2019-09-19 

عندما لا يكون الصمت حكمة

حنان الحمد

@hananalhamad73 

تكلمت كثيرا في الفترة الماضية عن اختبارات القدرات والتحصيلي بعد أن قرأت خبر عن احتمال قيام وزارة التعليم بتقييم التجربة و إلغاء اختبار القدرات، ولعلي في هذا المقال أكتب مالم يسعفني الوقت لقوله في اللقاءات

 

 إن الحديث ذو شجون عن مركز قياس الوطني، المركز الفتي ذو السبع عشرة ربيعاً، منذ أن تقرر البدء في تطبيق اختبارات القدرات والتحصيلي لخريجي الثانوية وهو يتلقى الهجوم والاتهام بأنه من يعطل أبناءنا عن الالتحاق في ركب التعليم الجامعي ، الخيار الأوحد المقبول اجتماعيا سواء ناسب قدرات أبناءنا أم لا، وبالتالي حرمانهم من الوظائف! وزاد الطين بلة تطبيق اختبار كفايات  المعلمين لتثبت التهمة على المركز بأنه عائق التوظيف الأول!! 

 

أيعقل أن مركز قياس وراء كل تلك المصائب؟ يظن العاقل أن مركز قياس هو السبب نظرا لصمته المطبق وعدم رده على تلك الاتهامات وتفنيدها واقتصار نشر ثقافة قياس على موقعه الالكتروني الذي اكتشفت أنه يحتوي على أصدقاء قياس لامرئيين! كذلك يقدم دورات بهذا الشأن لا أعلم من فئتها المستهدفة

 

الحقيقة أن مركز قياس الوطني يؤسس لمفهوم الشفافية والعدالة والحوكمة، فالاختبارات المعيارية المقننة سواء التعليمية او المهنية تضمن فرز وتصفية  ليحصل على الأولوية من يستحق والأجدر في إكمال تعليمه الجامعي ومن هو أهل لممارسة المهن وفق قدراتهم الفكرية والمعرفية كما هو متعارف عليه عالميا

 

علما أن هذا الهجوم لم يظهر على السطح عندما قام المركز بالتعاون مع مؤسسة موهبة لفرز الموهوبين ليحظوا بفرص التعليم المناسب لهم، ولم تتعال الأصوات ضد الرسوم و إعادة الاختبارات حينها، كذلك لم نسمع اعتراضا على اختبار قدرات الجامعيين، حيث تخضع إجراءات قبول الدراسات العليا لتدخل بشري ملفت، وكذلك ابحاب الاختبار الهندسي المهني؟ وهنا يظهر كيل المجتمع بمكيالين حسب غرضه من المركز، حيث تم اتهام  هذا المركز الفتي من قبل البعض بأنه ربحي بحت لهذا تكون النتائج متدنية لضمان اعادة الاختبارات، ولعمري أكاد أجزم أن المركز في تلك الأثناء كان مشغولاً بتحليل النتائج ومقارنتها وتحسين المقاييس ولم يتنبه لتلك التهم والحشد الإعلامي والاجتماعي ضده

 

 ولإيضاح الحقيقة فإن المسؤول عن مخرجات ذات كفاءة عالية في التعليم وتناسب سوق العمل هي وزارة التعليم،  أما إيجاد فرص العمل والقضاء على البطالة  فهي من صميم مهام وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، ولكن تلك الأختان اللتان بلغتا من الكبر عتيا فضلتا غض الطرف والتزام الصمت عن ما يعانيه أخوهما الفتي على أن تتحملا مسؤوليتهما تلك، لا بل وأوغلت إحداهما في الذنب فقررت إلغاء أحد اختباراته المهمة لتساهم في تثبيت قناعة المجتمع أن ذو ال ١٧ ربيعا هو السبب في عدم قبول أبناؤهم في الجامعات، وتناست تلك الأخت أن ما تعانيه من مشكلات لم تكد تنقطع ترنداتها منذ بداية العام الدراسي هي السبب فيه وليس قياس، ولعل أبرزها ضعف روافد التعليم لديها وعدم تنوعه مما تسبب في ضغط كبير على الجامعات، التي بدورها أقرت ببراءة قياس واعلنت ان التسرب والهدر قلت نسبتهما بسبب الأخ الصامت قياس

 

أن قياس الذي يحتفل بعيد ميلاده ال ١٧ لهذا العام عليه ان يخرج عن صمته ويقول ها أنا ذا أؤسس لمركز قياس وطني سعودي يعتبر  الاول من نوعه في الشرق الاوسط، مستقل ماليا وإداريا دون حاجة لأي تلاعب في النتائج، ليفرز مخرجات العديد من الوزارات تعليميا ومهنيا وفق قدراتها الفكرية والمعرفية ويساعدها على الحد من الهدر والتسرب.

 

وحتى يرفع قياس الظلم عن نفسه لابد من تأسيس مركز إعلامي متمكن يتغلغل في المجتمع ليعرف بمركز قياس ودوره في رفع كفاءة المجتمع ككل وليجعل المجتمع هو خط دفاعه الأول، ولا ضير في ان يهدي قياس المجتمع هدية بسيطة عبارة عن اعتماد مراكز تدريب على طبيعة اختبارات قياس للطلاب والمهنيين  وتكون مجانيةوذلك لوقف استغلال  السوق السوداء لمثل تلك الاختبارات من كتب ودورات بمقابل من غير المختصين أو المعتمدين من قياس، كذلك يمكنه فتح خط ساخن للشكاوى ووضع اجراءات سريعة لقبول التظلم وحله، ووضع مؤشرات أداء لقياس رضى العميل والاستفادة من مقترحاتهم لتحسين الأداء.

وفي الختام

 أحيانا قد يفقد عملك قيمته إن لم تسوق له بذكاء!

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه