2020-03-24 

العالم العربي: التعليم عبر التلفاز أو الأجهزة الالكترونية في ظل تدابير مجابهة كورونا

من باريس فدوى الشيباني

تحاول الدول العربية البحث عن بدائل للتعليم في المدارس والجامعات في ظل الاجراءات الوقائية التي فرضتها لاحتواء انتشار فيروس كورونا.

 

صحيفة   Challenges الفرنسية  أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه أن الدول العربية تحاول إيجاد بدائل لملايين الطلاب المحرومين من المدارس ، في إطار الاجراءات الوقائية لاحتواء فيروس كورونا، ففي حين اختار السلطات الليبية تقديم دروس تلفزيونية للأطفال، تقدم الامارات العربية المتحدة الدروس التعليمية عبر الأجهزة الالكترونية.

 


وأضاف التقرير " من المغرب إلى قطر عبر الأردن ، يلجأ المعلمون وأولياء الأمور والطلاب إلى أجهزتهم الالكترونية الخاصة لمتابعة الدروس وتجنب عام دراسي "أبيض" ، مع وصول غير متكافئ إلى الإنترنت في كثير من الأحيان."

 

و في البلدان التي تشهد صراعات وعدم الاستقرار ، مثل ليبيا أو العراق ، كانت المهمة أكثر صعوبة ، بسبب عدم وجود اتصالات كافية ، مع خطر تزايد عدد الأطفال المحرومين من التعليم.

 

ويشير التقرير " في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ،" يوجد طفل واحد من بين كل خمسة أطفال خارج  أسوار المدرسة. ووفقاً لتقرير صدر مؤخراً عن منظمة اليونيسف ، فإن حوالي 63٪ من الأطفال في الشرق الأوسط لا يمكنهم قراءة وفهم النصوص البسيطة حتى سن العاشرة."


ويضيف التقرير " في سوريا والعراق وليبيا واليمن ، تم تدمير أكثر من 8،850 منشأة "تعليمية" في السنوات الأخيرة.

 

وفي مواجهة إغلاق المدارس بسبب جائحة كورونا ، تحاول ليبيا الحد من تفاقم الظاهرة.

 

و على هذا النحو ، تم إبرام اتفاقية بين وزارة التربية والتعليم والعديد من المحطات التلفزيونية المحلية للبث الأسبوعي لدروس اللغة الإنجليزية والعلوم لعدة مستويات دراسية.

 

وفي هذا السياق قالت الوزارة إن هذه الدورات المسجلة في مقر الوزارة "إلزامية لجميع الطلاب والمستويات كافة".

 

 

وأكد وزير التعليم الليبي محمد عماري زايد ، انه يمكن الوصول الى الدروس  عبر منصات مختلفة ، تجعل الطالب كما لو أنه في الصف مع زملائه ومعلمه.

 

ويصر مهدي النعيمي ، استاذ الجغرافيا في مدرسة ثانوية في طرابلس ، على أن "الأطفال ليسوا في إجازة.. عليهم بالدراسة في المنزل ويقع على عاتق الوالدين مسؤولية التأكد من قيامهم بذلك".

 

فيما تؤكد سليمة عبد العزيز ، وهي موظفة في بنك في طرابلس، أن هذه  الآلية البديلة غير واضحة ، لكنها اكدت أن "الامهات مهتمات بشكل عام بالدروس في المنزل".

 

 

أما في الأردن ، حيث صدر حظر التجول ، غيرت قناة تلفزيونية مخصصة للرياضة برمجتها مؤقتًا ، لتقديم دروس لأطفال المدارس.

 

و بالنسبة للبقية الطلاب، في هذا البلد حيث يمكن لجميع السكان تقريبًا الوصول إلى الإنترنت ، ترسل المؤسسات التعليمية دورات وفروضا منزلية وتعيدها  مصححة عبر تطبيق واتساب.

 

لكن سيف الهنداوي، وهو  أب لأربعة أطفال يؤكد بأن "الأمر ليس سهلاً على الإطلاق.. هذا النظام جديد، سيستغرق بعض الوقت للتكيف".

 

واضاف "لن تكون أبدًا مثل دروس المدرسة حيث يمكن للطلاب طرح الأسئلة والتفاعل مع المعلمين".

 

و بالنسبة لثلاث من بناته ، قال السيد الهنداوي إنه تلقى جميع الدروس على هاتفه، مضيفا "أشاركها مع زوجتي وكلانا يحاول شرحها للأطفال لكن الأمر معقد لأنني لا أفهم الدروس دائمًا ".

 

وفي العراق ، "عندما أعلنت السلطات إغلاق المدارس ، طلبت من وزارة التعليم إيجاد طرق للتدريس إلكترونيا" ، وفق ما أكدته حنين فاروق وهي أستاذة العلوم.

 

وتضيف "في الكلية الخاصة التي أدرس فيها ، نستخدم التطبيق Google Classroom لتنزيل دروس يومية".

 

وفي المغرب ، وهي دولة بها ثمانية ملايين طالب ، يتم بث الدورات والدروس التعليمية  على قناة عامة ويمكن الوصول إليها كذلك عبر منصة رقمية لوزارة التربية والتعليم.وقال مصدر بالوزارة "المحتوى متوفر يوميا ، حيث يصل إلى 1.2 مليون طالب.

 

ويشير معلم في مدرسة ريفية بالقرب من مراكش إلى إن التلفزيون "يظل أداة رئيسية للتعليم عن بعد خاصة للأسر التي لا تمتلك أجهزة كمبيوتر". 

 

و في مصر ، البلد الأكثر سكانًا في العالم العربي حيث أقل من نصف السكان لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت ، أعلنت وزارة التربية والتعليم أيضًا عن الاستخدام المرتقب للتلفزيون لتقديم دروس للطلاب. ووفقاً للوزارة ، التي افتتحت منصة دراسية عبر الإنترنت الأسبوع الماضي ، فإن التعليم العام في مصر يستهدف حوالي 22 مليون طالب.

 

و يستخدم المعلمون في الضفة الغربية المحتلة تطبيق مؤتمرات الفيديو "Zoom" لتعليم أكثر من 100 طالب في كل مرة.

 

وفي دول الخليج ، حيث شبكات الاتصالات أكثر تطوراً ، فإن الدورات التدريبية والتعليمية عن بعد متاحة بالفعل للجميع تقريباً ، كما هو الحال في قطر ، حيث تمتلك المؤسسات التعليمية منصات افتراضية.

 

 

 

وفي الإمارات ، يتم التركيز أيضًا على التعليم عن بعد، حيث أعلنت وزارة التعليم الاماراتية أن اليونسكو اعترفت بالموقع التعليمي "madrasa.org" ، الذي أنشأته مؤسسة إماراتية، والذي يتيح " الوصول إلى الدروس مجانًا لأكثر من 50 مليون تلميذ عربي" ، حسب الوزارة.

 

 

أما في الجزائر وتونس ،حيث تزامن إغلاق المدارس مع العطلات المدرسية،  حتى الآن لم يعلن هذان البلدان عن تدابير للتعليم الإلكتروني أو عبر شاشات التلفزيون.

 

 

 

 

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه