2019-09-24 

هل حان الوقت لتعدل الصين سياستها وتلعب دور وسيط السلام بين السعودية وإيران؟

من دبي سيف العبد الله

تمتلك الصين المقومات الكاملة للعب دور الوساطة بين السعودية وإيران و ابعاد المنطقة عن شبح التصادم العسكري   ،فهل حان الوقت لتتخلة بكين عن سياسة النأي بالنفس عن أزمات الشرق الأوسط؟ 


مجلة the diplomat أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فبه أن لدى بكين الدوافع  والفرصة لجمع جميع الأطراف في الخليج وابعاد المنطقة عن حافة الهاوية.

 

ويشير التقرير إلى أنه ومن بين القوى العالمية التي لها مصلحة في إدارة آثار الهجمات النفطية السعودية ، فإن الصين في وضع أفضل لتهدئة التوترات بين الرياض وطهران.

 

و زادت التجارة الثنائية بين الصين والمملكة العربية السعودية القائمة على النفط من مليار دولار في عام 1990 إلى أكثر من 70 مليار دولار بحلول عام 2013. كما تعد المملكة العربية السعودية والصين شريكان تجاريان استراتيجيان  في عام 2017 ، حيث تجاوزت الصين الولايات المتحدة لتصبح أكبر مستورد للنفط في العالم.

 

و تشتري الصين الكثير من النفط ، لكنها تتردد في التورط في القضايا الأمنية في الخليج. ودعت الولايات المتحدة الصين إلى تقاسم تكاليف الأمن واتهمت بكين بالركوب الحر، فيما تنظر الصين إلى الشرق الأوسط على أنه مستنقع سياسي ستكلف فيه المشاركة بالتأكيد المارد الصيني الكثير، لذلك تفضل بكين الاستفادة من ضمانات الأمن الأمريكية في المنطقة بدلاً من المجازفة.

 

وتجلى الحذر الصيني  يوم الاثنين الماضي عندما قال ممثل لوزارة الخارجية الصينية إن الصين "تعارض أي إجراء قد يعقد الأحداث في الشرق الأوسط" ، وهو بيان لم يكن مفيدًا بقدر ما كان مراوغا ًوفق التقرير.

 

و يتابع التقرير "كقوة عالمية لها مصالح كبرى في الخليج ، يجب أن تكون الصين مستعدة لدفع الثمن لحماية مصالحها واستخدام رأس مالها السياسي لإنهاء الصراع، فبين القوى العالمية ، تحافظ الصين على شراكات اقتصادية وسياسية بناءة على حد سواء مع كل من المملكة العربية السعودية وإيران. فيما لا تزال طهران مصرة على اتباع سياسة الفوضى من خلال الهجمات الأخيرة على منشآت نفط سعودية".

ويشير التقرير "لكن من الواضح  أن واشنطن وبكين لا تريدان سيناريو الحرب...لذلك لقد حان وقت الدبلوماسية الآن."

 

 ويضيف التقرير " تثق إيران في أن تكون لكين وسيطًا صادقًا، حيث أفادت يوم الثلاثاء الماضي ، التقارير أن الصين أنشأت خط ائتمان بقيمة 400 مليار دولار للتجارة مع إيران. إنعلاقة الصين غير الحرجة بإيران تجعلها شريكًا جذابًا في المحادثات متعددة الأطراف المحتملة."

كما أن البصمة الدبلوماسية للصين في الشرق الأوسط آخذة في الازدياد، فقد تفاوضت بكين على الصفقة النووية الإيرانية كعضو في مجموعة الدول الخمس زائد واحد واستضافت محادثات بين الحكومة السورية والمعارضة، في حين تتطلب الهجمات النفطية من الصين تكثيف نشاطها الدبلوماسي لأنها تشكل تهديدًا مباشرًا أكبر لمصالح الصين. كما أن الصين لم يعد لديها خيار اللعب بشكل آمن."

 

و ترى"  الصين نفسها قوة عالمية، حيث تتيح هذه الأزمة للرئيس شي جين بينغ فرصة لإثبات أن الصين ليست مجرد عملاق اقتصادي.. الصين لديها الدافع وأوراق الضغط والفرصة لجمع جميع الأطراف في الخليج وإبعاد المنطقة عن حافة الحرب. والسؤال هو إذا كانت الصين لديها الشجاعة فهل ستسمح الولايات المتحدة لها بالتدخل."

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه