2015-10-10 

العقول تستنبط الحلول!

سامي النصف

مع بدء الحرب العالمية الثانية تقدم تشرشل بطلب للرئيس روزفلت بتقديم السلاح للمملكة المتحدة، وكان صعبا على روزفلت، وقد أخرج للتو بلده من الكساد العظيم، أن يصنع سلاحا لجيشه وسلاحا آخر يقدمه هدية لبريطانيا، لذا وصلوا إلى حل عبقري غير مسبوق في التاريخ أخل بموازين الحرب ومنع اجتياح انجلترا، وهو مشروع «تأجير السلاح»، أي للولايات المتحدة أن تؤجر ترسانة أسلحتها لحليفتها، وبالطبع قد يكون ثمن تأجير جميع تلك الأسلحة.. دولارا واحدا! نقض الإبداع والاختلاف على كلفة الجيوش والمعدات هما ما قضى على مشروع إعلان دمشق، وقبل ذلك على تفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك. *** في عام 1949 تم خلق حلف الناتو وبدأ منذ عامه الأول في القيام بالمناورات المشتركة لجيوشه، ومثل ذلك حلف وارسو الذي أنشئ عام 1955، وفي عام 1950 أعلن عن خلق مجلس دفاع عربي مشترك من 8 دول منها: المتوكلية اليمنية والمملكة المصرية والجمهورية الفلسطينية اعتبر التعدي على أي دولة عربية تعديا على كل الدول العربية وتجيش الجيوش العربية لصده، ومنذ ذلك اليوم لم يعلن عن مناورات عسكرية مشتركة مما جعل تلك الاتفاقية حبرا على ورق، وحسنا فعلت السعودية بالدعوة إلى مناورات خليجية ـ مصرية ـ عربية مشتركة، فالعرب أمة في خطر وإذا لم تحرك جيوشها لحمايتها، فما فائدة تلك الجيوش؟ *** وبسبب غياب المناورات العربية المشتركة، صاحب تحرك الجيوش العربية نكبات كبرى في 1948 ونكسات أكبر 1967، وفي عام 1961 طلب الرئيس عبدالناصر من الكويت أن تسحب القوات البريطانية التي قدمت على عجل من البحرين لحمايتها من تهديدات عبدالكريم قاسم مقابل أن تستبدل بقوات من الجامعة العربية وهو ما تم، وخلال عام وعلى اثر حدوث انفصال سورية عن مصر في سبتمبر 62 تم سحب الجيشين المصري والسوري خوفا من تصارعهما على أرض الكويت وتلاه سحب جيوش أخرى حتى لم يبق على الحدود إلا 300 ضابط وجندي لقوات الجامعة رغم بقاء تهديدات قاسم، مما اضطر الكويت للدخول في مفاوضات سرية مع نظام قاسم أتت تفاصيلها في كتاب الوزير في عهد قاسم إسماعيل عارف ولم يوقفها إلا الانقلاب النهاري على نظام الزعيم.. الذي لا ينام! *** آخر محطة: (1) من يعترض على عاصفة الحزم التي جاءت بطلب من القيادة الشرعية المنتخبة ممثلة في رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، فعليه أن يبرر سبب عدم اعتراضه على دخول الجيش السوري ضمن قوات الردع العربية عام 76 بناء على طلب رئيس الجمهورية سليمان فرنجية، رغم اعتراض رئيس وزرائه الذي يمثل أغلبية الشعب اللبناني آنذاك، مع فارق عمل عسكري يوقف حربا أهلية وعمل عسكري ساهم في بقائها 17 عاما واغتال أغلب زعمائها! (2) الضمان الوحيد لخلق جيش عربي مشترك يطفئ الحروب الأهلية ويردع الغزو الخارجي هو عبر تكفل كل دولة بمصاريف جيشها، مع فتح المجال لتأجير المعدات واستعارة الطيارين والطائرات وغيرها من موارد بشرية، حيث إن هناك نقصا شديدا في الكوادر المؤهلة. *نقلاً عن "الأنباء" الكويتية

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه