2020-04-16 

ليس هناك كابوس أسوأ من الحالة اليمنية في التصدي لوباء كورونا

من واشنطن خالد الطارف

 

أخيرًا هبط فيروس كورونا المستجد على الأراضي اليمنية جنوبي شبه الجزيرة العربية، ليجدها معدمة حتى قبل أن تدمرها خمس سنوات من الحرب، ويواجه اليمنيون الآن أزمة كفيلة بإرباك أغنى دول العالم أو أكثرها سلاما. 

 


ورجح تحليل نشرته وكالة بلومبيرج، وترجمته الرياض بوست، أن الدبلوماسية الحذرة من قبل جيران اليمن وبدعم ومساندة القوى الكبرى في العالم من الممكن أن تخفف على الأقل من أعداد الضحايا المدنيين الذين يهدد الوباء بتفاقم أعدادهم بالنظر إلى أمكانيات مرافق الصحة العامة في البلاد المنهارة بالفعل.

 


وأشار التقرير إلى أنه كحد أدنى، تحتاج الولايات المتحدة إلى التراجع عن قرارها القاسي والذي قد يكون كارثيًا إذا قطعت تمويل منظمة الصحة العالمية ولفت إلى ضرورة إعادة النظر في هذا القرار، وحذر كذلك  من قطع المساعدت الأمريكية المباشرة لليمن. وأكد التقرير أنه من الصعب أن نتخيل دولة أقل استعدادًا للتعامل مع وباء - أو أكثر عرضة للتدمير بسبب الوباء من الحالة اليمنية.

 


وبحسب بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن 80٪ من سكان اليمن في "حاجة ماسة للمساعدات". ويصنف أكثر من 3.65 مليون يمني على أنهم "نازحون". لم يكن نظام الصحة في البلاد ملائمًا على الإطلاق، وقد دمرته الحرب: سواء استهدف المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران والذين يسيطرون على جزء كبير من اليمن، أو الأطراف الأخرى المتحاربة بما في ذلك المستشفيات والعاملين بقطاع الرعاية الصحية. كما أدت الحرب إلى انتشار سوء التغذية ونقص حاد في الأدوية الحيوية، مما ترك العديد من اليمنيين دون حماية من مسببات الأمراض. تسببت هذه الظروف بالفعل في تفشي الكوليرا في العالم في 2018 وأصيب أكثر من مليون يمني بالمرض، وتوفي حوالي 3800 شخص. 

 


أما فيما يتعلق بوباء كورونا، فلن يكفِ للتصدي له سوى جهود إغاثية هائلة لتجنب وفاة عدد كبير من اليمنيين. وقد حذرت وكالات الإغاثة بالفعل من "الكابوس" في المستقبل. لكن العديد من البلدان والوكالات التي من المتوقع أن تقود مثل هذا المشروع مشغولة بمحاربة الوباء في بلدانها،  وفي الأماكن التي وصل إليها الفيروس في وقت مبكر. لذا، لم يكن بوسع الولايات المتحدة أن تختار لحظة أسوأ لخفض عشرات الملايين من الدولارات من مساعدات الرعاية الصحية إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، لتلقي باللوم على المتمردين في عرقلة توزيع المواد الغذائية والإمدادات الطبية.

 

والأكثر خطورة هو قرار إدارة ترامب بوقف تمويل واشنطن لمنظمة الصحة العالمية، التي كانت تجهز المستشفيات اليمنية لهجوم فيروس كورونا. في كلتا الحالتين، سيتحمل المدنيون العبء الأكبر من تبادل إطلاق النار السياسي.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه