2015-10-10 

موسكو تسقط العقوبات الاقتصادية عن طهران

الرياض بوست

يبدو أن إيران التي لم توقع حتى الآن إتفاق نهائي مع الدول الكبرى حول برنامجها النووي، يرفع عنها العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من المجتمع الدولي، وجدت منفذا في الحصار الاقتصادي الذي يخنقها منذ سنوات. وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما قضى بوقف الحظر التجاري الذي كانت فرضته موسكو على طهران، ضمن العقوبات التي وقعها المجتمع الدولي على إيران بسبب عدم تعاونها مع المحققين حول برنامجها النووي. وبذلك فتحت روسيا نظريا الطريق أمام تسليم إيران بطاريات صواريخ من نوع اس-300، معتبرة ضمنا أن الاتفاق الاطار الأخير الذي وقع في لوزان بين طهران والقوى الكبرى الست يتيح ذلك من دون انتظار الرفع الرسمي للعقوبات، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية. وقالت شبكة روسيا اليوم أن منظومة "إس-300 في 4" تعتبر مخصصة للدفاع المضاد للطائرات والدفاع المضاد للصواريخ، على حد سواء، وبوسعها اعتراض كافة أنواع الصواريخ متوسطة المدى الموجودة في العالم اليوم. وكانت شركة "ألماس – أنتاي" ووزارة الدفاع الروسية قد وقعتا عام 2012 اتفاقية لتوريد تلك المنظومات الحديثة إلى القوات المسلحة الروسية. وكان الرئيس الروسي السابق ديمتري مدفيديف أوقف عام 2010 تسليم إيران هذا النوع من الصواريخ تطبيقا لقرار مجلس الامن 1929 الذي فرض عقوبات على إيران بسبب ملفها النووي ومنع بيعها السلاح. وأعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن وقف تسليم ايران هذه الصواريخ ليس مرتبطا بقرار مجلس الامن بل كان برغبة روسيا بالقيام بكل ما هو ممكن "لتحريك عملية التفاوض" حول الملف النووي الايراني. وتابع لافروف معتبرا أنه ما دام تسليم صواريخ اس-300 ليس مرتبطا بالحظر الذي فرضه مجلس الأمن في يونيو 2010 ، فلا حاجة لكي تنتظر روسيا قرارا من مجلس الأمن لرفع العقوبات عن إيران. من جانبه ندد به المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية العقيد ستيف وارن معتبرا أن بيع هذه الصواريخ لإيران "لا يساعد بشيء" في التوصل الى اتفاق نهائي مع ايران بشأن ملفها النووي. من جهتها نددت إسرائيل بالقرار الروسي. وأعتبر وزير الاستخبارات يوفال شتاينتز في بيان أن القرار الروسي يأتي "نتيجة مباشرة للشرعية التي منحت لإيران عبر الاتفاق الجاري اعداده، والدليل على ان النمو الاقتصادي الذي سيلي رفع العقوبات ستستغله إيران في مجال التسلح وليس لما فيه خير الشعب الايراني". بالمقابل رحبت إيران بالقرار وأعتبرت أنه يمكن أن يساعد على إقرار "أمن دائم" في المنطقة. وقال وزير الدفاع الإيراني حسن دهقان حسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الإيرانية الرسمية (ايرنا) إن "تطور التعاون الثنائي مع روسيا ومع الدول المجاورة في مجالات مختلفة يمكن أن يكون فعالا جدا من أجل الاستقرار والأمن الدائم في المنطقة" في إشارة إلى "التهديدات من خارج المنطقة وازدياد النشاطات الارهابية". ويأتي قرار الكرملين في الوقت الذي يعكف ممثلو القوى الكبرى الست مع ايران على وضع التفاصيل التقنية والقانونية التي ستتيح التوقيع بحلول آخر يونيو على إتفاق نهائي بين الطرفين ينهي مشكلة الملف النووي الإيراني القائمة منذ 12 عاما.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه