2020-05-26 

"يجب إستغلال الأزمة".. إستراتيجية صندوق الاستثمارات العامة زمن كورونا

من لندن علي حسن

أكدت صحيفة فاينانشال تايمز في تقرير ترجمته الرياض بوست أن رسالة ياسر الرميان محافظ صندوق الاستثمارات العامة، في مؤتمر افتراضي شارك فيه أكثر من 2000 مصرفي ومدير تنفيذي في أبريل حين أكد بأنه "لا نريد أن تضيع الأزمة.. لذا بالنسبة لنا ، نحن بالتأكيد ندرس أي فرص "، لم تكن مجرد كلمات .

 

وأوضح التقرير " لم يخفي الصندوق السعودي الذي تبلغ قيمته 325 مليار دولار طموحاته منذ صعود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قبل خمس سنوات..ومع تفشي جائحة كورونا و"المذبحة الاقتصادية" في جميع أنحاء العالم ، كثف صندوق الاستثمارات العامة من تحركاته ليصبح أكثر صناديق الاستثمار نشاطًا ."

 

 


و بعد ثلاثة أيام من المؤتمر ، كشفت الوثائق التنظيمية الأمريكية أن الصندوق حقق أحد أكبر رهاناته على الشركات التي تأثرت بالأزمة العالمية، بعد أن استحوذ على حصة 5.7 في المائة بقيمة حوالي 500 مليون دولار في شركة Live Nation ، وهي شركة ترفيه مقرها الولايات المتحدة. وقبل ذلك استحوذ على 7.3 في المائة من شركة Carnival ، مما يجعله ثاني أكبر مساهم في أكبر مشغل لخطوط الرحلات البحرية في العالم.

 

 

كما استثمر الصندوق أيضًا في حوالي 20 شركة أمريكية وأوروبية كبرى ، مثل BP و Royal Dutch Shell و Total و Boeing و Citigroup و Disney و Facebook. واستحوذ الصندوق على حصص في هذه الشركات بقيمة 7.7 مليار دولار على الأقل في الأشهر الثلاثة الأولى من العام. 


ويشير التقرير " كانت هذه مجرد استثمارات معلنة، فيما يقود الصندوق بشكل منفصل ، تحالفا لشراء نادي نيوكاسل يونايتد مقابل 300 مليون جنيه استرليني."


وفي هذا السياق قال مصرفي كبير في لندن: إنهم (السعوديون) يرون الكثير من الفرص ، والكثير من احتياجات رأس المال التي ستتيح لهم الوصول إلى الأعمال التجارية... هل التوقيت سيء أو جيد؟ لن نعرف ذلك إلا بعد ثلاث سنوات أخرى ".


هذا ورغم تحذيرات بعض المراقبين من أن هذه التوجه الاستثماري قد يكون محفوفا بالمخاطر، يؤكد الرميان أن هذا الوقت هو فرصة الصندوق لتوسيع محفظته في سعيه لزيادة أصوله إلى 2 تريليون دولار بحلول عام 2030.


وقال الرميان في مؤتمر نيسان / أبريل: "إذا نظرت إلى قطاعات مختلفة ، مثل شركات الطيران ، والنفط والغاز ، والترفيه ، فقد توقفت جميعها بسبب توقف الاقتصاد..لذا نعتقد أنه بمجرد انفتاح الاقتصاد سنرى الكثير من العوائد".

 

 

و يقول بعض المصرفيين والاقتصاديين أن الاستثمارات في Carnival و Live Nation يتناسب مع أهداف الأمير محمد بن سلمان في تطوير قطاعي الترفيه والسياحة. 


ويقول محلل سعودي أن صندوق الاستثمارات العامة سعى في السابق من أجل جذب شركة سفن سياحية إلى البحر الأحمر ، حيث يخطط لتطوير مشروع سياحي راقي ومدينة نيوم ، وهي مدينة مستقبلية بقيمة 500 مليار دولار. 

 

 

وأضاف أن الصندوق درس لاحقًا إنشاء شركة خاصة ، لكن تم التراجع عن الفكرة بسبب التكلفة.

 

 

وتابع "ثم انخفض سعر شركة كرنفال ، لذلك كانت الفكرة هو الاستثمار في هذه الشركة بسعر منخفض لدعم أعمالها ورفع قيمتها عند عودة الحياة إلى طبيعتها بنهاية الأزمة." 


وفي سياق متصل يشير المحلل "بالنسبة لشركات النفط ، هناك قناعة بأن الأسعار لن تبقى كما هي ، وأن هذه شركات مقومة بأقل من قيمتها ، لذا فهي استثمار تكتيكي قصير الأجل".

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه