2020-02-24 

تجارة الداتا.. بياناتنا أمانة في أعناقهم

حنان الحمد

كنت أتصفح بريدي الإلكتروني وتحديدا صندوق الوارد غير المرغوب، وإذ بي أقرأ عرض مغري جدا من dr.sauod فيما يلي نصه : "عرض الحصول على داتا بيانات أرقام عملاء جوالات بالإضافة إلى برنامج إرسال واتس اب، أحصل على أرقام عملائك  واستهدف عملائك بنفسك وحقق نتائج مميزة,  قواعد البيانات الداتا اكثر من 600 ملف اكسل مقسمة ومصنفة حسب القطاعات والاهتمامات والمدن، والاعمار والوظائف والجنس(رجال_سيدات) والفئات العمرية، وتغطي : رجال الاعمال ، داتاvip، معلمون ومعلمات، أرقام وداتا نساء ، أرقام وداتا رجال بحسب المناطق ، موظفين وموظفات." انتهى.


استوقفني هذا العرض لأتساءل عن كم بياناتنا كمواطنين سعوديين التي يتاجر بها dr.sauod  وغيره، استوقفتني الجرأة التي جعلته يرسل هذا الكم من العروض التي تحتوي معلومات خاصة لفئات متنوعة في المجتمع قدمها أصحابها لجهات يثقون بها ومتأكدين من أنها محمية وليست للبيع، وفي نفس السياق تذكرت الأخ المرشح الذي لاحقنا في بيوتنا ليرسل عبر إحدى شركات التوصيل ملصق ترشيحه، كيف حصل على بياناتي ليقض مضجعي بضرورة ترشيحه؟ ونفس السؤال عن مصدر dr.sauod وكيف حصل على البيانات ؟ 


إن الحديث عن البيانات الشخصية يقود إلى الحديث عن مستوى أعلى وهو  أنظمة تقنية المعلومات التي يتم تأسيسها في بعض القطاعات وعن هوية الشركات أو المكاتب الاستشارية التي تقوم ببناء تلك الأنظمة، فمن الملاحظ أن هناك شركات أجنبية تقوم بإدارة تلك الأنظمة ولديها صلاحية الدخول على بيانات تلك القطاعات مثل إجراءات العمل وأدق التفاصيل عن القطاعات  وموظفيها وعملائها، قد يقول قائل:ما المانع أن يطلع طرف خارجي على إجراءات العمل وبيانات المستفيدين والموظفين؟ الجواب أن أي بيانات تعتبر كنز للتاجر والصديق قبل العدو، إن استماتة بعض الشركات للدخول إلى سوق المملكة وقطاعاتها جعلت بعضها تستعين بسجل تجاري سعودي ومعلومات وطنية كغطاء يوهم بأن المشغل التقني سعودي وواقع الأمر أن كل من يدير العمل التقني ويمتلك بياناته هم من بعض الجنسيات الآسيوية في دول خارجية لديهم الصلاحية للتصرف في كل تلك البيانات حتى بعد انتهاء عقودهم مع تلك القطاعات.


إن التساهل في انتقاء مؤسسي ومشغلي الأنظمة التقنية وهوياتهم والآلية الحقيقية لإدارة تلك الأنظمة والبيانات الموجودة فيها يجعلنا كتابا مفتوحا للجميع يقرأنا متى شاء ويستخدم بيناتنا حسب مزاجه ليصنع ثروة أو يجري أبحاثا ودراسات أو يبيعنا لألد أعدائنا.

 

تخيل أن يسجل المواطن بياناته في موقع موثوق لأي غرض كان ويُطلب منه أدق التفاصيل مثل تحميل  صورة هوية وطنية وجواز سفر وتاريخ عمله وشهاداته ، ما موقفه عندما يكتشف أن من يدير هذا النظام التقني غير سعودي ومقره في بلاد الواق الواق وقد باع كل بياناته ل dr.sauod وأمثاله؟! 
،،، بياناتنا أمانة في أعناقهم وبس .

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه