2020-09-16 

التوعية بمشاكل #الأسنان يترتب عليها حفظ #المال!!

د. منذر ضياء الدين بامخرمة

ذكر لي أحد المراجعين ذات مرة أنه لم يعد بحاجة لعمل تقويم لإبنه فقد أثمر حفاظه على أسنانه اللبنية وعدم خلعها قبل أوانها لحين ظهور الدائمة صف أسنان مثالي وبذلك أبقى على نفسه الكثير من المال، في حين أن آخر قام بعلاج أسنانه في مرحلة أولية من التسوس فاستبقى لنفسه الكثير من المال ما كان ليبقى لو عالج في مرحلة متأخرة، بينما يظن البعض منا أن خلع الأسنان علاج ناجح وغير مكلف. 

 

إلا أن خلع سن واحد من شأنه أن يؤدي الى اختلاف صف الأسنان في الفم كاملا ومما ينتج عنه في بعض الحالات معضلة تحتاج إلى تقويم ومن ثم زراعة أو تركيبات دائمة، فكم ستكون تلك التكلفة مرهقة، وبما أن إهمال الأسنان من دوره أن ينتج مشاكل لا يُحمد عقباها إلا أن في بعض الحالات زيادة العناية بها بشكل خاطئ من شأنه أن يلحق الضرر بالأسنان فخير الأمور أوسطها على سبيل المثال تنظيف الأسنان الدائم بشكل أفقي على خط واحد ينتج عنه نَشْرَ الأسنان مثل ما ينشُرُ المِنشارُ الخشب مما تؤدي الى تآكل مينا الأسنان مع مرور الوقت فعلينا اتباع طريقة التنظيف السليمة )سأُخصص لها مقالاً مستقلا).

 

  هنالك أيضاً مادة الفلورايد المتواجدة في الطبيعة بشكل أساسي وتتوفر في المياه بكميات متفاوتة ومن شأنها أن تحافظ على الأسنان من التسوس ولكن وجودها بكمية كبيرة في مياه الشرب يسبب تشوهات للأسنان. وبطبيعة الحال بعض العادات السيئة التي من شأنها خلق مشاكل في تكوين صف الأسنان وقد تحتاج لسنوات من العلاج إذا لم تعالج في وقت مبكر كعادة مص الإصبع لدى الأطفال. إضافة إلى الزيادة المبالغ فيها في تناول الحمضيات مثل الليمون، الذي يعمل على زيادة مستوى الأحماض فينتج عن ذلك ذوبان مينا الأسنان فعلينا غسل الفم جيدا بعد تناولها.

وأذكر لكم أنه حتى في بعض الحوادث التي تواجهنا أثناء عملنا كأطباء نقوم بإعادة السن الخارج من العظم بالكامل إلى موضعه ليعود بعد فترة إلى الثبات مجددا في معظم الحالات التي يُحتفظ به في حليب بارد أو في ماء مملح أو في الفم نفسه وعليه مراجعة أقرب طبيب ليقوم باللازم.

 

كان ولا زال موضوع المحافظة على الأسنان محل إهتمام الإنسان قديماً وحديثاً فقد ظهر ذلك على الرسومات الفرعونية، قبل آلاف السنين مروراً بالأتروسكان، ،والرومان. 

 

وعُرِفَتْ في عصرنا هذا العديد من التغيرات خلال حقب مختلفة من الزمان تطورت خلالها العلوم وأصبحت الأمور أسهل مما كانت عليه وأكثر أمآناً وأجدى فاعلية ولكن مما يجب أن يذكر أنه لا توجد مادة أو آداة من شأنها أن تعيد إليك ما أوجده الله فيك مهما كانت إيجابياته ومميزاته، فإحساسك حينما تستلذ بما تأكل وشعورك وأنت تحتسي فنجان شاي أو كوب ماء  بارد لن يعود كما كان إذا فقدت أعصاب أسنانك ، فمن شُكر النِعم المحافظة على صحة الإنسان لبدنه وفي ذلك من حفظ المال الشيء الكثير. 

                     

 

 

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه