2020-08-16 

الجبال #السعودية.. قيمة #اقتصادية مضافة وقوة ناعمة

يوسف بن عبدالله الوابلي

 

حبا الله المملكة العربية السعودية بثروات طبيعية متنوعة تشكل ميزة تنافسية كبيرة يندر أن تتوفر بهذا التنوع في أي بلد في العالم. من هذه الثروات الطبيعية، قمم الجبال الشاهقة في جنوب المملكة، حيث تشكل وجهات سياحية جميلة من شأنها تحقيق قيمة اقتصادية مضافة للاقتصاد الوطني.

 

قمم الجبال السعودية بارتفاعاتها التي تعانق السحاب، واعتدال مناخاتها طوال العام، إضافة إلى تشكيلاتها الجيولوجية الضاربة في أعماق العصور السحيقة،  وصخورها  الجميلة الأخاذة بألوانها المتعددة تعتبر قيمة اقتصادية مضافة وقوة ناعمة .

 

نظرًا للقيمة البيئية للجبال ولأهميتها الحياتية اعتمدت هيئة الأمم المتحدة في مؤتمرها المعني بالبيئة والتنمية، يومًادوليًا للجبال يوافق يوم 11 كانون الأول/ ديسمبر من كل عام ، اعتبارًا من عام 2003، كتدشين لإدارة النظم الإيكولوجية للتنمية المستدامة للجبال" وقد شكل ذلك حدثًابارزًا في تاريخ تطور الجبال. وبهذا الحدث الدولي. اكتسبت الجبال مكانة رفيعة على جميع المستويات وعلىكافة الأصعدة، وحثت المجتمع الدولي على تنظيم الفعاليات العلمية والاجتماعية لإبراز أهمية التنمية المستدامة للجبال تزامنًا مع يومها الدولي.

 

عطفاً على ماسبق، فإن هناك اهمية اقتصادية للجبال، وذلك من خلال جذب الشركات الاستثمارية العالمية المهتمة بسياحة الجبال من خلال النشاط السياحي المرتبط بالجبل والرياضات الجبلية من مغامرات الاكتشاف، تسلق الجبال، اكتشاف الكهوف والمغارات والمناظر الطبيعية الخلابة التي يلجأ إليها السياح للاسترخاء والتأمل والتواصل مع الطبيعة للتخلص من ضغوط حياة المدينة الحديثة.

 

لقد ظهرت سياحة الجبال في أوروبا منذ القرن التاسع عشر مع اكتشاف خاصية الجبل كمكان للاسترخاء النفسي وممارسة مختلف الرياضات الجبلية، وقد انتشر هذا النوع السياحي في العالم كثقافة السياحة الجبلية المرتبطة بالبيئة والطبيعة. 

 

تعززت السياحة البيئية منذ القرن التاسع عشر إبان ظهور ملامح المدينة الحديثة وضغوطاتها المتزايدة، وهنالك تطورمفهوم الوجهات البيئية كمنتجعات "ساوثند" و"مارجيت" و"بلاكبول" في أوروبا ، ومنتجعات جبال الأطلس في المغرب والجزائر ومنتجعات ومغارات لبنان .

 

وهنالك تجربة سياحية رائدة في السياحة الجبلية طورتها مدينة زانغجياجي Zhangjiajie الصينية التي تقع في الشمال الغربي لمقاطعة هونان في الصين، التي تشتهر  بجبالها العمودية الخضراء، والتي ضمتها اليونيسكو إلى قائمة التراث العالمي في عام 1992، وقد حرصت الصين على استغلال تلك المناطق والمرتفعات الجبلية كوجهات جذب سياحية عالمية، مما ساعد على  تنمية المناطق الريفية من حولها، واصبحت منطقة سياحية ضخمة، فخلال 23 سنة فقط أصبحت هذه المنطقة  وجهة سياحية جاذبة، وأصبحت تعج بالحركة السياحية القادمة من مختلف دول العالم على مدار العام ، حيث تحسنت أحوال الفلاحين  في تلك المناطق الريفية، بإقامتهم النزل الريفية والمناشط السياحية الأخرى.

 

لنعود إلى السياحة الجبلية في المملكة، فماذا لو تم استغلال الجبال وقممها كوجهات سياحية " على سبيل المثال لا الحصر " قمم جبال طويق و طميّة وقطن في وسط السعودية وسلسلة جبال السروات بقممها الشاهقة الممتدة من شمال إلى جنوب المملكة العربية السعودية وتطويرها كفرص استثمارية سياحية للمستثمرين الأجانب المتخصصين بصناعة سياحة الجبال. والتي سوف تتحول لمزارات سياحة مستمرة للسياح الأجانب من خارج السعودية، هذا عطفاً على التنمية التي سوف ترفع وتعزز جودة الحياة في المجتمعات المحيطة بتلك الجبال اقتصاديًا وإجتماعيًابالإضافة إلى استغلالها كقوة ناعمة لتعريف السياح الأجانب بتراثنا الأصيل من خلال المجتمعات المحلية المستوطنة في هذه الوجهات، لاسيما وأن الانسان السعودي مضياف كريم بطبعه وطبيعته.

 

*متخصص بتطوير الشراكات الدولية .

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه