2020-05-06 

تنامي الإسلاموفوبيا يهدد بتدمير العلاقات الهندية الخليجية

من واشنطن خالد الطارف

أكدت مجلة فورين بوليسي في تقرير ترجمته الرياض بوست أت تنامي الاسلاموفوبيا في الهند يهدد مكاسب نيودلهي وعلاقات الشراكة التي أسستها خلال السنوات الماضية مع دول الخليج العربي.

 

 

وأوضح التقرير أن العلاقات التي نجحت نيودلهي بعناية فائقة في صياغتها على مدى السنوات الخمس الماضية - بالاعتماد على جهود الحكومة السابقة - أصبحت الآن معرضة لخطر كبير، حيث بدأت التطورات المحلية التي تستهدف 200 مليون مسلم في الاضرار بالإنجاز الدبلوماسي للهند."

 

و يشير التقرير إلى أنه ورغم العدد المنخفض نسبيًا للإصابات والوفيات بفيروس كورونا ، فقد واجهت الجالية المسلمة في الهند اعتداءات كبيرة ، انتشرت عبر شبكات التواصل الاجتماعي، خلال أزمة كورونا.

 

 

ويؤكد التقرير أن أعضاء حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم متورطون في هذه الاعتداءات التي جاءت في أعقاب أنباء عن أن جماعة التبليغ ، عقدت اجتماعا سنويا كبيرا في منطقة نظام الدين في نيودلهي في أوائل مارس ، رغم إجراءات الحجر الصحي في البلاد.

 

ويتابع التقرير " ليس هناك شك في أن عقد هذا الاجتماع - على الرغم من المعرفة المسبقة بإجراءات مجابهة الوباء كان طائشًا، لكن الإساءة الصارخة للمسلمين في الهند تعرض الآن للخطر النهج الدبلوماسي المصمم بعناية من نيودلهي تجاه الشرق الأوسط ، وخاصة تجاه دول الخليج."

 


و في خطوة علنية ، أعربت الأميرة الإماراتية هند القاسمي، عن استيائها من ارتفاع خطاب كراهية الإسلام بين الهنود. وغردت على حسابها على تويتر يوم 4 مايو قائلة "أفتقد الهند المسالمة" .

 

وجاء ذلك بعد أن سلطت الضوء على تغريدة من هندي يعيش في الإمارات مؤكدة أنها "عنصرية وتمييزية بشكل صريح" ، مذكرة بأن عقوبة خطاب الكراهية يمكن أن تكون غرامة وحتى الطرد. 

 

 

وقد جاءت هذه التطورات بعد إنتقادات مماثلة لمعاملة حزب بهاراتيا جاناتا للمسلمين الهنود من جميع أنحاء العالم الإسلامي ، بما في ذلك من منظمة التعاون الإسلامي ، التي حثت الهند على اتخاذ خطوات عاجلة لحماية حقوق الأقلية المسلمة. 

 


ويشير التقرير " الانتقادات الأخيرة مدمرة بشكل كبير لصورة الهند ، حيث عملت الهند بنشاط لإصلاح علاقاتها الإشكالية التاريخية مع المجموعة التي وجهت دعوة لنيودلهي كضيف شرف في الاجتماع السنوي لمنظمة التعاون الإسلامي في أبو ظبي ، في مارس 2019 ."

 

 

ويضيف التقرير " هذا التحول في الأحداث يجب أن يكون مصدر قلق لحكومة مودي."

 

 

وفي سياق متصل يؤكد التقرير " كان التواصل الدبلوماسي النشط لحكومة مودي مع دول الخليج والاعتراف المتزايد بالفرص الاقتصادية المتزايدة للهند ، حتى وقت قريب ، يحمي الهند من الانتقادات الرسمية بشأن الطبيعة التمييزية لقانون الجنسية الجديد في الهند ، وكذلك التقارير المتزايدة حول العنف ضد المسلمين بعد إعادة انتخاب مودي في مايو 2019. لكن يبدو أن إلقاء اللوم على المسلمين في انتشار فيروس كورونا في الهند هو خطوة يمكن أن تقوض علاقات الهند مع شركائها الخليجيين. وأحد العوامل الرئيسية في ذلك هو أن نهج الهند تجاه المسلمين لم يعد مجرد مسألة داخلية إذا أن مواطنيها المقيمين في الخليج يروجون أيضًا لمعادية الإسلام."

 

 

وقد دفعت الانتقادات الهند، إلى إطلاق حملة للحد من الأضرار. وفي تغريدة باللغة الإنجليزية في 19 أبريل ، تم توجيهها بالتأكيد نحو كل من الجمهور المحلي والدولي ، كتب مودي أن وباء كورونا "لا يرى العرق أو الدين أو اللون أو الطبقة أو العقيدة أو اللغة أو الحدود". 

 

 

كما دفع تنامي خطاب الكراهية من قبل الهنود المقيمين في دول الخليج إلى إصدار بيان غير مسبوق من السفير الهندي لدى الإمارات يحذر فيه من التمييز وخطورة تنامي خطاب الكراهية.

 

 

كما حثت سفارات هندية أخرى المغتربين الهنود على البقاء يقظين ضد التصريحات التي قد تثير الخلاف الديني. وإدراكا للحاجة إلى مزيد من تهدئة المخاوف المتزايدة ، تحدث وزير الشؤون الخارجية الهندي ، سرحانيام جايشانكار ، إلى نظرائه في الإمارات وقطر وعمان والمملكة العربية السعودية لتأكيد أن الهند ستستمر في توفير الإمدادات الغذائية للمسلمين خلال شهر رمضان المبارك، وتوفير المستلزمات الطبية المطلوبة لمكافحة الوباء للمسلمين.

 

 

ويشير التقرير " في الوقت الحالي ، يبدو أن دبلوماسية الطوارئ التي تبنتها الحكومة الهندية نجحت، حيث رحبت معظم دول الخليج بالتوضيحات التي قدمتها نيودلهي وأبدت رغبتها في الحفاظ على العلاقات الودية وتعميقها، لكن السؤال المطروح هو ما إذا كانت الهند قادرة على وقف خطاب الكراهية الذي يبدو أنها أطلقته - ليس فقط لتهدئة الأمور محليًا ولكن أيضًا لمنع المزيد من الإحراج الدبلوماسي. "

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه