقاعس بحجة الصبر، ونتخاذل بحجة وجود المشاكل أو الآخرين كعقبة في طريقنا الخالي، ونتعامى بحجة قلة الفرص التي تغمر الأرض، فنتمتم واهمين: لم تأت الفرصة بعد لنبدأ!
البداية هي خطوات لا علاقة لها بالإنتظار، بل تستلزم العمل الفعلي الآنيّ لتحقيق أهدافك صغيرة كانت أم عظيمة، خاصة وأننا نعيش في عصر أصبحت فيه الحياة ترتدي ثوب السرعة وحذاء العدْو!
أختم مقالي بالقول، بأن الوصول هي رحلة بناء تخفي في ثناياها العديد من البدايات. ويوماً بعد يوم، أزداد يقينا بأن عبارة "سأبدأ غدا أو قريبا أو في الوقت المناسب" ماهي إلا مخدر يقتل ببطىء أي شغف أو حماس، وتكرارها قد يتوه بنا عن الطريق، فنصحو في محطة لم نكن يوماً نستحق المرور بها.
ترى.. هل ستنتظر؟ أم ستبدأ اليوم؟

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه