2019-10-04 

للحديث بقية

حنان الحمد

@hananalhamad73 

 إن الحديث عن التعليم ذو شجون، وبعد ضم أنواع التعليم المختلفة، لتكون وزارة واحدة (وزارة التعليم) أصبح الحديث عن أي موضوع يخصها يمس جميع أفراد المجتمع، ويتطلب أن يكون للحديث بقية. 

 

دفعني لهذا المقال سؤالي لأحد الأساتذة الجامعيين، "لماذا عدد ساعات التدريس الجامعية قليلة لديكم مقارنة بدخلكم ومعظمكم لا يداوم أكثر من ثلاثة أيام متضمنة اجتماعات الأقسام والساعات المكتبية وخلافه؟" كانت إجابته "اللهم لا حسد، لكن نحن من المفترض أن تكون أيام التفرغ الأسبوعي مخصصة للبحث العلمي ونظرا لعدم وجود ميزانية وإدارة جيدة لهذا الشأن جدولنا أصبح ما عليه الآن! "

بمعنى أن المبرر اختفى، وهو البحث العلمي، وبقيت النتيجة، وهي زيادة. عدد أيام "الأجازة" المخصصة لهم. 

 

إن التعليم الجامعي في المملكة العربية السعودية كغيره في الدول الأخرى يقوم على ثلاث ركائز أساسية هي التعليم، والبحث العلمي والشراكة المجتمعية، وبالتأمل في أداء الجامعات لدينا فإن معظمها يؤدي الدور الأول وهو التعليم بغض النظر عن كفاءة مخرجاته و موائمتها لسوق العمل، أما الدورين الآخرين فيمكنني القول بثقة من خلال مشاهداتي أن البحث العلمي يكاد يكون متوفي دماغيا كرافد استثماري مهم للدولة والمشاركة المجتمعية ولدت غير مكتملة،وهذا هو الحال كما أراه. وقد ظهر نظام الجامعات الجديد الذي أخذ وقتا أكثر مما ينبغي لإقراره بسبب الشد والجذب بين هيئة الخبراء الموقرة في مجلس الوزراء ومجلس الشورى بلجانه المختصة بهذا الشان. 

 

وبمتابعة ما تم تداوله مؤخرا من نقاشات في مجلس الشورى بشأن نظام الجامعات، يتضح ان هذه المناقشات انتهت إلى توصيات بربط الجامعات مباشرة بولي العهد كرئيس لمجلس شئون الجامعات بصفته رئيسا لمجلس الشئون الاقتصادية والتنمية، وهذا شرف يسعى الجميع لنيله،ولكني أقرأ فيه محاولة لإخراج التعليم العالي من عباءة وزارة التعليم وإرجاع الوضع إلى ما كان عليه سابقا قبل الدمج . 

 

ولعله وبمراجعة ما طرح من توصيات وردود ومناقشات تظهر بعض التساؤلات أهمها، هل تصب تلك المناقشات في مصلحة تحقيق هدف تطوير نظام الجامعات لتواكب رؤية ٢٠٣٠ محليا و التنافسية العالمية في سوق البحث العلمي ورفع مستوى الشراكة المجتمعية؟! 

كيف سيرفع هذا النظام درجة الحوكمة التي تتضمن معايير اختيار الكفاءات الأكاديمية المناسبة وتحسين أداء الحالي منها والمقررات وطرق التعلم فيها؟ ما هو نظام المحاسبية - عدا هيئة تقويم التعليم التي تحتاج إلى تحسين قدراتها- الذي يقود الجامعات لتحقيق الاستدامة في استقلاليتها المالية والإدارية و القيام بأدوارها بموثوقية عالية، بعيدا عن اضطرار بعض الجهات الرقابية لوضع مكاتب في بعضها نتيجة لكثرة المخالفات والتجاوزات والشكاوى؟! 

 

 خاتمة القول: إن نظام الجامعات ليس العصا السحرية التي سوف تقوّم التعليم العالي، بل هو نظام يحتاج الكثير من الجهد والإخلاص والنظر لمصلحة الوطن، ولعل تجديد الدماء المنفذة له - مطلب من خبرات وكفاءات لم تعط فرصتها سابقا واصيبت بالإحباط أدى لتسرب الكثير منها-  داعية الله جل وعلا أن ينجو النظام من إرث الهدر للكفاءات والوقت و المخرجات والمال.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه