2020-01-31 

وزير التعليم يدعو الجامعات لتفعيل الترجمة خلال تسليمه جوائز للفائزبن بجائزة الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة

من الرياض غانم المطيري

اقيم يوم الأربعاء 29 يناير الجاري في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض حفل توزيع الجوائز الخاصة بجائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة في دورتها التاسعة للعام 1440هـ - 2018م.

 

 

وشهد الحفل حضور وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ ، ومعالي الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر المشرف العام على المكتبة ، وحضور عدد كبير من المثقفين والكتاب بالفائزين بالجوائز.

 

 

وفي كلمته في افتتاح الحفل أكد معالي وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ على أن الاهتمام والرعاية الكريمة التي يوليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – بالعلم والعلماء وبالنهضة المعرفية والحضارية للمملكة العربية السعودية يسطع أمامنا بوضوح وجلاء، وفي كل الأنشطة والفعاليات التي تمر بنا في هذا العهد الزاهر نتيقّن أن مملكتنا الغالية تمضي مستنيرة برؤية المملكة (2030) في طريقها الحثيث نحو المستقبل، صوب رؤية حضارية غير مسبوقة في الاهتمام الكبير بالثقافة والعلم والمعرفة، وبالتطوير الشامل في مختلف جوانب الحياة. 

 

وأشار معالي وزير التعليم أن الجائزة تصل الروابط الإنسانية عبر ثقافة التفاعل بين اللغات، وثقافة الحوار الإنساني، وبين أنموذج وأنموذج، وبين مؤلف ومترجم مما يؤدي إلى ازدهار التعايش ويُرسخ قيم التعرّف على الآخر، واحترام منجزه وثقافته، مبينًا أن العلاقة بين الترجمة والمعرفة وطيدة في جانب التفاعل الحضاري، وربما كان لتعدد الألسنة حكمة إلهية مثيرة للفضول المعرفي، ولتحفيز الشعوب للاطلاع على ثقافة بعضها بعضًا. وعليه كانت الترجمة جسراً وثيقاً بين ثقافات الألسنة واللغات المختلفة، والنظرة التاريخية تبرهن لنا أن الحضارات تُبنى على العلم والمعرفة، وأن الترجمة كانت تشكل فيها اللبنة الأولى في البناء الحضاري لأي مجتمع إنساني، فقد نهضت الحضارة العربية الإسلامية على ترجمة العلوم والمعارف والفلسفة والآداب من اللغات الأخرى، لا سيما اليونانية واللاتينية ، كذلك فإن الحضارة الأوروبية لم يكن لها أن تتوهج إلا بعد ترجمة العلم والفكر العربي الإسلامي منذ تأسيس بيت الحكمة في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد ثم ازدهر في عهد الخليفة المأمون وهذا يبين دور الترجمة الكبير في الاتصال بالعالم.

 

ودعا معالي الدكتور حمد آل الشيخ إلى العناية بالترجمة حيث قال : أدعو جامعاتنا ومراكزها البحثية وكراسيها ومجلاتها العلمية وأعضاء هيئة التدريس إلى العناية بترجمة الجديد من الدراسات والبحوث العلمية من اللغات كافة، بما يحقق قيمة مضافة لرصيدنا المعرفي والعلمي، ويخدم توجه بلادنا نحو الاستثمار في اقتصاد المعرفة.

 

وأشار معاليه إلى أن إتقان لغة عالمية أصبح ضرورة من ضرورات الحياة والعمل، وهو ما نصبو إلى إنجازه في وزارة التعليم في مختلف المراحل التعليمية، خاصة مع ما تحققه المملكة العربية السعودية في عالم اليوم من ريادة وتقدم ومكتسبات، نرى ملامحها في منجزات عالمية كبرى تبرهن على مكانتنا وتقدير العالم لنا ونحن نترأس هذا العام مجموعة العشرين، التي تعد أكبر مجموعة اقتصادية في العالم. 

 

واختتم معاليه كلمته بتوجيه التقدير وموفور الشكر لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز؛ للاهتمام بالترجمة وتحفيز المبدعين إلى تقديم الأعمال الجليلة التي تسهم في نهضة المملكة والوطن العربي.

 

كما وجه الشكر إلى مكتبة الملك عبد العزيز العامة على دورها في احتضان هذا الجسر المعرفي الحضاري الذي يرصف سبل التفاعل بين اللغة العربية واللغات العالمية، وقدم التهنئة للفائزين بالجائزة بمختلف فروعها، راجياً من الله تعالى أن يوفق كل الجهود العلمية المضيئة في سماء الحضارة بمختلف مجالاتها. 

 

وقد بدأ معالي الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر المشرف العام على المكتبة كلمته بشكر المولى عز وجل ثم لمقام باني نهضتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله، على دعم ورعاية الثقافة والمثقفين ومنها مشاريع المكتبة المحلية والعالمية رافعا الشكر لسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وفقه الله؛ لبناء جسور التواصل الحضاري بين الشعوب وتفعيل الاتصال المعرفي بين الثقافات والحضارات، انطلاقًا من رؤية المملكة 2030.

 

كما رحب بالحضور من الفائزين والمثقفين والكتاب منوها بأن جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة تهدف إلى إثراء المعرفة بمحتويات كنوز الإبداع الفكري من ثقافات وحضارات العالم المتنوعة، التي من المؤكد بجانب نقلها للمعرفة والخبرات والتجارب البشرية ومساهمتها في التقدم العلمي؛ فإنها تعتبر من أرقي درجات التعارف التي أمر بها خالقنا في قرآننا الكريم.

 

وأكد أن إطلاق الجائزة جاء متناغما مع تنامي حركة التأليف والترجمة والنشر واتساعها في مختلف دول العالم؛ وتنوع أدواتها التقنية والفنية بما يؤكد أهمية الانتقال من مرحلتنا الحالية إلى مرحلة تقنيات المستقبل وأدوات معرفته وتواصله.

 

وبين معالي الأستاذ فيصل بن معمر أن الجائزة قد أحدثت على مدار تسع دورات؛ حراكًا علميًا ومَهْنيًا نوعيًا عالميًا في مجال الترجمة من اللغة العربية وإليها؛ وفتحها آفاقًا واسعة أمام المفكرين والمبدعين؛ لترجمة إنتاجهم، والمساهمة المباشرة في عملية التواصل المعرفي والعلمي، فضلاً عن التواصل الفكري والثقافي والإبداعي؛ حتى باتت كيانًا علميًا عالميًا بارزًا؛ وحازت القدرة على استقطاب ترشيحات كبريات الجامعات والمؤسسات العلمية والأكاديمية العالمية؛ ومشاركة أفضل المترجمين في العالم فضلاً عن تقدير أهميتها في تنشيط حركة الترجمة من اللغة العربية وإليها، واستثمار ذلك في تعزيز فرص الحوار الحضاري والإفادة من الإبداع العلمي والفكري العالمي، بما توفره من مجالات متعددة وحوافز مشجعه ومكانة علميه رائدة.

 

وأكد ابن معمر على أن لجنة الجائزة ستقوم بإجراء المراجعات ودراسة التقويمات واقتراح التطويرات المتواصلة بشأنها دورةً بعد دورة؛ قائلا: " في هذا الخصوص، نعتزم، بمشيئة الله، مضاعفة الجهود؛ لتلافي أسباب حجب بعض محاورها خاصة في مجال الترجمة في مجال العلوم الطبيعية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى، والتي للأسف تم حجب معظم جوائزها في دورات عدة سابقة؛ نتيجة ضعف الأعمال المقدمة في هذا الشأن، جنبًا إلى جنب مع تحفيز المترجمين" .

 

كما أكد على أن الجائزة ستقوم بالعمل في الدورات المقبلة على ترجمة عدد من الأعمال الفكرية والعلمية من اللغة العربية إلى اللغة الصينية ومن اللغة الصينية إلى العربية؛ مواكبةً لإعلان وزارة الثقافة؛ الاحتفاء بالصين ضيف شرف لعامنا الثقافي 2020م.

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه