2015-10-10 

واشنطن تصحح موقفها من عاصفة الحزم

رويترز

أعلنت الولايات المتحدة عن زيادة حجم المعلومات الاستخبارية التي تقدمها للسعودية بشأن الأهداف المحتملة في الحملة الجوية التي تشنها الرياض ضد المقاتلين الحوثيين في اليمن. وأكد مسؤولون أميركيون لرويترز أنّ المساعدات تتضمن بيانات استخبارية حساسة تسمح للسعودية بتحسين مراجعتها لأهدافها القتالية. وأضاف "نساعدهم في تعزيز تفهم ساحة القتال والموقف مع قوات الحوثيين ونساعدهم أيضا في تحديد مناطق يتعين عليهم تفاديها (لتقليل أي خسائر في صفوف المدنيين). وأوضح أنّ تقديم المعلومات الاستخارتية يأتي كمساعدة للسعودية. وأشار المسؤولون الأمريكيون إن الدور الأمريكي زاد الآن في حجمه ومجاله بحيث تضمن "تدقيقا" أكثر تفصيلا للمعلومات التي يعدها السعوديون للمواقع المستهدفة مع توجيه اهتمام خاص لمساعدة السعوديين على تفادي سقوط ضحايا من المدنيين. ولفت المتحدث باسم البيت الأبيض اليستير باسكي إلى أنّ الولايات المتحدة تزود شركاءها بمعلومات المخابرات اللازمة والمناسبة للدفاع عن السعودية والاستجابة للجهود الأخرى لدعم حكومة اليمن الشرعية. وقال مسؤول أميركي "لقد وسعنا قليلا المجال فيما نتبادله مع شركائنا السعوديين". وكشف المسؤولون عن ارسال إن واشنطن فريق تنسيق عسكري يضم 20 فردا للتواصل مع دول الخليج بقيادة الميجر جنرال كارل موندي، مؤكدين أنّ تخصيص جنرال كبير سيسهل التفاعل مع المسؤولين الكبار الآخرين من دول آخرى. وبيّن مسؤول مطلع أن الولايات المتحدة قد تعجل بالشحنات إلى دولة الإمارات التي يمكن حينئذ أن تساعد أيضا في إعادة تزويد السعودية بالعتاد وأوضح نائب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين أنه في اطار التعاون بين الولايات المتحدة والسعودية، عجلنا بتسليم الأسلحة (للتحالف)، وزدنا من تبادل معلومات المخابرات وشكلنا خلية تخطيط مشتركة للتنسيق في مركز العمليات السعودي. وكان بلينكين ناقش تعزيز التعاون خلال زيارة قام بها للرياض ،الإثنين الماضي، دون أن يكشف عن تفاصيل. وتأتي تلك المساعدات بعد تصريحات لوزير الخارجية الاميركي جون كيري تنفي تخلى واشنطن عن "أصدقائها" العرب في الخليج في مواجهة إيران التي اتهمها بتسليح الحوثيين في اليمن وعلى الرغم من إعلان البيت الأبيض دعم الولايات المتحدة في مجال المخابرات بعد بدء العملية بفترة وجيزة، أكد مسؤولون أميركيون وسعوديون أن الدعم الأميركي في مجال المخابرات كان قاصرا حتى الأيام الأخيرة على مراجعة معلومات المواقع التي تستهدفها السعودية في محاولة لتأكيد دقتها، قائلين: إن تبادل المعلومات كان أقل ما يمكن بشكل كبير في الأيام الأولى من الحملة. فمنذ بدء العملية العسكرية لم يتجاوز الدعم الأمريكي لـ "عاصفة لحزم" تصريحات التأييد، والاستعداد لتقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي. وأشار بعض المسؤولين إلى أنّ هذا يعود إلى حد ما لعقبات قانونية، فضلا عن افتقار الإدارة الأميركية إلى القدرة للتعاون مع السعوديين في هجوم ضد الحوثيين، هو ما يوضح اكتفائها بتصريحات الدعم رغم رغم استخدمها قوة فتاكة ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وقال باسكي إن التحركات الأميريكية "تتفق تماما مع المتطلبات الداخلية والدولية القانونية المطبقة" ولكن واشنطن تعرضت لضغوط لبذل المزيد لمساعدة التحالف الذي تقوده السعودية والتي تخشى أن يؤدي تقدم الحوثيين إلى توسيع نفوذ خصمها اللدود إيران إلى حدودها. فبدأت الولايات المتحدة في الأسبوع الماضي طلعات جوية يومية لاعادة تزويد مقاتلات السعودية ودولة الإمارات بالوقود في الجو. ولكن حتى مع عمليات التزويد بالوقود تبدي الولايات المتحدة الحذر حيث تقوم بهذه الطلعات الجوية خارج المجال الجوي اليمني وتطلب تعويضا ماليا من الحلفاء. ولم يعرف بعد كيف تعتزم الولايات المتحدة التعجيل بتسليم قنابل ومعدات توجيه لحلفائها. وتشعر السعودية بقلق من إمكان امتداد أعمال العنف عبر الحدود التي تتقاسمها مع اليمن كما تشعر بقلق أيضا من نفوذ إيران الشيعية التي نفت مزاعم السعودية بتقديم دعم عسكري مباشر للحوثيين. وأدى استيلاء الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء وإسقاط الحكومة السابقة إلى إصابة جهود الولايات المتحدة لمحاربة مقاتلي القاعدة في اليمن بنكسة كبيرة وتفادت الولايات المتحدة القيام بدور مباشر في الصراع المتفاقم. وقال المسؤولون الأمريكيون الأربعة الذين تحدثوا شريطة عدم نشر اسماءهم إن واشنطن لن تصل إلى حد اختيار أهداف للسعوديين. واكدت أيضا المحادثات النووية بين طهران والقوى العالمية والتي يمكن أن تؤدي إلى التوصل لاتفاق بحلول 30 يونيو حزيران يلغي العقوبات المفروضة على إيران مخاوف السعودية من تنامي النفوذ الإيراني. وكان دبلوماسي أمريكي كبير قد قال في الأسبوع الماضي إن واشنطن تعجل بامدادات السلاح وتعزز تبادل معلومات المخابرات مع التحالف الذي تقوده السعودية. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية(البنتاجون) إنها بدأت إعادة تزويد طائرات التحالف العربي بالوقود في الجو على الرغم من أنها خارج المجال الجوي اليمني. وقالت جماعات إغاثة إن الهجمات السعودية التي بدأت في 25 مارس آذار أدت لسقوط قتلى من المدنيين بما في ذلك هجوم وقع في 30 مارس آذار على مخيم للاجئين يسيطر عليه الحوثيون في شمال اليمن قالت المنظمة الدولية للهجرة إنه أدى إلى قتل 40 شخصا. وأنحى مسؤولون سعوديون كبار باللائمة في مثل هذه الحوادث على الحوثيين أنفسهم. وتهدف الحملة الجوية التي تقودها السعودية إلى استعادة الأراضي التي كسبها الحوثيون وإعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي فر من البلاد إلى منصبه.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه