2019-10-13 

بوتين يعود إلى السعودية والامارات بعد 12 سنة .. ماذا تحمل هذه الجولة من رسائل؟

من باريس فدوى الشيباني


يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السعودية والامارات يومي الاثنين والثلاثاء في إطار سعيه وطموحه الكبير لتعزيز دور روسيا في المنطقة.

 

صحيفة L' Opinion الفرنسية أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه أن  فلاديمير بوتين سيسافر يومي الاثنين والثلاثاء إلى منطقة الخليج العربي حيث ستكون السعودية أحدى أهم محطاته، في الوقت الذي تسعى فيه الرياض إلى الخروج من علاقتها الدبلوماسية الحصرية مع واشنطن وتنويع فرصها التجارية.  

 

ويسافر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين إلى المملكة العربية السعودية ويوم الثلاثاء إلى الإمارات العربية المتحدة ، بعد اثني عشر عامًا من جولته الأولى  في الخليج العربي. 

 


ويشير التقرير بأن موسكو لا تزال تتذكر الزيارة التاريخية للملك سلمان ، في أكتوبر 2017، حيث رحب بوتين بأول ملك سعودي يزور روسيا، على أنها فرصة يجب إستغلالها لتطوير علاقتها مع قوة اقتصادية كبرى ذات نفوذ كبير في المنطقة والعالم.

 

 و كانت الجولة الأخيرة لفلاديمير بوتين ، في الخليج العربي ، في فبراير 2007 ، أقل أهمية، حيث لم تثر حينها قضايا كبيرة ولم تثمر نتائج ملموسة تساهم في تعزيز التحالف الروسي الخليجي وخاصة الروسي السعودي، غير أن الجولة الجديدة التي تأتي بعد  12 سنة تنبأ بأن سيد الكرملين يسعى ويطمح لإستغلال كل الفرص الاقتصادية والسياسية والعسكرية حين يصل إلى الرياض و أبوظبي.

 

ويشير التقرير" أصبحت روسيا ، منذ تدخلها العسكري في سوريا في نهاية سبتمبر 2015 ، لاعبا دوليا قويا لا مفر منه، خاصة بعد الخطوات الكبيرة التي قطعها بوتين لتعزيز علاقاته بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان  وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، حيث يسعى الرئيس الروسي أكثر من أي وقت مضى لإعادة تشكيل المنطقة و وضع موسكو في قلب  المشهد الدولي.

 

وفي هذا السياق يشير أليكسي ملاشينكو ، مدير الأبحاث في معهد حوار الحضارات في موسكو  "تعتبر زيارة بوتين قضية سياسية في المقام الأول، في الوقت الذي يسعى فيه الأمير محمد بن سلمان إلى إعادة توجيه السياسة الخارجية السعودية ، حيث لم تعد الرياض ترغب في الاعتماد فقط على تحالفها مع واشنطن. "


وأضاف " بدعوة من الرئيس الروسي ، تعتزم المملكة العربية السعودية أن تُظهر للجميع أنها تقيم علاقات تعاون مع دول أخرى غير الولايات المتحدة. يمكن أن تلعب روسيا البديل الفعلي لواشنطن، في الوقت الذي تسعى فيه لكي تظهر للعالم أنها موجودة في هذه المنطقة الاستراتيجية. "

 

كما يمثل البعد الاقتصادي القضية أخرى تشغل بال بوتين  عند عودته من جديد إلى الخليج. وحسب إحصاءات الجمارك الروسية ، تجاوزت قيمة التجارة بين روسيا والمملكة العربية السعودية فقط مليار دولار العام الماضي ، لأول مرة منذ عام 2014 ، في حين ارتفع الرقم إلى 1.69 مليار دولار بين روسيا والإمارات، فيما تمثل قيمة التجارة الروسية التركية 25 مليار دولار.


ويشير أليكسي  "منذ الأزمة الأوكرانية في عام 2014 ، وجهت روسيا بوصلتهة إلى الشرق الأوسط . إنها تبحث عن العملاء والمستثمرين المحتملين لتجاوز العقوبات الغربية. وكتعبير عن النوايا الحسنة ، تم إعفاء الإماراتيين من تأشيرة للسفر إلى روسيا منذ فبراير 2019 ."


من جهته يؤكد صموئيل راماني ، المتخصص في السياسة الخارجية الروسية وطالب الدكتوراه في جامعة أكسفورد،  "على الرغم من انخفاض حجم التجارة ، فإن العلاقات الوثيقة مع دول الخليج العربي ذات فوائد مالية كبير، ومثال ذلك ما أثاره مدير صندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل ديميترييف، مؤخرًا عن إيرادات بقيمة 100 مليار دولار من اتفاقية اوبك+ ، التي تم توقيعها في نهاية عام 2016 بالتنسيق مع الرياض ".

 

ومع ذلك ، فإن طموح موسكو لن يتوقف عند هذا الحد، حيث يؤكد صموئيل راماني "ستكون زيارة بوتين الرسمية فرصة للكرملين لدفع أجندته الدبلوماسية في الشرق الأوسط ، خاصة فيما يتعلق بسوريا". 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه