2019-11-07 

عملاق الدفاع جنرال داينمكس .. ضحية نزاع دبلوماسي بين السعودية وكندا

من واشنطن خالد الطارف

أضرت معركة دبلوماسية مستمرة بين كندا والمملكة العربية السعودية شركة الدفاع الأمريكية "جنرال داينمكس" بشدة ، حيث مازالت صفقة بقيمة حوالي 1.5 مليار دولار معلقة بسبب هذا النزاع الدبلوماسي.


موقع defense news أورد في هذا السياق تقريرا ترجمته عنه الرياض بوست أكد فيه أن الشركة أوضحت أنها لم تحصل على حوالي 1.5 مليار دولار من المدفوعات الخاصة ببيع مركبات مدرعة تابعة لشركة جنرال داينمكس ميشن سيستمز - كندا إلى المملكة العربية السعودية .

 

وخلال العرض الفصلي للأرباح ، أقر الرئيس التنفيذي لشركة General Dynamics ، فيبي نوفاكوفيتش ، بأن "المدفوعات في برنامجنا الدولي خارج كندا ظلت بطيئة" ، لكنه شدد على أنه "لا يوجد خلاف على حقيقة أنها ديون سيقع تسديدها.. إنها ببساطة مسألة توقيت ، وما زلنا نأمل أن نحلها بحلول نهاية العام. "

 


غير أن العديد من محللي صناعة الدفاع أكدوا أن القضية لها تأثيرات حقيقية على شركة الدفاع.

 


وقال أحد محللي الدفاع أن القضية تسببت " في أضرار كبيرة لشركة الدفاع". 


و من الناحية الفنية ، لا تدين المملكة العربية السعودية بشيء لشركة جنرال داينمكس حيث يتم تشغيل المبيعات العسكرية من خلال المؤسسة التجارية الكندية ، التي تعمل كشركة وساطة بين الطرفين. 

 


جدير بالذكر أن الحكومة الكندية أعلنت الصيف الماضي خطط لشراء مركبات مدرعة من شركة الدفاع العملاقة حيث قامت جنرال داينمكس بتسليم دفعة كبيرة من مدرعات LAV بموجب هذه الخطط، فيما يعتقد عدد من الخبراء أن هذه الصفقة تهدف للتخفيف من أثار عدم حصول الشركة على قيمة صفقة المدرعات التي زودت بها السعودية.

 


ووفقًا لتقرير صادر عن الحكومة الكندية ، كانت المملكة العربية السعودية أكبر وجهة تصدير دفاعي لكندا في عام 2018 ؛ حيث تلقت المملكة حوالي 1.3 مليار دولار من الصادرات العسكرية الكندية في ذلك العام ، والتي تشكل 62 في المائة من إجمالي الصادرات العسكرية الكندية.

 

و تعتبر صفقة مدرعات LAV هي الثانية من نوعها التي تم توقيعها بين شركة جنرال داينمكس  الكندية والمملكة العربية السعودية ، مع ما يقدر بنحو 1400 مركبة مدرعة من طراز LAVs تم تسليمها إلى الرياض خلال العقدين السابقين. وتم تجهيز هذه المركبات بمجموعة متنوعة من أنظمة الأسلحة ، تتراوح بين مدافع 25 ملم إلى مدافع 90 ملم.

 


وفي عام 2014 ، وافقت كندا على صفقة تبلغ قيمتها حوالي 14.8 مليار دولار لبيع المملكة العربية السعودية مئات من المركبات المدرعة الخفيفة ؛ فيما ظلت الجوانب الأخرى للعقد سرية ، لكن تقارير وسائل الإعلام تشير إلى أن الصفقة النهائية تشمل 700 مركبة ، تم تسليم 200 منها بالفعل. 

 

لكن في أغسطس 2018 ، انهارت العلاقات بين الرياض وأوتاوا عندما تدخلت وزيرة الخارجية الكندية في الشؤون الداخلية السعودية قبل أن تتحرك الحكومة السعودية بسرعة لطرد السفير الكندي وأعلان تعليق أي أعمال تجارية جديدة محتملة مع الشركات الكندية ، وكذلك استدعاء جميع الطلاب السعوديين من الجامعات الكندية.

 

وفي هذا السياق يقول توماس جونو ، الأستاذ بجامعة أوتاوا الذي عمل سابقًا كمحلل في وزارة الدفاع الوطني الكندية ، إن هذه العلاقة لا تزال "مجمدة".

 

وأضاف" هذا أمر مهم بسبب نظرة السعودية إلى نفقاتها الدفاعية.. بالتأكيد ، هناك جانب للدفاع الوطني ، لكن المملكة تنظر أيضًا لعمليات  الشراء الكبيرة للدفاع كأداة أساسية في إنشاء علاقات دبلوماسية مع الدول."

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه