2020-04-14 

مقال في تأبين سمو الأميرة البندري بنت عبد الرحمن الفيصل

سامية سكاري

ليس من السهل على الإطلاق إحداث تغيير اجتماعي دائم. من الأصعب القيام بذلك كامرأة في مجتمع شهد تقلص حقوق المرأة على مدار تاريخه. ومع ذلك، فإن الأميرة البندري بنت عبدالرحمن الفيصل، رائدة المجتمع المدني السعودي التي حصلت على درجة الماجستير في السياسة العامة من هارفارد كينيدي سكول في عام 1998، والتي توفيت وفاة طبيعية في مارس من هذا العام، جمعت بين الإنجازين. استثمرت الأميرة في حياتها القصيرة البالغة 46 عامًا مركزها من أجل تحسين حياة الفئات الأقل حظًا في المملكة العربية السعودية وفي جميع أنحاء العالم العربي. ويطيب لأعضاء هارفارد كينيدي سكول الانضمام إلى السعوديين في الإشادة بمآثرها، في عبارات مخلصة أدلى بها عدد ممن عرفوا الأميرة الراحلة عن كثب لموقع Belfer Center التابع لجامعة هارفارد، وترجمتها الرياض بوست.

 


وصف البروفيسور عاصم خواجة، مدير مركز هارفارد للتنمية الدولية، لقاءه الأول بالأميرة البندري أثناء عشاء أقامته والدتها الأميرة موضي قائلاً: "في غرفة جمعت رهطاً من النساء الموهوبات والرائعات، تأثرت بشكل خاص واستلهمت من الأميرة البندري التفاني والرؤى والروح العالية. عندما يأخذ التيار السائد أي حديث حول المملكة العربية السعودية إلى منحنيات وبيانات سلبية، لا يمكننا أن نغفل أنها دولة مليئة بأصوات مفعمة بالتنوع والحماس تتحدث بصراحة عن الناس العاديين. كانت الأميرة واحدة من تلك الأصوات، وسيفتقدها الكثيرون الذين استفادوا من جهودها".

 


بعد تخرجها من مدرسة كينيدي، عملت الأميرة البندري في منصب الرئيس التنفيذي لمؤسسة الملك خالد، وهي منظمة تعمل على تطوير المجتمع المدني وتعزز تكافؤ الفرص والاستدامة. وذكّرت الدكتورة أديتي بوتوريا، وهي زميلة سابقة لقسم الدراسات العليا أسلوب الأميرة البندري في القيادة قائلةً: "لقد انبثقت منها روح الحرية، والشخصية المتفردة الواثقة، والدفء، والتواضع. أتذكر بإعجاب محادثتي معها، حيث عرضت أمامي تجربتها مع وضع أسس التمكين الاجتماعي والاقتصادي والمدني للمرأة في المملكة العربية السعودية".

 


وتحت إشرافها، ساعدت مؤسسة الملك خالد في حمل التمكين الاجتماعي وتنمية القطاع غير الربحي إلى مكانة مرموقة بين الموضوعات الرئيسية في رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني. ونتيجة لذلك، ارتفع عدد المنظمات غير الربحية المسجلة سنويًا من 200 في عام 2008 إلى أكثر من 2000 منظمة بحلول عام 2018. وذكّر يوسف الغويفيلي بتفاني الأميرة البندري في الإدماج: "حين فتحت بابها وأبواب المؤسسة لجميع شرائح المجتمع وكافة الاصوات تم الترحيب بها". وبصفته مدربًا للأميرة، فقد استشعر عزمها على مساعدة الآخرين بشكل لافت: "لا شيء يثيرها أكثر من رؤية الناس ينمون ويحققون إمكاناتهم". 

 


كان أحد التزامات الأميرة البندري التي قطعتها على نفسها بحماس لافت هو تعزيز حقوق النساء والأطفال. في عام 2013، من أجل وضع العنف المنزلي على الأجندة الوطنية، أطلقت المؤسسة حملة توعوية ضد العنف المنزلي. في وقت لاحق من ذلك العام، واستجابة لزيادة الوعي العام الذي حققته الحملة، سنت المملكة "قانون منع إساءة معاملة النساء والأطفال"، والذي شاركت مؤسسة الملك خالد في صياغة فصول رئيسية منه.

 


ولفتت سارة العليان من هارفاردإلى أنها لن تنسى هذه الحملة طوال حياتها، كانت الأولى من نوعها. تذكرت الأميرة بأنها أحد "صنّاع التغيير" فقد قادت ببراعة من وراء الكواليس ومارست تأثيرها وقوتها الناعمة بتواضع شديد. كانت تعرف ما هي القضايا المهمة وسعت جاهدة لجعل المملكة العربية السعودية مكانًا أفضل للجميع. وتعد واحدة من أوائل القيادات النسائية في مؤسسة رئيسية في المملكة، استخدمت نفوذها للتخفيف من معاناة فئات عديدة".

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه