2020-04-16 

الصين تستغل أزمة كورونا لتعميق شراكتها مع الدول الخليجية

من واشنطن خالد الطارف

أكد موقع Atlantic Council في تقرير ترجمته الرياض بوست، أن الصين إستغلت أزمة كورونا لتعزيز علاقاتها وشراكتها مع دول مجلس التعاون الخليجي.

 

ويضيف التقرير" يشير مقال صدر مؤخراً في صحيفة نيويورك تايمز إلى أنه الصين تمكنت من خلال أزمة كورونا من إعادة رسم صورة جديدة لها ليس "كحاضنة للوباء ولكن كزعيم عالمي مسؤول في لحظة أزمة عالمية". "

 

 

ويشير التقرير " إن تجربة دول مجلس التعاون الخليجي مع الصين تبرز ذلك. وفي وقت مبكر من الأزمة ، كانت هذه الدول الخليجية من الدول المانحة للمساعدات للصين ، وها هي بكين الآن ترد الجميل.. من خلال الاتصالات والمساعدات السخية ، وتبادل الخبرات ، تعزز الصين المكاسب الرائعة التي حققتها في الخليج في السنوات الأخيرة."

 

 

و يؤكد التقرير " كانت الرسائل الصادرة من سفارات الصين في دول مجلس التعاون الخليجي فعالة ، ولها نبرة ثقة وتقدير، حيث أعربت بكين عن شكرها لدعم دولة الإمارات العربية المتحدة في الأيام الأولى لتفشي الوباء في مقاطعة ووهان. وأكد لين يادو ، القائم بالأعمال الصيني في السفارة الصينية في أبو ظبي ، "أضاء برج خليفة، بألوان العلم الوطني الصيني وبث شعارات التضامن مع الصين في 2 فبراير ، وقد تأثر العديد من الصينيين الذين يعيشون ويعملون هنا في الإمارات بهذه اللفتة ". 

 

 

كما أكد تشن ويكينغ ، سفير الصين لدى المملكة العربية السعودية ، أنه أثناء عمله من المنزل ، كان يستغل وقت فراغه للاطلاع على الأدب السعودي ، ومن بينها رواية حميد الدمنهوري عام 1959 ، "ثمن التضحية" .

 

 

ويؤكد التقرير أن " رسائل بكين تركز على التعاون الدبلوماسي الثنائي. كل دولة خليجية - باستثناء البحرين( بسبب التجارة المتواضعة -) لديها اتفاقية شراكة مع الصين. هذه الاتفاقيات لا تصل بالعلاقات حاليا إلى مستوى التحالف ولكنها تساعد في بناء علاقات تعاون في المجالات الاقتصادية والدبلوماسية. وقد أكد المسؤولون من كلا الجانبين على فائدة هذه الشراكات . "

 

 

وعلى سبيل المثال ، قال سفير الصين لدى قطر ، تشو جيان ، "إن الصين وقطر شريكان استراتيجيان تعاونا في مواجهة الشدائد ، وهما يدعمان بعضهما البعض ويقاتلان جنبًا إلى جنب في مواجهة تفشي وباء
كورونا ".

 

 

وناقش وزيرا خارجية الصين والامارات، في اتصال هاتفي عقد مؤخراً، سبل تنسيق الجهود في محاربة فيروس كورونا.

 

 

وأكد وزير الخارجية الاماراتي في هذا السياق أن "قنوات التعاون المكثفة بين البلدين لمواجهة كورونا تعزز الشراكة الاستراتيجية الشاملة الموقعة في 2018."

 

 

و إلى جانب الدعم البلاغي، كان هناك تعاون ملموس في شكل مساعدات في كلا الاتجاهين. وفي الأيام الأولى للأزمة في ووهان ، صعدت دول الخليج إلى صدارة الدول المانحة للصين حيث أرسلت الخطوط الجوية القطرية خمس شاحنات ، تحمل كل منها ثلاثمائة طن من الإمدادات الطبية - وهو دعم وصفه السفير الصيني علنًا بأنه "لا ينسى".

 

 

كما سلمت الكويت إمدادات طبية بقيمة 3 ملايين دولار لبكين ، وقام مركز الملك سلمان للاغاثة والأعمال الإنسانية بتنسيق شحنة كبيرة من المساعدات الطبية والإمدادات إلى بكين في منتصف فبراير.

 

 

وكإعتراف بتبرعات الإمارات للإمدادات الطبية قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية أنه تم إدراج الإمارات في قائمة إحدى وعشرين دولة قدمت " مساعدة ودية"للصين. وعلى الصعيد المحلي ، أعربت السفارة الصينية في أبوظبي عن امتنانها ، مؤكدة أنه و "في مواجهة مثل هذه المحن ، يقف شعب الإمارات بحزم مع الصينيين ويمد لهم يد العون وهو ما يجعل صداقتنا قوية".

 

 

و الآن، وبعد انتهاء الأزمة تدريجيا في الصين ، يتدفق الدعم في الاتجاه الآخر من بكين في اتجاه الدول الخليجية. ويشير التقرير " هذا تطور مهم بالنظر إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي عرضة بشكل خاص لآثار اقتصادية كبيرة جراء تفشي فيروس كورونا. 

 

 

و فيما يتعلق بالمساعدات المادية ، تبرعت السفارة الصينية في مسقط مؤخرًا بإمدادات كبيرة من أقنعة الوجه لوزارة الصحة العمانية. وأعلنت سفارة الصين في الدوحة أنها قدمت أربعة ملايين قناع طبي و 640 ألف مطهر ، في حين تبرعت البنوك الصينية العاملة في قطر بمليون قفاز طبي وسبعة آلاف مجموعة من معدات الحماية. كما أعلن سفير الصين لدى الكويت أنه يمكن لبكين المساعدة في بناء مستشفيات ميدانية مخصصة لعلاج فيروس كورونا.

 

 


وبخلاف المساعدة المادية ، يتشاور الخبراء الصينيون مع مسؤولي الصحة العامة في جميع أنحاء الخليج ، ويتبادلون الخبرة حول الفيروس وكذلك طرق معالجته. 

 

وقد عقد واحد مم هذه الاجتماعات في 2 أبريل ، بين مسؤولين مم لجنة الصحة الوطنية الصينية ، والمركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها ، وقسم الأمراض المعدية في مستشفى بكين الأول ، وزارة الصحة السعودية. وفي نفس اليوم ، عقد فريق طبي من مقاطعة تشجيانغ اجتماعًا عبر الفيديو مع مسؤولين في مدينة برجيل الطبية في أبوظبي لتبادل الخبرات حول الفيروس.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه