2019-11-11 

خبراء: زيارة مودي إلى المملكة .. منعرج حاسم في مستقبل العلاقات السعودية الهندية

من لندن علي حسن

غادر رئيس الوزراء ناريندرا مودي الهند في 28 أكتوبر في زيارة تستمر يومين إلى المملكة العربية السعودية، وبالإضافة إلى توقيع عشرات الاتفاقيات في مجالات الطاقة والطيران المدني والتعاون الأمني ​​والدفاع ، فقد شارك أيضًا في منتدى مبادرة المستقبل للاستثمار في الرياض.


صحيفة المونيتور أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست تطرقت فيه لجوانب زيارة مودي إلى السعودية وأهميتها في تحديد ملامح مستقبل العلاقة بين البلدين


وتحدثت المونيتور إلى قمر آغا ، وهو أستاذ متقاعد في دراسات غرب آسيا بجامعة جامع ميليا الإسلامية في نيودلهي وإيما سوبرير ، الباحثة الزائرة في معهد الدول العربية في واشنطن. 

 

وأكد كلاهما على أهمية الاتفاق الهندي السعودي لتشكيل مجلس الشراكة الاستراتيجية ، برئاسة مودي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. 

 

وقال آغا "هذا يدل على التعاون الوثيق في جميع المجالات.. حتى وقت قريب كانت العلاقة بين البلدين علاقة بين المشتري والبائع ..أما الآن فقد تطورت العلاقات لتصل إلى التعاون العسكري، حيث ستجري الهند والمملكة العربية السعودية أول تدريب بحري مشترك بينهما في ديسمبر. "

 

وسلط سوبرير الضوء على طبيعة التعاون بين الهند والمملكة العربية السعودية في مجالي الدفاع ، حيث أكد بأن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان "يريد استخدام تطوير صناعة دفاع محلية كأحد الطرق لتنويع اقتصاد المملكة بعيدًا عن النفط، ولذلك تعد مذكرة التفاهم الموقعة بين الهيئة العامة السعودية للصناعات العسكرية  ووزارة الإنتاج الدفاعي الهندية ، إطارًا تعاونيًا  بين البلدين في المجال العسكري."

 

وفي سياق متصل أكد كولبي كونيلي ، الباحث المشارك في معهد الخليج ، أهمية مذكرة التفاهم بين أرامكو السعودية وشركة  البترول الهندية المحدودة.

 

واصاف "تشمل اتفاقية أرامكو لتخزين ما يصل إلى 4.6 مليون برميل من النفط في منشاة تابعة للشركة الهندية في ولاية كارناتاكا، السماح لأرامكو ببيع منتجاتها إلى مصافي التكرير الهندية ".


وأشار إلى أن شركة النفط الوطنية في أبو ظبي قد وقعت اتفاقية مماثلة مع نفس الشركة الهندية العام الماضي لتخزين النفط الخام في نفس المنشأة.

 


وقال كونيلي "على الرغم من أن الهند لا تستهلك الكثير من النفط يوميًا مثل الصين ، فقد ارتفع معدل استهلاكها بوتيرة أسرع قليلاً من الصين في عام 2018 ، كما أن إنتاجها المحلي من النفط ليس كافيا تلبية الطلب المتزايد. تعد حاجة الهند لاستيراد كميات كبيرة من النفط الخام ميزة للمنتجين الخليجيين مثل المملكة العربية السعودية ، والتي ستكون سعيدة للمساعدة في تلبية هذا الطلب. "

 

وأضاف أغا "كلا البلدين يفكران في الاستثمار مع بعضهما البعض. يخطط السعوديون لاستثمار 100 مليار دولار في البتروكيماويات ومشاريع الطاقة والبنية التحتية والتعدين في الهند، وكذلك تنويع اقتصادهم. "

 

و يتماشى تكثيف التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030.

 

و في سياق متصل ناقشت الهند والمملكة العربية السعودية التهديدات الأمنية واتفقتا على التعاون لضمان حماية الممرات البحرية. ويعد هذا الاتفاق وفق التقرير مهما خاصة بعد الهجمات التي تعرضت لها أربع ناقلات نفط في خليج عمان في مايو.

 

 وقال البيان المشترك الهندي-السعودي إن "تهديد التطرف والإرهاب يهدد كل الأمم وجميع المجتمعات". ورفض الجانبان "أي محاولة لربط هذه الظاهرة العالمية بعرق أو دين أو ثقافة معينة". 

 

وتابع البيان: "لقد أعرب الجانبان عن رفضهما لجميع الأعمال الإرهابية وشددا على ضرورة منع وصول  الأسلحة ، بما في ذلك الصواريخ والطائرات بدون طيار للمتطرفين ، لتجنب ارتكابهم أعمال إرهابية ضد دول أخرى".

 

و في سياق متصل ، قال حسن الحسن وهو زميل مشارك في العلاقات بين الخليج وجنوب آسيا في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الذي يتخذ من لندن مقراً له ، "لقد حدد مودي التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والأمن كمجال للتقدم في العلاقات الهندية السعودية"، فيما أكد سوبرير أن السعودية ترغب في تقديم الهند كشريك دفاعي جديد وكورقة ضغط على حليفها التاريخي الولايات المتحدة الأمريكية مضيفا "نحن اليوم في وقت يتم فيه اعتبار موثوقية الشريك الأمريكي كضامن أمن تقليدي رئيسي للمملكة ولمنطقة الخليج بأكملها بحذر متزايد من قبل  بعض بلدان شبه الجزيرة العربية."

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه